ما هي خيارات مصر للرد على استدعاء السودان سفيرها بالقاهرة؟
ما هي خيارات مصر للرد على استدعاء السودان سفيرها بالقاهرة؟ما هي خيارات مصر للرد على استدعاء السودان سفيرها بالقاهرة؟

ما هي خيارات مصر للرد على استدعاء السودان سفيرها بالقاهرة؟

كشفت مصادر بوزارة الخارجية المصرية، اليوم الجمعة، أن القاهرة وضعت عدة سيناريوهات للرد على الخطوة التي أقدمت عليها الخرطوم، أمس، باستدعاء سفيرها للتشاور، من بينها تخفيض التمثيل الدبلوماسي أو مد إجازة السفير المصري بالسودان الموجود حاليًا في القاهرة، أو الرد بنفس الدرجة التي أقدمت عليها الخرطوم.

وبالأمس أثارت تقارير إعلامية في إثيوبيا جدلًا واسعًا بعدما زعمت أن مصر طلبت خروج السودان من المفاوضات الجارية بين الأطراف الثلاثة بشأن سد النهضة، وهو ما لم تُعلق القاهرة بشأنه، قبل أن يُفاجأ المتابعون باستدعاء السودان لسفيرها من القاهرة، مساء أمس الخميس.

وقالت مصادر دبلوماسية لـ"إرم نيوز"، اليوم الجمعة، إن "مصر تنتظر موعد عودة السفير السوداني للقاهرة؛ للرد بشكل رسمي"، مشيرةً إلى أن أحد السيناريوهات التي ترجحها مصر هو تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي.

وأوضحت المصادر أن سيناريو آخر مطروحًا يتمثل في الرد بنفس خطوات التصعيد السودانية، وعدم التصعيد بدرجة أكبر، مع إصدار بيان تفصيلي للرأي العام السوداني؛ لمنع تزايد الاحتقان الشعبي تجاه القاهرة.

لكنّ السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، وعضو مجلس النواب المصري الحالي، علّق على استدعاء السودان لسفيرها، بالقول: "ذلك لا يعتبر قطعًا للعلاقات الدبلوماسية، أو أنه يشوبها خطر معين، ولكنه مجرد تعبير عن الاستياء".

وحول خطوات الرد، ذكر عضو مجلس النواب المصري أن "السفير المصري بالسودان في إجازة عادية بالقاهرة، ومن الممكن أن نمد إجازته كرد على استدعاء السودان لسفيرها بالقاهرة".

وأضاف العرابي أن "مصر قد تتخذ خطوة إصدار بيان لمخاطبة الرأي العام السوداني، منوهًا بأن الرد المصري سيأتي عقب بحث الأسباب السودانية لاستدعاء سفيرها".

"استعداء" مصر

وأشار إلى أن "استدعاء السودان لسفيرها في القاهرة ليس له أي مبرر، لكنه يوحي بأن السودان دخل في ترتيبات إقليمية تستعدي مصر، ومصر قادرة على مواجهة هذه الترتيبات".

وحول وجود تحركات برلمانية لاحتواء الأزمة، أكد أنه من الممكن عدم التصعيد، واتخاذ خطوات تهدئة من جانب الدبلوماسية المصرية وبوساطة برلمانية، خصوصًا أن هناك مصالح وعلاقات مشتركة تربط العلاقة بين البلدين.

عضو مجلس الشؤون الخارجية المصرية، السفير رخا أحمد حسن، قال: إن "السودان تهدف من وراء خطوتها الأخيرة إلى تعطيل طلب مصر بإشراك البنك الدولي في مفاوضات سد النهضة، وكذلك الهروب من مسؤولياتها تجاه بعض الملفات المهمة".

وأضاف حسن في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن التصعيد السوداني "غير مبرر" ويضع العلاقات بين البلدين على المحك، مشددًا على أن إقدامها على تلك الخطوة مؤشر على تطلعها لخطوات جديدة قد يكون إحداها سحب السفير لأجل غير مسمى، والاكتفاء بوجود قائم بأعمال.

وأشار إلى أن التصعيد السوداني هو استمرار لسلسلة من الخطوات "المستغربة" والتي كان أبرزها إطلاق مصطلحات مغايرة للواقعة عن سوء نية مصر في ملف سد النهضة، وكذلك إهداء تركيا جزيرة سواكن السودانية لغرض غير واضح.

وأكد الخبير في الشؤون الأفريقية، أيمن شبانة، أن "القيادة السودانية تمر بمرحلة تخبط كبير على مستوى علاقاتها بدول الجوار"، موضحًا أن العلاقات مع مصر لها طابع خاص لدى الشعب السوداني.

وجهتا نظر

ويرى شبانة في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هناك وجهتي نظر داخل البيت السوداني حول ما يجري مع القاهرة، إحداهما ترفضه بشدة وتدعو إلى وقف الخطوات التصعيدية، وأخرى ترى أن مصر دولة محتلة لبعض الأراضي السودانية وقوة معادية تستوجب التحرك حيالها.

ولفت إلى أن هناك ضغوطًا على النظام السوداني في بعض المسائل الاقتصادية ليرد عليها بافتعال أزمات مع الجانب المصري دون سبب واضح، من بينها ما يجري في ملف مثلث حلايب.

وكانت وزارة الخارجية السودانية قد أعلنت عن استدعاء سفيرها في مصر للتشاور، قبل أن تعلن القاهرة بحث "الرد المناسب عليه".

وتشهد العلاقات بين السودان ومصر توترًا ومشاحنات في وسائل الإعلام منذ فترة، على خلفية عدة قضايا خلافية، أهمها النزاع حول المثلث الحدودي في حلايب وشلاتين المستمر منذ سنوات.

وخلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة اتخذت السلطات المصرية، بشكل لافت وغير مسبوق، 7 إجراءات، ثلاثة منها في يوم واحد، مقابل إجراء سوداني واحد، بشأن مثلث حلايب وشلاتين.

وتنوعت الإجراءات المصرية بين إعلان مصر التوجه بشكوى لمجلس الأمن ضد السودان، وبناء 100 منزل بحلايب، وبث لبرنامج تلفزيوني، بخلاف بث خطبة الجمعة الماضية من المنطقة المتنازع عليها، وإنشاء سد لتخزين مياه السيول، وميناء للصيد في “شلاتين”، فيما يعكس تكريسًا للسيطرة المصرية القائمة بالفعل على المثلث الحدودي.

في المقابل، اتخذ السودان، الذي اعتاد أن يقدم شكوى أممية سنويًا حول مثلث”حلايب وشلاتين”، إجراءً واحدًا لافتًا، بإعلانه عدم الاعتراف باتفاقية ترسيم الحدود المصرية السعودية، مرجعًا ذلك لمساسها بحق السودان في المثلث الحدودي، كونها اعترفت بحلايب ضمن الحدود المصرية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com