بعد نهب الأموال في مصر.. هل غيّر "داعش" إستراتيجيته أم خنقه الحصار؟
بعد نهب الأموال في مصر.. هل غيّر "داعش" إستراتيجيته أم خنقه الحصار؟بعد نهب الأموال في مصر.. هل غيّر "داعش" إستراتيجيته أم خنقه الحصار؟

بعد نهب الأموال في مصر.. هل غيّر "داعش" إستراتيجيته أم خنقه الحصار؟

لم يمض وقت طويل على سرقة تنظيم "داعش" المتشدد الاثنين الماضي لحوالي 17 مليون جنيه من فرع البنك الأهلي الحكومي بمدينة العريش، حتى أقدم التنظيم على سرقة مبلغ قُدّر بعشرات الآلاف من فرع شركة خاصة بالمدينة؛ ما يطرح تساؤلات حول الإستراتيجية الجديدة التي بات التنظيم بصددها، سواء أسبابها أو نتائجها المسقبلية.

ولأنها المرة الأولى التي يقدم فيها داعش على مثل هذا التصرف بدأ خبراء ومراقبون يقرأون المشهد المتطور في شبه جزيرة سيناء، ويثيرون الاستفهام حول تلك الأفعال التي أقدم عليها التنظيم في مصر، إذ أرجعها البعض إلى قطع الإمدادات عن التنظيم على وقع التطورات الأخيرة بين مصر وفلسطين، وآخرون قالوا إنها محاولات لتقوية صفوفه.

إستراتيجية جديدة

يقول المتخصص في شؤون الإسلام السياسي "أحمد بان"، إن تواجد "داعش"  في سيناء دخل مرحلة جديدة بعدما فقد أغلب إمكانياته المادية والبشرية جعلته يقدم على إستراتيجية جديدة يعوض من خلالها النقص الذي طاله.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن حالة الحصار التي أشبهت"كماشة" فرضتها أجهزة الأمن المصرية والفلسطينية عن التنظيم أفقدته الإمدادات وتناقص موارده المالية إلى حد كبير؛ ما أدى لتراجعه وجعلته يقدم على عمليات السرقة.

وأوضح "بان" أن هذه هي المرة الأولى التي يلجأ فيها التنظيم إلى السطو المسلح لتمويل عناصره وانتعاش خزائنه، وتأمين السيارات من أجل تحسين المستوى المعيشي لأفراد التنظيم.

وبشأن التناقض بين "الخطاب الديني" والجريمة التي يرتكبها التنظيم المتطرف، أشار الخبير إلى "أن التنظيمات الإرهابية تبرر لعناصرها تلك الأفعال"، ضاربًا مثالاً بتنظيم طالبان في أفغانستان والذي يعيش على تجارة مخدر الحشيش.

مرحلة جديدة

في السياق ذاته، قال الخبير في شؤون الإسلام السياسي مصطفى زهران، إن تنظيم داعش دخل مرحلة جديدة شعارها "أكون أو لا أكون"، وهو ما جعله يقدم للمرة الأولى على سرقة البنوك أو الشركات؛ للتمويل الذاتي، وتدعيم صفوفه بالسلاح والإمكانيات التي ستدخل الفترة المقبلة في مرحلة حاسمة.

وأوضح في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن التنظيم يجري عمليات إعداد لنفسه إدراكًا منه أن الفترة المقبلة ستشهد حصارًا عنيفًا وعمليات أمنية مشتركة بين السلطتين المصرية والفلسطينية، على خلفية التطورات الأخيرة، من المتوقع أن يخسر فيها سيناء على غرار فقدانه مدينة سرت في ليبيا.

رواية أخرى للواقعة

خلافًا لذلك، يرى اللواء عبد المنعم كاطو، أن ما يحدث في سيناء ما هو إلا عمليات "إرهابية' تتخذ إطارًا أيديولوجيًا دينيًا، تستغله تشكيلات عصابية، ومجموعة من اللصوص لتنفيذ عمليات سرقة، مستخدمًا الآليات نفسها التي يستخدمها داعش.

واستبعد في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن يكون ثمة قطع للإمدادات عن تنظيم داعش على واقع التطورات الأخيرة بين مصر وفلسطين، قائلًا: "إن أجهزه الأمن المصرية حجّمت التمويلات الخارجية التي تمد الجماعات الإرهابية قبل أن تحدث التطورات الأخيرة مع قطاع غزة".

وشدد على أن العميلة التي استهدفت البنك الأهلي بالعريش عملية عصابية، نفذها تشكيل عصابي وليس تنظيم "داعش"، مستدلاً على ذلك بطبيعة العملية التي نفذها مسلحون بطريقة عصابات، ولم يستخدموا عربات الدفع الرباعي التي يستخدمها التنظيم المتطرف.

وشهدت محافظة شمال سيناء المصرية أحداثًا أمنية متوترة، وعمليات إرهابية مكثفة قبل أيام، كما هاجم مسلحون كمينًا أمام كنيسة مارجرجس، واقتحموا فرعًا للبنك الأهلي الحكومي في مدينة العريش، أسفر عن مقتل وإصابة العشرات وسرقة 17 مليون جنيه.

وتشهد مناطق متفرقة في محافظة شمال سيناء هجمات ضد الجيش والشرطة والمدنيين، تبنت معظمها جماعة "أنصار بيت المقدس" التي أعلنت ولاءها لتنظيم "داعش" فيما ترد قوات الأمن بحملات عسكرية واسعة؛ لتعقب المسلحين الذين يختبئون في بعض الأحيان وسط المدنيين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com