الشرطة الباكستانية: مقتل 20 شخصا في هجوم مسلح على عمال منجم جنوب غرب البلاد
أثار إعلان الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، تحرير رهينة جديدة كان مختطفًا لدى حركة حماس في جنوب قطاع غزة العديد من التساؤلات حول تأثير عمليات تحرير الرهائن، بين الحين والآخر، على مسار المفاوضات والحرب في القطاع.
ووفقًا للجيش الإسرائيلي، تمكنت وحدة من الكوماندوز البحري، واللواء 401، ووحدة يهالوم الهندسية، وأفراد جهاز الشاباك، تحت قيادة الفرقة 162، من تحرير فرحان القاضي، البالغ من العمر 53 عامًا، والذي ينحدر من قرية "رهط" البدوية في النقب.
تأتي عملية تحرير الرهينة في وقت تؤكد فيه مصادر أن حركة حماس وإسرائيل لم تتفقا على العديد من الحلول التي قدمها الوسطاء بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل الرهائن.
أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، الدكتور بدر الماضي، قال إن حركة حماس كانت تعتقد، في السابع من أكتوبر، أنها تستطيع تحقيق نوع من التوازن الإستراتيجي بين قوة إسرائيل العسكرية "القوية" وقدرتها على الاحتفاظ بالأسرى. هذا التفكير نبع من تجارب تاريخية، حيث تمكنت الفصائل الفلسطينية من الضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات.
وأضاف الماضي لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل انتهجت نهجًا جديدًا فاجأ العالم وحركة حماس، حيث غيرت عقيدتها في التعامل مع الفصائل الفلسطينية. يعتمد هذا النهج على فكرة أن الجندي الإسرائيلي يجب أن يضحي من أجل الكيان، وأن الأسرى جزء أساس من معادلة التضحية التي تراهن عليها حكومة بنيامين نتنياهو.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية: "في البداية، أثارت قضية الأسرى جدلًا داخل إسرائيل، حيث توقع الكثيرون أن حكومة نتنياهو لن تتمكن من الاستمرار في نهجها، وستسارع إلى التوصل لتسوية مع حركة حماس. ولكن حتى اليوم، تستمر حكومة نتنياهو في تجاهل هذه الضغوط، مصرّة على موقفها".
ورأى الماضي أنه لا توجد مؤشرات في المستقبل القريب على تنازل الحكومة الإسرائيلية عن أهدافها في الحرب على حماس، وهي تفكيك الحركة، وتصفية بعض قياداتها لضمان عدم تكرار سيناريو السابع من أكتوبر.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي حازم عياد، إن عمليات تحرير الرهائن لها بعدان، الأول داخلي يتعلق بسياسة نتنياهو التي تقضي بأن الضغط العسكري هو الحل الوحيد لعودة الرهائن، مما يعزز مكانته داخل إسرائيل، والثاني منح حكومة نتنياهو مساحة أكبر لكسب المزيد من الوقت أمام العالم، وأمام الجانب الأمريكي بشكل خاص.
أما من حيث المفاوضات، فأوضح عياد لـ"إرم نيوز"، أن عمليات تحرير الرهائن تدعم موقف نتنياهو، مشيرًا إلى أن ملف الرهائن ليس هو العامل الوحيد المؤثر في اتفاقية وقف إطلاق النار، بل هناك عوامل أخرى مثل ضمان عدم توسع الحرب إلى الإقليم، وتوقف حرب الاستنزاف التي يعاني منها الإقليم والعالم.
ولفت عياد إلى أن تأثير ملف الرهائن تراجع لصالح قضايا أخرى تتعلق بتعدد ساحات القتال في الإقليم، وتأثير الحرب على الانتخابات الأمريكية المقبلة، بالإضافة إلى تأثير استمرار الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي.
وأشار إلى أن أحد أهم العوامل التي تؤثر على مسار المفاوضات، حاليًا، هو اليوم التالي لوقف الحرب في غزة، مؤكدًا أن ملف الأسرى يعد ثانويًا بالنسبة لنتنياهو مقارنة بملفات أخرى تتعلق بأمن إسرائيل.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار احتجاجات الإسرائيليين المطالبة بإتمام صفقة مع حماس تتضمن إعادة جميع الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.
واتهمت عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ"المماطلة" في عقد اتفاق لإعادة أبنائها، محذرة من أن هذه المماطلة قد تعني أن أبناءهم "لن يعودوا إلا جثثًا".
وعبّرت العائلات، في رسالة عاجلة موجهة إلى نتنياهو، عن "الإحباط المتزايد" إزاء "التأخير المتعمد" في المفاوضات من أجل إطلاق سراح المحتجزين.
وتُقدّر الحكومة الإسرائيلية أن 251 رهينة تم احتجازهم في الهجوم واسع النطاق الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي. ومنذ ذلك الحين، تم إطلاق سراح 116 رهينة منهم.