مصر وإريتريا مقابل السودان وإثيوبيا.. خلافات الجيران وتحالف المصالح
مصر وإريتريا مقابل السودان وإثيوبيا.. خلافات الجيران وتحالف المصالحمصر وإريتريا مقابل السودان وإثيوبيا.. خلافات الجيران وتحالف المصالح

مصر وإريتريا مقابل السودان وإثيوبيا.. خلافات الجيران وتحالف المصالح

بموازاة التوترات الجارية بين مصر والسودان بسبب النزاع الحدودي على مثلث حلايب وشلاتين، إضافة إلى الخلاف المصري الإثيوبي المشتعل حول ملف سد النهضة، زار رئيس إرتيريا أسياس أفورقي، القاهرة، الأسبوع الماضي؛ ما فتح باب التكهنات حول تشكل محورين تمثل مصر وإريتريا أحد قطبيهما، فيما تمثل الخرطوم وأديس أبابا الطرف المقابل.

ومما زاد من تلك التكهنات تصريح مساعد الرئيس السوداني، إبراهيم محمود، الأسبوع الماضي، بأن السودان "يتحسب لتهديدات أمنية من جارتيه مصر وأريتريا، بعد تحركات عسكرية للدولتين في منطقة ساوا الإريترية، المتاخمة لولاية كسلا السودانية".

محور قديم

ويشير الصحفي المهتم بشؤون منطقة القرن الأفريقي، ماجد محمد علي، إلى أن "المحور المصري - الإريتري موجود منذ زمن، ولم يتشكل الآن".

وأضاف علي: "بدأ ذلك منذ عهد الرئيس المصري الأسبق، محمد حسنى مبارك، بعد أن شعرت القاهرة بعجزها عن إيقاف مشروع سد النهضة الإثيوبي، في مراحله الأولى بعد اكتمال مرحلة مسح السد وتصميمه في 2010".

تقاطعات إقليمية ودولية

في المقابل، وصف الأكاديمي السوداني حاج حمد محمد خير، ما يتردد عن حلف بين مصر وإريتريا ودولة جنوب السودان بأنه "غير متوقع".

وأضاف أن "التقاطعات الإقليمية والدولية الباحثة عن مصالحها في المنطقة، هي التي تحرك هذه الدول الأفريقية نحو الخلاف، في ظل غياب الوعي والدافع الوطني للنخب الحاكمة في كل من السودان ومصر وأثيوبيا وإريتريا"، حسب وصفه.

مبررات للخلاف

وفي أيار/ مايو الماضي، أعلن السودان أنه ضبط أسلحة مصرية مع متمردين في إقليم دارفور، متهمًا جارته مصر بدعم المتمردين، وهو ما نفته القاهرة مرارًا.

ومع تسارع الأحداث، منذ أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تصاعد الحديث في وسائل الإعلام السودانية والإثيوبية عن مصر وإريتريا كحليفين مناهضين لكل من الخرطوم وأديس أبابا.

ولمثل هذا التحالف ما يبرره، بحسب وسائل إعلام، فمصر أخفقت في التفاهم مع إثيوبيا بشأن السد، ولديها خلاف مع السودان بشأن مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد الحدودي.

كما أن بين أسمرة وأديس أبابا عداء منذ استقلال أريتريا عن إثيوبيا، عام 1991، فضلًا عن الاتهامات المتبادلة بين أريتريا والسودان بدعم المتمردين في البلد الآخر.

واستقبل الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، نظيره الإرتيري، أسياس أفورقي، الثلاثاء الماضي، فيما نشرت الخرطوم تعزيزات عسكرية على حدودها الشرقية مغ أريتريا، وأغلقت المعابر الحدودية معها، السبت الماضي.

على الجالنب الآخر، زار رئيس الأركان السوداني، عماد الدين مصطفى عدوي، أديس أبابا، الاثنين الماضي، حاملاً رسالة من البشير إلى رئيس وزراء إثيوبيا، هيلي ماريام ديسالين.

والتقى عدوي -أيضًا- مفوض السلم والأمن لدى الاتحاد الأفريقي، إسماعيل شرقي، في خطوة قال مراقبون إنها "استهدفت إطلاع إثيوبيا والاتحاد الأفريقي على التطورات مع مصر وإريتريا".

وساهم التقارب المصري- الإريتري، لاسيما في ظل تعثر مفاوضات سد "النهضة"، في ازدياد مخاوف إثيوبيا من احتمال استهداف السد، الذي تعتبره مشروعها القومي.

في المقابل، ومنذ فترة، تعززت العلاقات بين أديس أبابا والخرطوم، وأصبح التنسيق بينهما على مستوى عال، لا سيما بتوقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية، حتى إن السودان بات يعتبر أمن إثيوبيا "خطًا أحمر".

ظاهرة وقتية

ويرى الكاتب والمحلل السياسي أنور سليمان، أن "ظهور المحورين المصري- الإريتري، والسوداني- الإثيوبي، لا يعدو كونه أكثر من ظاهرة وقتية قد لا تمتد إلى فترة أطول من الزمن، ويعبر عن قوى إقليمة أخرى".

واستدرك بقوله: "إلا أن حتمية الخلاف بين هذه الدول حاليًا، وعدم وجود أهداف إستراتيجية واضحة في علاقاتها الثنائية، يدفع الكثيرين إلى التشكيك في هذين المحورين".

ورأى سليمان أنه "ليس هناك محور يمكن أن يتشكل بناء على الخلافات الأخيرة بين هذه الدول".

أزمات داخلية

ومقابل تشكيكه في إمكانية استمرار التحالف المصري الإريتيري، اعتبر سليمان أن "تحالف السودان وإثيوبيا هو تحالف قوي يمكن أن يمتد أكثر".

وتابع: "على طول الحدود المشتركة بين البلدين يوجد متمردون على الجانبين، وتحرص الحكومتان على العلاقة المشتركة لحماية حدودهما".

وشدد على أن "سد النهضة الإثيوبي ليس أساسًا للتحالف بين الخرطوم وأديس أبابا، بل الأساس هو التعاون الأمني وتأمين الحدود".

وأوضح سليمان أن "ما يجمع مصر وإريتريا، وفي المقابل السودان وإثيوبيا، في تحركاتها الأخيرة نحو التصعيد هو الأزمات الداخلية التي تواجه كلًّا من هذه الدول".

وختم بقوله: "لذلك تلجأ هذه الدول إلى العامل الخارجي ربما لصرف النظر عن الوضع الاقتصادي والسياسي الداخلي المتأزم".

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com