سفينة تابعة للبحرية الإسرائيلية تعترض طائرة مسيرة أطلقت من لبنان
تحول أنصار المرشحين للاقتراع الرئاسي في الجزائر إلى منصات التواصل الاجتماعي، للترويج للمشاركة والتصويت في الانتخابات الرئاسية المقررة غدًا السبت، رغم دخول الساحة السياسية في مرحلة الصمت الانتخابي.
وطيلة أيام الحملة الانتخابية كلفت مديريات المترشحين الثلاثة فريقا من الخبراء في التكنولوجيات الحديثة، وتم تكوينهم مسبقا حول تسيير المحتوى السياسي والدعاية الانتخابية لملامسة أكبر شريحة من الناخبين، ليشتدّ التنافس في المواقع بين الرئيس المنتهية ولايته عبد المجيد تبون ورئيس حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني شريف وممثل جبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش.
وأدرك المكلفون بالدعاية، حقيقة الفتور الشعبي من حضور التجمعات الحزبية داخل القاعات كونها أصبحت محدودة التأثير الاجتماعي، ما فرض عليهم التركيز على تعبئة الجماهير عبر وسائل الميديا الجديدة ومحاولة استنطاق الشباب غير المسيّس لدفعه إلى صناديق الاقتراع.
أداة فعّالة
وتعد هذه المنصات فعالة انتخابيا بسبب سرعتها وانتشارها وطبيعة موادها الدعائية، ونقص تكلفتها المادية والبشرية، خصوصا وأن آخر تقرير رقمي لسنة 2024 صادر عن الموقع المتخصص "داتا ريبورتال"، يكشف عن بلوغ عدد خطوط الهاتف النقال 50.65 مليون خط هاتفي في الجزائر، بينما وصل مستعملو الإنترنت إلى 33.49 مليون مستعمل أي بنسبة 72.9 % من عدد السكان.
ويصل عدد مستخدمي "فيسبوك" حوالي 24.85 مليون مستخدم جزائري، و"تيك توك" 17.42 مليون مستخدم، ثم "إنستغرام" بـ11.40 مليون مستخدم، ورابعا "سناب شات" بـ7.88 مليون مستخدم، وشبكة "لينكد إن" بـ3.90 مليون مستخدم، وأخيرا منصة "إكس" بـ1.24 مليون مستخدم.
وفي قراءته لفائدة التوجه الجديد الذي فرضته المنصات الاجتماعية، أفاد الباحث في مخبر البحوث في الميديا الجديدة بجامعة وهران غربي البلاد لطفي لعمري، أنه يصعب فهم نوايا شريحة واسعة من الشباب الجزائريين، تكتفي بالمتابعة من بعد عبر "فيسبوك"، الأكثر استخداما في الجزائر، وتتجاهل التفاعل عندما يتعلق الموضوع بقضايا سياسية، الأمر الذي يُصعّب من مهمة تقليص العزوف الشبابي الانتخابي.
وبيّن لعمري لـ"إرم نيوز"، أن المؤشرات توضح أن الشباب والمراهقين تحت سن الانتخاب هم الأكثر زيارة لمنصات التواصل، في حين أنّ المسنين الذين عادة ما يكون اهتمامهم أكبر بالاستحقاقات أقل استخداما لوسائل التواصل بالإنترنت، وهي الملاحظة المهمة التي تعزز قراءة مدى انتشار المحتوى السياسي المُسوّق، وفق رأيه.
رغم الصمت الانتخابي
وتنشر فرق المترشحين كل أنواع المواد المرئية والصوتية خلال تغطية التجمعات، مع ألبومات الصور وملخصات الفيديو واقتباسات التصريحات، لكن يختلف مدى الانتشار من مرشح إلى آخر، إذ لا تتجاوز صفحة المترشح تبون على "فيسبوك"، 100 ألف متابع ينصب اهتمامهم بالانشغالات اليومية كونه رئيس يطمح لولاية ثانية، مقابل تفوق مرشح حركة مجتمع السلم الذي تصل صفحته على فيسبوك لـ217 ألف متابع، أما مرشح جبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش فلم يتجاوز حسابه 10 آلاف متابع.
وتواصل صفحات المترشحين الثلاثة للرئاسيات في الجزائر نشر مقتطفات من خطاباتهم، ما يعني الترويج لبرامجهم، رغم دخول البلاد منذ منتصف ليلة الثلاثاء في مرحلة الصمت الانتخابي التي تستمر 72 ساعة قبل موعد الاقتراع المقرر يوم غد 7 سبتمبر.
وخلال هذه الفترة يحظر على المترشحين أو مؤيديهم الاستمرار في أي نشاط دعائي أو الترويج لهم عبر وسائل الإعلام، وفي حال مخالفة الحظر يتعرض هؤلاء لعقوبات مالية.