لوموند: استضافة ماكرون مؤتمرا حول غزة في الإليزيه خطوة محفوفة بالمخاطر
انطلق اليوم في قصر الرئاسة "الأليزيه" بالعاصمة الفرنسية باريس مؤتمر للسلام يسعى لتقديم الدعم الإنساني لغزة.
وترى صحيفة "لوموند" الفرنسية أن قرار الرئيس إيمانويل ماكرون استضافة هذا المؤتمر في قصر الإليزيه يعد خطوة محفوفة بالمخاطر، خاصة في ظل تعنت إسرائيل ورفضها وقف إطلاق النار ودعم فرنسا لهذا الموقف؛ ما أثار غضب عواصم عربية.
وقالت الصحيفة إن هذا الاجتماع المنظم على عجل يواجه شكوكا حول فعاليته في خضم الأعمال العدائية المستمرة، موضحة أن المؤتمر الذي بدأه ماكرون قبل أقل من أسبوع، يهدف إلى تعبئة المجتمع الدولي لتحقيق نتائج ملموسة.
وأكدت الصحيفة أنه نظرا لعدم رغبة إسرائيل في النظر في وقف إطلاق النار أو وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، فإن جدوى المبادرة أصبحت موضع تساؤل، لافتة إلى أن قطاع غزة شهد خسائر كبيرة في الأرواح، وتضاربت التقارير حول عدد القتلى، ما زاد الوضع تعقيدا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حين يؤكد الإليزيه أهمية احترام القانون الإنساني الدولي، فإنه يمتنع عن الدعوة صراحة إلى وقف إطلاق النار، ويعترف بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس، لافتة إلى أن هذا الموقف أثار انتقادات في العواصم العربية.
وتم الكشف عن قائمة المشاركين مؤتمر باريس، التي تضم حوالي 80 دولة ومنظمة، في وقت متأخر، مع غياب رؤساء دول المنطقة واستبعاد إسرائيل.
وتهدف اجتماعات ماكرون مع الزعماء الإقليميين إلى ترسيخ القيادة الأوروبية بشأن هذه القضية، ولاسيما أن دول الاتحاد الأوروبي لا تزال منقسمة منذ هجمات 7 تشرين الأول الماضي.
وتقدر الأمم المتحدة الاحتياجات الإنسانية بمبلغ 1.2 مليار دولار، مع وجود مناقشات حول ممر إنساني بحري وإمدادات طبية إضافية على جدول أعمال المؤتمر.
وأكدت الصحيفة ان المفاوضات تواجه تحديات بسبب بطء التقدم والمخاوف بشأن تدفق المدنيين عند معبر رفح الحدودي.
ولفتت إلى وجود خطر بسبب عدم ترجمة الإجراءات المعلنة إلى أفعال، وهو ما تجسد في التزام فرنسا السابق بإرسال "سفينة مستشفى" إلى غزة، حيث تشمل التحديات تجهيز السفينة لتقديم مساعدة واسعة النطاق والتفاوض بشأن التراخيص الإسرائيلية وسط الحصار.
وختمت الصحيفة بالقول إن مؤتمر ماكرون الإنساني يعقد في مشهد جيوسياسي معقد، محاولا تلبية الاحتياجات العاجلة بينما يواجه الشكوك والتحديات في التنفيذ.
المصدر: صحيفة لوموند الفرنسية