هل اقتربت إسرائيل من تحقيق أهدافها في غزة؟
يسلّط تقرير إخباري الضوء على سير العملية العسكرية البرية التي تخوضها إسرائيل في قطاع غزة متسائلًا عن درجة تحقيق تل أبيب لأهدافها المعلنة من العملية بعد أسبوعين من انطلاقها وبعد نحو 40 يومًا من القصف الجوي.
وكان الهدف العسكري الإسرائيلي المعلن منذ البداية هو تدمير حركة "حماس" عسكريًّا وسياسيًّا، وفق التقرير الذي تساءل حول "ما مدى قرب هذا الهدف من تحقيقه، وهل يمكن تحقيقه؟".
ووفقًا للتقرير الذي نشرته شبكة "بي بي سي" البريطانية، فإنّ ما أنجزته إسرائيل ليس سوى البداية، إذ قالت تل أبيب مرارًا إن هذه العملية ستكون طويلة وصعبة، واستخدم مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي، تحدث إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، التشبيه بمباراة ملاكمة: "إنها فقط الجولة الرابعة من 15 جولة".
ويقول تقرير الشبكة، إن لا أحَدَ في إسرائيل يَعلم على وجه التحديد إلى متى ستستمر الحرب، وقد ترغب إسرائيل في مواصلة القتال لعدة أشهر أخرى، حتى لو لم تتمكن من السيطرة على الجدول الزمني، مع تزايد الضغوط الدولية لوقف القتال، أو حتى وقف إطلاق النار.
وتقول إسرائيل إنها نفَّذت حتى الآن أكثر من 14 ألف غارة ودمّرت العشرات من الأهداف ذات القيمة العالية، بما في ذلك مقتل قادة رفيعي المستوى في "حماس"، واستخدمت في كل واحدة من هذه الضربات أسلحة متعددة. وينقل التقرير عن ياكوف كاتز، الخبير العسكري والمحرر السابق لصحيفة "جيروزاليم بوست" قوله إن إسرائيل أطلقت بالفعل أكثر من 23 ألف ذخيرة.
السيطرة على مدينة غزة
ويقول التقرير إنه على سبيل المقارنة، في ذروة معركة الموصل شمال العراق، أسقط الحلفاء الغربيون نحو 500 قنبلة أسبوعيًّا على أهداف تنظيم "داعش".
ووفقًا لوزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" فقد قُتل أكثر من 11 ألف شخص في غزة منذ بداية الحرب، من بينهم أكثر من 4400 طفل. ويقول الجيش الإسرائيلي إن قواته البرية نجحت في تقسيم قطاع غزة بين الشمال والجنوب، وإن قواته حاصرت مدينة غزة بل إنها أصبحت الآن "في قلب المدينة"، رغم أنها لا تزال بعيدة عن السيطرة عليها فيما نفت "حماس" أن تكون القوات الإسرائيلية أحرزت تقدمًا كبيرًا أو توغلت بشكل أعمق في مدينة غزة.
حقيقة تدهور قدرة حماس القتالية
وتابع التقرير قراءته للوضع الميداني قائلًا "يبدو أن المرحلة الأولى من الهجوم البري الإسرائيلي تسير وفقًا للخطة، بهدف عزل "حماس"، ومن المرجح أن تكون التكلفة بالنسبة للحركة مرتفعة، وفي بداية الحرب، قُدِّر عدد الجماعة بما يتراوح بين 30 ألفًا و40 ألف مقاتل.
ونقلت الشبكة عن مصدر عسكري إسرائيلي كبير قوله، إن نحو 10% من هذا العدد الإجمالي، أو 4000 مقاتل، قتلوا، ومن المستحيل التحقق من مثل هذه التقديرات، وينبغي النظر إليها بحذر، ولكن الحجم الهائل لحملة القصف الإسرائيلية سيكون أدّى بالفعل إلى تدهور قدرة "حماس" القتالية، وفق التقرير.
ومن ناحية أخرى، تبدو الخسائر العسكرية الإسرائيلية منخفضة نسبيًّا. وتقول إسرائيل إن 43 من جنودها قتلوا منذ بدء العمليات البرية، ويقول يوسي كوبرفاسر، خبير الاستخبارات والأمن الإسرائيلي، إن الجيش يجري عملياته البرية "بمزيد من العناية والحذر" لتجنب وقوع خسائر فادحة في صفوف قواته.
ولا يزال من غير الواضح كم من مقاتلي "حماس" بقي في الشمال، وكم عدد المقاتلين الذين ما زالوا مختبئين في الأنفاق أو كم عدد الذين اندمجوا مع السكان المحليين الذين فرّوا إلى الجنوب.
المصدر: موقع "بي بي سي" البريطاني