حزب الله ينفي تقريرا لـ رويترز بشأن "القيادة الجديدة" ولا يكشف مصير القيادي وفيق صفا
أكد خبراء في العلاقات الدولية، أن الرفض الفعلي لـ"حزب الله" بفك الارتباط بقطاع غزة، سيجعل من الدخول البري لإسرائيل إلى جنوب لبنان أمرا واقعا، في ظل ما تقوم به "تل أبيب" من قصف جوي مستمر بالداخل اللبناني، لتحقيق سياسة "الأرض المحروقة".
ولكنهم أوضحوا في ذات الوقت، عبر تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الدخول الإسرائيلي البري إلى لبنان لن يكون بنفس وضعية ما حدث في حرب غزة، في ظل امتلاك "حزب الله" أدوات للقتال على الأرض وترسانة عسكرية تفوق كثيرًا ما تمتلكه حركة "حماس"، خاصة مع الإمدادات التي يمكن أن يتلقاها "حزب الله".
وطُرحت تساؤلات في الفترة الماضية، حول مدى تحول الموقف على الجبهة اللبنانية، في حال فك "حزب الله"، الذي أعلن من جانبه منذ أكتوبر الماضي، الارتباط بالمواجهة مع حركة "حماس" أمام الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ليصبح "حزب الله" طرفا متواجدا على هذه الساحة، الأمر الذي حمل تطورات خلال الأشهر الماضية، وصلت حاليا إلى وجود عدوان إسرائيلي متنوع الأدوات على لبنان من جنوبه إلى شماله، تضمّن اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.
وتقول الباحثة السياسية تمارا حداد، إن الرغبة الإسرائيلية في تحقيق السياسة العسكرية "المتدرجة" بالقصف، واتباع الاغتيالات والتصعيد التدريجي، الذي يضغط عسكريا على حزب الله، ليبقى احتمال الدخول البري قائما في حد ذاته من جهة، ومن جهة أخرى، الضغط بغرض رضوخ "حزب الله"، لقبول ما يتعلق بالابتعاد إلى ما بعد نهر الليطاني، وتحقيق القرار 1701.
وبينت "حداد"، عبر تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الرفض الفعلي لـ"حزب الله" بفك الارتباط عن قطاع غزة، سيجعل الدخول البري لإسرائيل إلى جنوب لبنان أمرا قائما، في ظل ما تقوم به "تل أبيب" من قصف جوي مستمر بالداخل اللبناني، لتحقيق سياسة "الأرض المحروقة"؛ للضغط على اللبنانيين للنزوح من الجنوب إلى الشمال.
وأشارت إلى أن إسرائيل تضغط عسكريا على حزب الله للموافقة على الابتعاد إلى ما قبل نهر الليطاني، ومن أجل إنشاء منطقة عازلة آمنة؛ نظرا لكون حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، معنية بعودة المستوطنين النازحين إلى المنطقة الشمالية، وهذا لن يكون إلا بإبعاد حزب الله إلى ما بعد "الليطاني"، ويكون ذلك إما بالحل السياسي الدبلوماسي أو من خلال الحرب.
ولفتت إلى أن "نتنياهو" لن يقبل بوقف إطلاق النار والمفاوضات التي لا تتلاءم مع الترتيبات الأمنية التي يريدها، أو إيجاد منطقة آمنة عازلة في الحدود الشمالية، هو معني بالتصعيد لتحقيق أهدافه، بتفكيك القدرات التسليحية والعسكرية والبشرية لحزب الله وإخراجه من الجنوب لإزالة التهديدات الأمنية لشمال إسرائيل.
وتابعت بالقول، إن إسرائيل لن توقف حربها، إلا بعد التأكد من إضعاف أذرع إيران وإنهاء وكلائها، لافتة إلى أن عين "نتنياهو" في الأساس، على ما وراء ذلك، من إنهاء المشروع النووي أو على الأقل عدم وصول طهران إلى العتبة النووية، وهذا هو هدفها النهائي من كل هذه المعركة؛ لذلك سيصعّد ولن يقبل بأقل من الترتيبات الأمنية التي يستهدفها.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية، د.حسين الديك، أن المشكلة في قيام إسرائيل بغزو بري لجنوب لبنان، ليست متعلقة بفك ارتباط "حزب الله" عن غزة من عدمه، إلا أنه توجُّه إسرائيلي كامن لدى "نتنياهو" بالرغبة في الدخول البري إلى جنوب لبنان.
ويوضح "الديك"، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن سير "نتنياهو" في هذا التوجه، يتوقف بالدرجة الأولى على مقارنة ذلك بالحرب في غزة، حيث إن الدخول الإسرائيلي البري إلى لبنان لن يكون بنفس وضعية ما حدث في غزة، في ظل امتلاك "حزب الله" أدوات للقتال على الأرض وترسانة عسكرية تفوق كثيرا ما تمتلكه حركة "حماس" في قطاع غزة، الذي هو في الأساس "محاصر"، على خلاف لبنان. وفي مثل هذه المواجهة، سيكون هناك إمدادات لـ"حزب الله" عبر حدود مفتوحة مع سوريا، ووجود أشكال مختلفة من الدعم ستكون حاضرة من إيران والعراق.
ويستكمل "الديك"، بأن عدم وجود حصار بحري في لبنان، سيساعد "حزب الله"، في حال مواجهة برية يدخل فيها "نتنياهو"، على استقبال إمدادات عسكرية من عدة منافذ، يقوي بها ترسانته في المواجهة حينئذ، مما يورط إسرائيل في حرب استنزاف طويلة المدى، إذ ستقاتل وقتئذ على أكثر من جبهة.
وأردف بأن هذه الجبهة اللبنانية ستستمر فيما يعرف بـ"حرب استنزاف"، وإذا لم تقم إسرائيل بأي اجتياح بري، سيستمر ما يعرف بقواعد الاشتباك، وسط مخاوف من تعقيدات في ظل إصرار إسرائيلي بتحقيق أهداف الحرب، بالتزامن مع تأخر عقد "صفقة" لإنهاء هذه الأزمة على الجبهات المتعددة، لحين تولي الرئيس الأمريكي الجديد منصبه بعد 20 يناير 2025.