روسيا: موسكو وكييف تعدان مسودة وثيقة تحدد شروط اتفاق سلام شامل وطويل الأمد

logo
العالم العربي

الميليشيات العراقية تعيد انتشارها.. سلاح إيران يتحوّل إلى صوت انتخابي

الميليشيات العراقية تعيد انتشارها.. سلاح إيران يتحوّل إلى صوت انتخابي
عناصر من مليشيات عراقيةالمصدر: رويترز
08 مايو 2025، 11:39 ص

في الوقت الذي تتعثر فيه المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، وتصعيد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطها الاقتصادية، يرصد مراقبون ملامح تراجع النفوذ الإيراني على الميليشيات العراقية، بسبب الانكفاء نحو الداخل.

وفي ظل تصاعد الضغط الأمريكي على إيران، واشتعال جبهة الحوثيين في اليمن، تواصل الميليشيات العراقية التزام الصمت الميداني، رغم تصاعد توترات المنطقة.

وتنشغل أغلب الميليشيات العراقية، بالاستعداد للانتخابات المقبلة، عبر خطاب سياسي يركّز على السيادة والمشاركة الشعبية، بعيدًا عن التصعيد العسكري.

خلل عميق

بدوره، أوضح الخبير الأمني العراقي حميد العبيدي أن "الهدوء الحالي في سلوك الفصائل المسلحة لا يعكس نهاية التوتر، بل يشير إلى خلل عميق في شبكة التمويل والتوجيه، نتيجة تصاعد الضغوط الأميركية على إيران، واتساع رقعة العقوبات التي طالت كيانات اقتصادية وشخصيات بارزة لها ارتباط مباشر بتمويل هذه الفصائل".

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "الفصائل تجد نفسها اليوم أمام فراغ مزدوج، وهو غياب التوجيه الإيراني الصريح، وتقييد حركتها مالياً ولوجستياً داخل العراق، وهو ما دفع بعضها إلى الانكفاء نحو الداخل، والمشاركة الفاعلة في الانتخابات المقبلة كخيار بديل لتثبيت النفوذ".

ورأى أن "الصمت العسكري لا يعني انتهاء المواجهة مع القوات الأجنبية، بل هو توقف تكتيكي مرتبط بالحسابات السياسية الدقيقة، خاصة في ظل عام انتخابي حرج، تخشى فيه الفصائل من خسارة رصيدها الشعبي أو فتح جبهة قد تُحرج الحكومة أمام واشنطن".

انشغال بملفات داخلية

وتزامن هذا التحول مع عودة الخطاب الإعلامي لبعض قادة الفصائل، مثل كتائب حزب الله، والنجباء، لكن بلغة تعكس انشغالاً بالملفات العراقية الداخلية، كالانتخابات والقمة العربية، أكثر من كونها رسائل مواجهة مع واشنطن، ما يعزز فرضية الانفصال التدريجي عن الإيقاع الإيراني الموحد.

واتخذت إدارة ترامب في الأشهر الأخيرة سلسلة خطوات تصعيدية ضد النفوذ الإيراني في العراق، شملت فرض عقوبات على مصارف وكيانات يشتبه بصلتها بالفصائل المسلحة، ووقف الإعفاءات الخاصة باستيراد الطاقة من إيران.

وتزامن هذا التصعيد مع الهجمات الأميركية والإسرائيلية على الحوثيين في اليمن، ما أعاد تسليط الضوء على دور إيران في تمويل الجماعات المسلحة بالمنطقة، وبينها الفصائل العراقية، التي بدأت تشعر بتضييق كبير، في ظل تزايد العزلة السياسية والمالية لطهران.

لا تخرج عن طاعة طهران

من جهته، قال الباحث في الشأن السياسي، الأكاديمي خالد العرداوي، إن "من الخطأ الاعتقاد بأن الميليشيات العراقية الموالية لإيران قد تخرج عن طاعة طهران، مهما كانت الظروف".

وأوضح العرداوي لـ"إرم نيوز" أن "السبب الأول يعود إلى أن هذه الجماعات تمثل الضد النوعي للدولة ومؤسساتها، وأن رفع الغطاء الإيراني عنها يعني خضوعها لمنظومة الدولة من حيث القرار والسيطرة والتمويل، وهو ما لا تقبل به قيادات اعتادت العمل ككيانات موازية، تحتفظ بتأثير مستقل بعيدًا عن سلطة الحكومة".

وأضاف أن "قبول هذه الفصائل بسيادة الدولة الكاملة قد يفقدها هذه الميزة، وربما يؤدي إلى حلّها وزوالها"، مشيرًا إلى أن "السبب الثاني يكمن في أن هذه الميليشيات ليست كيانًا واحدًا، بل جماعات مختلفة في التوجه والطموح والقيادة، ما يجعل من الصعب توحيد موقفها أو إدارتها من الداخل العراقي".

أخبار ذات علاقة

رئيس البرلمان العراقي يشعل جدلا بحديثه عن ملف فساد "يسقط النظام"

وتستعد أغلب الميليشيات المسلحة للزج بمرشحيها ضمن قوائم انتخابية تغطي مختلف المحافظات، سواء عبر واجهات حزبية معلنة أو عبر تحالفات محلية ذات طابع مدني أو عشائري، في محاولة لتعزيز حضورها البرلماني، في خطوة قرئت على أنها تحول من التأثير الأمني إلى النفوذ التشريعي.

ورغم التصريحات الحكومية المتكررة في العراق، بشأن السيطرة على الميليشيات المسلحة، فإن الإجراءات على الأرض لا تزال محدودة، دون فرض رقابة صارمة على تحركات تلك الجماعات أو على مصادر تمويلها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC