وكالة: غارة جوية إسرائيلية استهدفت 3 سيارات محملة بمواد طبية وإغاثية في حمص
يمتدّ تاريخ العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان إلى نحو نصف قرن، فمنذ أواخر سبعينيات القرن الماضي شنت إسرائيل حروبًا بالجملة على لبنان، كانت أخطرها حرب لبنان الأولى التي خلفت نحو 20 ألف قتيل.
ففي مارس 1978، شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق في جنوب لبنان تحت اسم "عملية الليطاني" وقالت حينها إنها تهدف إلى طرد الفصائل الفلسطينية المسلحة من المنطقة الحدودية.
وخلال العملية التي استمرت 8 أيام اجتاح نحو 25 ألف جندي إسرائيلي جنوب لبنان، وأسفرت عن مقتل 18 جنديًّا إسرائيليًّا وجرح 113، على حين قُتل 300 مقاتل فلسطيني ونحو 1100 من المدنيين اللبنانيين.
وفي يونيو 1982 غزت إسرائيل، بقيادة حكومة مناحيم بيغن، لبنان وأطلقت على العملية "سلام الجليل"، وحددت هدفًا لهذا الاجتياح العسكري هو القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية، وتمرير مشروع الحكم الذاتي في المناطق الفلسطينية المحتلة، والتوصل إلى "معاهدة سلام" مع لبنان.
وبدأ الاجتياح في السادس من يونيو 1982، حين دخلت القوات الإسرائيلية إلى جنوب لبنان، واحتلت مناطق صور والنبطية وحاصبيا والشوف خلال يومين، ثم وصلت إلى ضواحي بيروت في 10 يونيو، واحتلت قصر بعبدا الرئاسي اللبناني يوم 13 يونيو 1982.
وفي يوليو 1993، وردًّا على الهجمات الصاروخية لـ "حزب الله" على المستوطنات الشمالية في إسرائيل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية باسم "تصفية الحساب"، استهدفت مناطق في جنوب لبنان ووسطه وشماله، وصولًا إلى ضواحي بيروت، شاركت فيها القوات البرية والجوية.
ولم تمضِ 3 سنوات حتى شنت إسرائيل عملية عسكرية جديدة على لبنان، تحت اسم "عناقيد الغضب"، بين 11 و27 أبريل 1996، وشاركت فيها قطاعات الجيش البرية والبحرية والجوية جميعها، وبلغ إجمالي الغارات الإسرائيلية في العملية 139 غارة.
ويوم 18 أبريل من تلك السنة، ونتيجة لكثافة القصف ودمويته، هرب مئات اللبنانيين، معظمهم نساء وأطفال، من جحيم القصف إلى مركز تابع لقوات الأمم المتحدة بقرية قانا، إلا أن إسرائيل قصفتهم وارتكبت مجزرة قانا، التي كان إجمالي ضحاياها خلال أسبوعين 175 شهيدًا و300 جريح، مع نزوح عشرات الآلاف وتدمير واسع في المنشآت.
وشهدت سنة 2006 "حرب لبنان الثانية"، فقد هاجم "حزب الله" يوم 12 يوليو 2006، دورية للجيش الإسرائيلي، وخطف جنديين وقتل 3 آخرين، فشنّ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية استمرت 34 يومًا حتى يوم 14 أغسطس 2006، وعرفت هذه الحرب باسم "حرب تموز"، وأوقعت ما يزيد على 1300 لبناني من المدنيين.
وبعد هذه الحرب استمرت الاشتباكات المتقطعة بين إسرائيل و"حزب الله"، خاصة في مزارع شبعا المحتلة، على حين ارتفعت وتيرة الاشتباكات بعد بدء حرب غزة في 7 أكتوبر 2023، بلغت أشدّها في الأيام الماضية مع تفجير أجهزة "البيجر" التابعة لعناصر "حزب الله"، ثم عملية الضاحية الجنوبية التي أوقعت عشرات من مقاتلي الحزب، وصولًا إلى الغارات المكثفة على جنوب لبنان وشرقه أمس الاثنين، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى من المدنيين، وإلى موجة نزوح غير مسبوقة.