واشنطن بوست: إسرائيل تنتهج "عقيدة الضاحية" لتدمير قطاع غزة
كشف المتحدث باسم القوات الإسرائيلية، دانييل هاغاري، اختلاف الرد العسكري الإسرائيلي عن المراحل الأولى من الصراع مع حماس، مؤكدًا التركيز على "الضرر أكثر من الدقة"، فيما يؤكد مسؤولو الأمن الإسرائيليون بذل جهود لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، واستهداف المواقع العسكرية المشروعة فقط، وفق صحيفة "واشنطن بوست".
ووفق تقرير نشرته الصحيفة الأمريكية، أدى هذا النهج إلى خسائر فادحة في أرواح المدنيين، حيث أسفرت الحملة المستمرة منذ شهر عن سقوط أكثر من 11,000 ضحية، من بينهم أكثر من 4,000 طفل، مسببة أزمة إنسانية مع نزوح جماعي ونقص حاد في المواد الأساسية في غزة.
ولفتت إلى أن جذور هذا النهج العسكري تعود إلى "عقيدة الضاحية"، التي تبلورت بعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006، والتي تدعو إلى استخدام الرد غير المتناسب، الذي لا يهدف فقط إلى تحييد التهديدات العسكرية، بل أيضًا إلى إلحاق أضرار دائمة، بغض النظر عن العواقب المدنية.
وبحسب التقرير، تم استخدام هذا النهج في صراعات سابقة، مثل الأعمال العدائية بين حماس وإسرائيل في الفترة 2008-2009، والتي اتهمت فيها إسرائيل بشن هجمات غير متناسبة عمدًا تستهدف السكان المدنيين.
وبالرغم من الانتقادات الدولية والادعاءات بارتكاب جرائم حرب في الصراع الحالي، استندت إسرائيل إلى حقها في الدفاع عن النفس، ووجدت الدعم في الأوساط السياسية الغربية، حيث ظهرت دعوات إلى تدمير واسع النطاق في غزة، وحتى إلى إعادة الاحتلال، وهو ما يوضح خطورة الصراع والأعمال العسكرية الأخيرة، بحسب الصحيفة.

وقالت: "رغم أن المسؤولين الإسرائيليين لم يشيروا صراحة إلى "عقيدة الضاحية"، إلا أن أصداء هذه الاستراتيجية العسكرية لا تزال قائمة، مما يثير مخاوف أخلاقية وإنسانية".
وأوضحت أنه "بحسب بعض المدافعين السابقين عن هذا النهج، فإن الأعمال العسكرية الحالية تستهدف بشكل واضح المواقع العسكرية، مع التركيز على البعد الإنساني من خلال تسهيل عمليات الإجلاء لبعض سكان غزة، لكنه يأتي مع موقف رافض لأولئك الذين يختارون البقاء في مناطق النزاع".
واختتمت تقريرها بالقول: "تستمر تداعيات وظلال عقيدة الضاحية في إثارة النقاشات الدولية بشأن العواقب الأخلاقية والإنسانية لمثل هذه الإستراتيجيات العسكرية في الصراعات الحديثة، كما يطرح هذا النهج الإستراتيجي، المتجذر في عقيدة مصممة للردع والعقاب، تحديات كبيرة في تخفيف الضرر الذي يلحق بالمدنيين وتشكيل الخطاب الذي يبرر مثل هذه الهجمات في أوقات النزاع".
المصدر: صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية