دلالات تراجع واشنطن عن قطع المساعدات الأمريكية لمصر

تجددت الآمال المصرية في إعادة تنشيط المساعدات العسكرية الأمريكية، بعد توقف دام عدة أشهر، إثر مخاوف أمريكية بشأن وضع حقوق الإنسان في مصر، وإصدار قانون الجمعيات الأهلية.

 وتراجعت واشنطن عن وقف المساعدات الاقتصادية للقاهرة قبل أيام، بعد تفعيل عدد من الاتفاقيات، لتعيد لمصر مبلغ 121.6مليون دولار تستفيد منها قطاعات الصحة والتعليم ومياه الشرب والصرف الصحي والزراعة والاستثمار، فضلًا عن تخصيص  30 مليون دولار لصندوق الأعمال المصري الأمريكي، والذي يستهدف دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال.

وتواصل "إرم نيوز"  مع مسؤولين وخبراء حول سر التراجع الأمريكي المفاجئ عن القرار السابق للوقوف على دلالات هذا القرار وتأثيراته الحالية والمستقبلية.

 كوريا الشمالية كلمة السر 

أكد الدكتور فخري الفقي مستشار صندوق النقد الدولي سابقًا، أن "التراجع الأمريكي عن وقف المساعدات يعود إلى تنفيذ مصر عدة إجراءات من بينها وقف تسهيلات مرور أسلحة إلى كوريا الشمالية عبر قناة السويس، إلى جانب وعد الرئيس عبدالفتاح السيسي لترامب بإقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية على حدود 67، وكذلك اجتماع السيسي برئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة".

وأضاف الفقي لـ "إرم نيوز"، أن "أمريكا تتابع عن كثب الخطوات التي تقوم بها مصر بشأن تلك الملفات، ومن بينها اجتماع الفصائل الفلسطينية خلال أيام برعاية مصرية"، لافتًا إلى أن "نجاح مصر في هذا الملف سيساهم في عودة المساعدات العسكرية الأمريكية للقاهرة".

وفد برلماني في واشنطن

ويرى اللواء حاتم باشات عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري أن "عودة تلك المساعدات خطوة قوية نحو إعادة تفعيل الـ 95 مليون دولار الأخرى التي تمثل المساعدات العسكرية واستئناف التعاون الاقتصادي مع الجانب الأمريكي"، مشيرًا إلى أن هناك خطوات جديدة تتبعها مصر حاليًا سواء في الجانب الإقليمي - في إشارة إلى القضية الفلسطينية - أو على مستوى العلاقات الأمريكية لتجاوز أزمة المساعدات.

وكشف باشات لـ "إرم نيوز"، عن نية المجلس إرسال وفد من أعضائه إلى الكونغرس الأمريكي خلال الفترة المقبلة، لبحث إعادة المساعدات العسكرية الأمريكية إلى مصر مرة أخرى، لافتًا إلى أن اللجنة في مرحلة اختيار الأسماء التي ستمثل الوفد، وكذلك حقيبة الملفات التي يحملها في زيارته لواشنطن.

وأرجع عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، سبب إعادة واشنطن استئناف المساعدات الاقتصادية للقاهرة إلى التحرك القوي لنظام الرئيس السيسي مؤخرًا في الملفات الإقليمية؛ وتحديدًا الفلسطيني والليبي والسوري، منوهًا بأن السياسة المصرية تسير بخطوات واثقة ومسار ناجح على المستوى الخارجي.

براءة مصر في ملف حقوق الإنسان

واعتبر اللواء طلعت موسى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أن تغير الموقف الأمريكي تجاه مصر يعود لكشف بعض الحقائق لديها حول براءة مصر في ملف حقوق الإنسان على سبيل المثال، وإثبات أن الاتهامات الموجهة للنظام المصري في هذا الإطار غير صحيحة، متوقعًا أن تعود تلك المساعدات في أقرب وقت، مرجعًا ذلك إلى الجهود المبذولة من الجانب المصري دبلوماسيًا على المستوى الدولي والإقليمي.

ورغم أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قال إنه سيدرس استئناف المساعدات العسكرية المعلقة لمصر، في آخر لقاء جمعه بالرئيس عبدالفتاح السيسي بمقر إقامته بنيويورك، وذلك على هامش اجتماعات الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أن موسى يرى أن"ترامب ليس صاحب صنع القرار في الدوائر الأمريكية، لكن الكونغرس الأمريكي يظل هو كلمة السر في إعادة المساعدات العسكرية، وهو من خفضها في وقت سابق".

تحركات مصرية لعودة المساعدات العسكرية

وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، النائب يحيى كدواني، قال إن هناك تحركات مصرية جديدة بغرض إعادة المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، مشيرًا إلى أن عودة المساعدات الاقتصادية تفتح الطريق أمام استئناف المساعدات العسكرية.

وأضاف كدواني لـ "إرم نيوز"، أن أسباب عودة المساعدات الاقتصادية تتمثل في نجاح الدبلوماسية المصرية وتحركات الرئيس السيسي الخارجية، إلى جانب استشعار أمريكا بأهمية الدور الإقليمي لمصر، وكذلك انخفاض صوت جماعة الإخوان داخل الكونغرس الأمريكي في الفترة الأخيرة.