قوات أمريكية في سوريا
قوات أمريكية في سورياأ ف ب

هل تنجح محاولات أمريكا لمنع تطور حرب غزة إقليميا؟

اعتبر تقرير إخباري فرنسي أن الولايات المتحدة تحاول من خلال استعراض القوة والردع، التوفيق بين حماية مصالحها في المنطقة، وبين تفادي تحول الحرب بين إسرائيل وحركة حماس إلى مواجهة إقليمية.

وسلط التقرير، الذي نشره موقع تلفزيون "فرانس 24"، الضوء على القصف الذي شنته القوات الجوية الأمريكية على أهداف في سوريا، الأربعاء الماضي، وهي أهداف قالت إنها مرتبطة بإيران في سوريا للمرة الثانية خلال أقل من أسبوعين.

وأكد التقرير أن استعراض القوة الأمريكي في سوريا، يهدف بالأساس إلى الردع، إلا أن الحد من تصعيد الصراع لا يزال بعيد المنال، مشيرًا إلى أن واشنطن تهدف إلى الحد من تصعيد التوترات عقب هذه الغارة الجوية الجديدة.

وقال البيت الأبيض: "نفذت القوات المسلحة الأمريكية ضربة دفاع عن النفس ضد منشأة في شرق سوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة له".

قوات أمريكية في سوريا
واشنطن تنفذ عمليات عسكرية في سوريا لردع أذرع إيران

وأضاف تقرير "فرانس 24" أن المسؤولين الأمريكيين حرصوا على تأكيد الجانب المحدود لهذه العملية العسكرية، ونقل الموقع عن مسؤول عسكري أمريكي قوله: "نحن على يقين تام من أنه لم تقع إصابات بين المدنيين خلال هذه الضربة".

وأضاف، الثابت أن الولايات المتحدة "استخدمت خط منع الاشتباك مع روسيا، قبل هذه الضربة"، وفق تعبيره، وهو مصطلح يشير إلى خط الاتصال الخاص الذي أقيم بين موسكو وواشنطن لتجنب أي مفاجآت عسكرية غير سارة في سوريا.

ولخص المتخصص في القضايا الأمنية والعسكرية في جامعة دورهام الإسرائيلية، روبرت جيست بينفولد، المسألة بالقول: "من الواضح أنه كان عملًا ردعيًا، لأن الضربة تم تحديد معاييرها بهدف إحداث أقل قدر ممكن من الضرر، في حين أن الهدف في الحرب هو تحقيق أقصى قدر من الدمار"، وفق "فرانس 24".

ولفت التقرير إلى تعليق الخبيرة في القضايا العسكرية في الشرق الأوسط بجامعة بورتسموث، فيرونيكا بونيشكوفا، والتي قالت: "هذا ما نسميه الأهداف منخفضة الشدة"، حيث حرص الأمريكيون على التأكد من أن احتمال وقوع أضرار جانبية وخسائر بشرية هو احتمال ضئيل، حيث يدرك الجيش الأمريكي أنه يتقدم في حقل ألغام منذ أن أرسل حاملات طائراته وأكثر من ألف جندي بري إلى المنطقة.

وأشارت بونيشكوفا إلى أن استعراض القوة الأمريكي الأخير يهدف "بشكل أساس إلى إثناء "ميليشيا حزب الله وإيران عن فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل".

فيما اعتبر روبرت جيست بينفولد أن مجرد وجود هذه الوحدة الأمريكية قبالة الساحل الإسرائيلي "يزيد التوترات ويضاعف مخاطر وقوع حوادث".

وفي الجهة المقابلة، يُنظرُ إلى هذا الاستعراض للقوة العسكرية على أنه دليل مضاف على الدعم الأمريكي للمجهود الحربي الإسرائيلي، ومن شأنه أن يعزز شرعية الهجمات ضد المصالح الأمريكية في المنطقة من قبل الجماعات الموالية لإيران، وفقًا للتقرير.

ومن الناحية العسكرية تجد الولايات المتحدة نفسها في مواجهة معادلة صعبة يتعين عليها إدارتها، وهي منع الهجمات ضد مواقعها في الشرق الأوسط، والقيام بكل شيء حتى تظل الحرب مقتصرة على قطاع غزة، دون أن تتوسع لتطال مجالات أخرى.

لكن بونيشكوفا أشارت إلى أن المشكلة تكمنُ في أن "الردع لا ينجح إلا إذا كنا نتعامل مع جهات عقلانية يمكننا توقع ردود أفعالها، وهو ما لا ينطبق بالضرورة على الجماعات والحركات الموالية لإيران، من قبيل ميليشيا حزب الله في لبنان أو الحوثيين في اليمن"، وفق تقديرها.

أما روبرت جيست بينفولد، فقد بين أنه "عادة ما يكون هناك نوع من توازن الردع، وهو ما يعني أن كلا الجانبين يتفقان ضمنيًا على ما يمكن التسامح معه عسكريًا دون التسبب في التصعيد"، وبعبارة أخرى، سيختبر كل طرف من أطراف النزاع حدود الآخر، بحسب التقرير.

المصدر: موقع تلفزيون "فرانس 24"

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com