هل تنجح مصر في الضغط على السودان وإثيوبيا لحصار تركيا وقطر في البحر الأحمر؟
هل تنجح مصر في الضغط على السودان وإثيوبيا لحصار تركيا وقطر في البحر الأحمر؟هل تنجح مصر في الضغط على السودان وإثيوبيا لحصار تركيا وقطر في البحر الأحمر؟

هل تنجح مصر في الضغط على السودان وإثيوبيا لحصار تركيا وقطر في البحر الأحمر؟

أزمة جديدة تلوح في أفق منطقة القرن الأفريقي، أبطالها مصر وإريتريا من ناحية، وتحالف سوداني إثيوبي تركي قطري من ناحية أخرى، وفق محللين ومصادر دبلوماسية.

رسائل عدة وجهها النظام المصري لكل من السودان وإثيوبيا وتركيا وقطر، بزيارة رئيس إريتريا أسياس أفورقي لمصر، ولقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إضافة إلى وصول وفد تنزاني برئاسة كل من وزير خارجية تنزانيا أوغاستين فيليب ماهيجا، وعيسى حاجي يوسي وزير الدولة التنزاني للقاهرة في زيارة تستغرق 3 أيام.

ورأى مراقبون أن الزيارتين لمصر تحديدًا تكتسبان أهمية خاصة، في ظل وجود متغير جديد متعلق بأمن البحر الأحمر، وبمحاولة الظهور التركية في وسط البحر الأحمر بجزيرة "سواكن" السودانية، وما تبعه من تحالف سوداني - قطري - تركي، يمتد ضلعه الرابع إلى دولة إثيوبيا.

يأتي ذلك بعد استضافة الخرطوم الأسبوع الماضي لقاء ثلاثيًا جمع رؤساء أركان كل من تركيا وقطر والسودان، سبقه زيارة لأديس أبابا قام بها رئيس أركان الجيش القطري، الفريق الركن طيار غانم بن شاهين الغانم، فضلًا عن استقبال رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ماريام ديسالين في أديس أبابا، رئيس أركان الجيش السوداني، عماد الدين عدوي.

ومن جانبه أكد البرلماني المصري والمستشار السياسي لرئيس البرلمان الأفريقي مصطفى الجندي، أن "قضية المياه هي مسألة حياة أو موت بالنسبة لمصر لما تمثله من أمن قومي"، وهو ما اعتبره "دليلًا على التقارب المصري مع إريتريا وتنزانيا لزيادة عمق تواجد مصر في أفريقيا".

ولفت الجندي في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" إلى أن "دول حوض النيل مثل إريتريا وتنزانيا من الدول الهامة بالنسبة لأمن مصر القومي، لذلك أشار إلى أنّ التقارب معهما ينعكس بالإيجاب على ملف سد النهضة".

السفير جمال الصفتي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أكد أن إريتريا التي تمتلك حدودًا مع كل من السودان وإثيوبيا تعتبر دولة مهمة في البحر الأحمر بالنسبة للعمق المصري، خاصة أنّ الأمن القومي للبحر الأحمر مهم جدًا بالنسبة لمصر، وبالنسبة للدول الواقعة على شرقه مثل السعودية والأردن واليمن، إضافة إلى قناة السويس وحرية الملاحة في البحر الأحمر والدخول والخروج الآمن.

وأضاف الصفتي في تصريح لـ"إرم نيوز" أن التحالف بين مصر وإريتريا رسالة للدول التي تحاول الدخول للبحر الأحمر، وهي ليست من البحر الأحمر، مثل تركيا التي تقيم لنفسها قواعد في الصومال، وتتواجد في سواكن السودانية، منوهًا بأن مصر تسعى لحصار تركيا في البحر الأحمر، وتوصيل رسائل ضغط لكل من السودان وإثيوبيا.

اللواء سمير فرج، مدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق، يرى أن هناك تغييرات حدثت في القرن الأفريقي ومنطقة باب المندب، تؤثر على الأمن القومي المصري، وأولها إهداء السودان لتركيا "جزيرة سواكن"، وهو ما اعتبره تهديدًا للأمن القومي المصري.

وأضاف فرج أن "الإرهاب في اليمن يهدد بإغلاق باب المندب، وبالتالي تهدد الأمن القومي المصري، ولذلك مصر اشترت (الميسترال)، وكان هناك رؤية للقيادة السياسية، لوجود قوة عسكرية تؤمن قناة السويس وباب المندب".

ولفت إلى أن إريتريا لها مكان متميز في منطقة القرن الأفريقي، وبالتالي الزيارة مهمة بالنسبة للأمن القومي المصري.

أما عن التعاون الاقتصادي بين البلدين، أشار إلى توقيع اتفاقية تعطي الحق للصيادين المصريين بالصيد في هذه المنطقة، مشددًا على أن مصر ستساعد إريتريا في أعمال الزراعة والري.

وقال الخبير المتخصص في الشؤون الأفريقية عطية عيسوي، إن هناك حرصًا إريتريًا على التعاون مع مصر، خاصة في تأمين أمن البحر الأحمر باعتباره مدخلًا لقناة السويس.

وأوضح "عيسوي"، في حديث لـ "إرم نيوز"، أن الزيارتين تكتسبان أهمية خاصة في ضوء الخلافات المصرية السودانية التي وصلت لحد سحب السودان سفيرها بالقاهرة للتشاور، وأيضًا في ضوء التوتر المكتوم بين مصر وإثيوبيا فيما يتعلق بسد النهضة بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة بالقاهرة في إنهاء الخلافات بين البلدين، لافتًا إلى أن تلك الزيارة ردّ على التحالف السوداني الإثيوبي القطري التركي.

وأضاف أن الهدف الأساس من تلك الزيارات الأفريقية هو تأمين البحر الأحمر وحماية الأمن القومى المصري وإيصال رسالة للسودان، بأنه إذا سمحت حكومة الخرطوم باستغلال أراضي السودان في أي عمل يضر بالأمن القومي المصري سيكون هناك ردّ مناسب من جانب مصر، وأيضًا إيصال رسالة لإثيوبيا بأنه إذا استمر تعنتها في مسألة مفاوضات سد النهضة وتجاهلها لحقوق مصر المشروعة في مياه نهر النيل سنواجه ذلك عبر التعاون مع إريتريا التي تعد عدوًا وخصمًا لإثيوبيا، ورسالة لتركيا بأن مصر لديها الطرق الكافية للحفاظ على أمنها في البحر الأحمر.

وتوترت العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا، بعد تعثر المحادثات الفنية المتعلقة بسد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا وتخشى مصر أن يؤثر في حصتها من مياه نهر النيل.

وقالت وزارة الخارجية السودانية إن الخرطوم جددت شكواها إلى الأمم المتحدة بسبب رفض القاهرة تسليم السيطرة على مثلث حلايب الحدودي المتنازع عليه.

ويقع المثلث بين مصر وجارتها الجنوبية، ويطالب السودان مصر بهذه المنطقة منذ العام 1958، لكن القاهرة تقول إنها أراض مصرية.

وتوترت العلاقات بين البلدين أيضًا بسبب خلافات حول استخدام مياه نهر النيل، واستدعى السودان الأسبوع الماضي سفيره في مصر للتشاور، إضافة إلى منح تركيا، في أيلول/ ديسمبر الماضي، حق إدارة جزيرة "سواكن" لإعادة تأهيلها لتصبح مدينة سياحية مهمة على البحر الأحمر.

وكان الرئيس السوداني عمر البشير، أعلن حالة الطوارئ في ولاية كسلا المحاذية لإريتريا، قبل أن يعلن والي الولاية إغلاق المعابر مع إريتريا، بهدف السيطرة على تهريب البشر والسلع والسلاح.

والعلاقات بين إريتريا وإثيوبيا ليست على ما يرام بسبب النزاعات التاريخية بين البلدين.

وانفصلت إريتريا، الواقعة على ساحل البحر الأحمر قرب باب المندب أحد أكثر الممرات الملاحية ازدحامًا في العالم، عن إثيوبيا في العام 1991 بعد حرب استمرت ثلاثة عقود من أجل الاستقلال، وكان الصراع تجدد بعد سبع سنوات بسبب خلاف حدودي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com