غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من شمال غزة
استدعى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الدبلوماسي الجزائري المخضرم رمطان لعمامرة ليكون مبعوثًا شخصيًا له إلى السودان بينما سيكون على الشخصية التي تولت قيادة وزارة الخارجية الجزائرية 3 مرات التعامل مع طرفي الحرب في الخرطوم لإطفاء نيران توسع الصراع.
ويتسلم "لعمامرة" مهامه رسميًا بعد تصويت أعضاء مجلس الأمن الدولي الـ15 (دائمين وغير دائمين) لصالح القرار دون عراقيل، من جانب الدول التي تحفظت على تنصيبه يومًا مبعوثًا أمميًا إلى ليبيا.
وسيكون على الدبلوماسي الجزائري التعامل مع حرب يعيشها السودان، منذ 15 نيسان/إبريل 2023، بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلاً عما يزيد على 5 ملايين نازح ولاجئ، وما يجعل مهمته أكثر صعوبة قرار الحكومة السودانية إنهاء بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لتقديم المساعدة في الفترة الانتقالية (يونيتامس).
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش، في المؤتمر الصحفي اليومي مساء الجمعة، وفق ما نقله الموقع الرسمي للأمم المتحدة، إن مقر المبعوث الشخصي لن يكون في السودان حيث "ستواصل الهيئة الانخراط، بشكل وثيق، مع كافة الجهات الفاعلة، بما في ذلك السلطات السودانية، وأعضاء مجلس الأمن، لتوضيح الخطوات المقبلة".
وكان رئيس بعثة (يونيتاميس) فولكر بيرتس قد أعلن استقالته من منصبه، في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد أن أعلنت الحكومة السودانية، في يونيو/ حزيران، أنه شخص غير مرحب به، وطالبت الأمين العام بتعيين بديل له، فمن يكون لعمامرة الذي سيخلفه؟
ففي مارس/ آذار الماضي انتهت تجربة الدبلوماسي لعمامرة (71 عامًا) كوزير للخارجية الجزائرية لثالث مرة، والذي ينحدر من منطقة بجاية الأمازيغية.
ويعود المسار الدبلوماسي للعمامرة خريج مدرسة الإدارة ببلاده، العام 1976، الى العام 1989، حين عُين سفيرًا للجزائر لدى إثيوبيا وجيبوتي، وبعدها تولَّى منصب المندوب لدى منظمة الوحدة الأفريقية في يناير من العام 1992، لينتقل للعمل كسفير للجزائر في النمسا، ويصبح ممثلها لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.
وفي خضم الأزمة الأمنية في البلاد تولَّى، في العام 1993، رئاسة البعثة الجزائرية في الأمم المتحدة بنيويورك، ليبقى بها حتى العام 1996، أين تقلد منصب سفير الجزائر في الولايات المتحدة الأمريكية حتى نوفمبر 1999.
وعمل "لعمامرة" كسفير في البرتغال بين عامي 2004 و2005، قبل أنّ يكون أمينًا عامًا لوزارة الخارجية حتى العام 2007.
وكان للعمامرة تجربة في محاولة معالجة أزمات عاشتها القارة السمراء بعدما انتُخب رئيسًا لمفوضية السلام للاتحاد الأفريقي حتى العام 2013.
وبعد تمرس كبير في المحافل الدولية، في العام 2013، وقع تعيين "لعمامرة" على رأس الدبلوماسية الجزائرية أين يشير متابعون إلى دوره في تغطية الغياب الدولي للجزائر بسبب مرض الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة.
وبعدها عين جنبًا الى جانب مع وزير الخارجية الجزائري السابق عبد القادر مساهل بتولي الأخير كتابة الدولة المكلف بالعلاقات المغاربية والأفريقية، ما أثار حساسية بين الطرفين انتهت بدفع "لعمامرة" إلى تقديم استقالته في يونيو من العام 2017.
ولما اندلع الحراك الشعبي، في 22 فبراير العام 2019، أعادت السلطات الجزائرية استدعاءه إلى الرئاسة ليعمل كوزير للخارجية ونائبًا لرئيس الحكومة آنذاك نور الدين بدوي، ولم يمكث سوى 20 يومًا في منصبه قبل أن يتم تنحيته بفعل ضغوط شعبية.
وفي العام 2020، اقترحه الأمين العام للأمم المتحدة لشغل منصب مبعوثه الخاص إلى ليبيا، ووافق لعمامرة، لكنه أعلن، في نيسان/أبريل من العام 2020، سحب موافقته على العرض الأممي بسبب تحفظات من عدة دول.