هدوء في غزة لـ 4 ساعات.. هدنة مؤقتة أم توقف تكتيكي؟
بعد اتصالات مكثفة، وضغوط دولية، ووساطات عربية، بشأن التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة في قطاع غزة، وافقت إسرائيل على هدنة لمدة 4 ساعات يوميًّا للسماح للمدنيين بمغادرة المنطقة إلى جنوب القطاع.
البيت الأبيض وصف فترات التوقف في القتال بأنها "خطوة في الاتجاه الصحيح"، وأشار إلى أنه "لن تكون هناك عمليات عسكرية في مناطق القتال شمال قطاع غزة خلال فترات الهدن".
أمر جيد
وفي هذا الشأن، يرى وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد العرابي، أن "إبرام هدنة قصيرة أمر جيد، لكنه ليس الهدف المنشود، والمتمثل بوقف إطلاق نار دائم يتبعه إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين لدى حركة حماس".
وبشأن أهمية الهدنة القصيرة، قال السفير محمد العرابي، في حديث لـ"إرم نيوز"، إن "وقف إطلاق النار بنحو مؤقت سيتبعه إدخال مساعدات إلى قطاع غزة".
وتأتي الهدنة القصيرة بعد موافقة أمريكية وتأييد عربي ودولي لأهميتها في الوقت الراهن، وفق قول مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير صلاح حليمة، الذي أشار إلى عدم طرح فكرة وقف إطلاق النار بنحو دائم على المستوى الدولي.
الحرب لا تزال مستمرة
ويوضح حليمة، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن الهدف من الهدنة المؤقتة هو إطلاق سراح بعض الرهائن والعناصر ذات الجنسية المزدوجة، ومنهم مواطنو الولايات المتحدة الأمريكية وغيرهم.
وتحتجز حماس نحو 240 رهينة بين إسرائيليين وأجانب، وفق السلطات الإسرائيلية، منذ السابع من أكتوبر، عندما شنت هجومًا مباغتًا على جنوب إسرائيل أوقع نحو 1400 قتيل.
لكن يظل الوضع الأفضل هو التركيز على وقف دائم لإطلاق النار، حتى يمكن إدخال المساعدات الإنسانية بشكل دائم ومستمر، لأن الهدنة القصيرة تعني أن الحرب لا تزال مستمرة، وفق السفير صلاح حليمة.
توجه متنامٍ
ويوجد توجُّه متنامٍ ومتصاعد نحو ضرورة وقف دائم لإطلاق النار، وإعادة إحياء حل الدولتين، وبدأت تتضح ملامح هذا الاتجاه قبيل قمة الرياض المرتقبة، وفق تقدير حليمة.
وبشأن إمكانية القضاء على حركة حماس، يستبعد السفير المصري قدرة إسرائيل على تحقيق هذا الهدف، في ظل المعطيات الميدانية الراهنة، والرفض الأمريكي والدولي لفكرة التخلص من الحركة وإدارة تل أبيب للقطاع.
وترى الحكومة الإسرائيلية أنه من "السابق جدًّا لأوانه التحدّث عن مستقبل القطاع الذي يجب أن يُنزع السلاح فيه"، لكنّها كشفت أنها تتشاور مع دول أخرى في شأن هذا الوضع.
مقدمة لوقف دائم
أما مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، فيرى أن "إبرام هدنة قصيرة، يمكن أن يكون مقدمة لوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وهذا يتوقف على روايات المخطوفين الذين سيطلق سراحهم في الهدنة المقرر إبرامها".
وتُسهم روايات المخطوفين خصوصًا الأمريكيين في الإسراع في تطبيق وقف دائم لإطلاق النار من عدمه، وفق السفير هريدي الذي أشار إلى أن "الروايات الإيجابية ستضغط على الإدارة الأمريكية للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار".
وأضاف هريدي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "الإدارة الأمريكية تحاول التوصل إلى وقف إطلاق النار عن طريق هدن إنسانية متتالية، حتى لا تدخل في مواجهة وخلاف مع حكومة نتنياهو".
ولفت إلى أن استضافة الرياض القمتين العربية الطارئة والإسلامية الاستثنائية قد تمهد الطريق نحو وقف دائم لإطلاق النار في غزة، مشيرًا إلى أن "القمة الطارئة المرتقبة ستتناول 3 ملفات حيوية، على رأسها وقف دائم لإطلاق النار، واستمرار تدفق المساعدات، والنظر في إعادة البناء والإعمار".