صافرات الإنذار تدوي في كريات شمونة ومرغليوت بالقطاع الشرقي للحدود مع لبنان
تباينت الآراء السياسية بشأن إمكانية نجاح إسرائيل في مهمتها ضد ميليشيا "حزب الله" في لبنان بعد اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، والمتعلقة بنزع سلاح الحزب وإقصائه عن المشهد السياسي في المنطقة.
جاء ذلك بعد أن تمكنت إسرائيل من الوصول إلى نصر الله واغتياله، إضافة لاغتيال قيادات سياسية وعسكرية بارزة في الحزب، علاوة على توجيه ضربات عسكرية قاسية أفقدت ميليشيا الحزب جزءًا مهمًّا من قدراتها العسكرية.
وتشير التقديرات إلى أن الضربات العسكرية الإسرائيلية للحزب ستكون سببًا في إضعافه، وتغيير شكل المنطقة على المستويات العسكرية والسياسية، وهو الأمر الذي سيحقق لتل أبيب نجاحًا غير مسبوق، وسيضمن المستقبل السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، سعيد زيداني، "أن إسرائيل ستتمكن في نهاية جولة القتال الحالية مع حزب الله من إقصائه عن المشهدين السياسي والعسكري في لبنان والمنطقة"، مبينًا أن ذلك هدف إستراتيجي لحكومة بنيامين نتنياهو.
وقال زيداني، لـ"إرم نيوز"، "إن النجاحات في الوصول للأمين العام للحزب وقياداته العسكرية والسياسية البارزة صدم الحزب وحلفائه، وسيكون سببًا في تغيير معادلات الصراع مع إيران وحلفائها من جهة، ومع اللبنانيين من جهة أخرى".
وأوضح أن "حزب الله سيكون موقفه ضعيفًا على المستويين السياسي والعسكري خلال المدة المقبلة، وسيكون مضطرًا للتنازل بشكل كبير عن سلاحه وسياساته العسكرية"، مشددًا على أن إسرائيل ستحقق المكسب الأكبر من ذلك.
وأضاف: "لن يكون للحزب دور جوهري في صناعة القرار اللبناني، وسيضطر لإعطاء الضوء الأخضر لأطراف أخرى من أجل التوصل لاتفاق سياسي مع إسرائيل في إطار هدنة طويلة الأمد، تبعده مسافة كبيرة عن الحدود".
وأشار إلى أن "إسرائيل ستضمن بهذه الإستراتيجية هدنة طويلة الأمد على الجبهة الشمالية مع لبنان، ما يمكنها بتنفيذ مخططاتها المتعلقة بجبهتي الضفة الغربية وقطاع غزة"، مرجحًا أن تضطر إيران للتراجع خطوات للوراء.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، حاتم أبو زايدة، "أنه لا يمكن لإسرائيل النجاح في تحجيم حزب الله"، لافتًا إلى أن أقصى ما يمكنها فعله هو وضع قواعد جديدة للاشتباك، وإبعاده عن الحدود الشمالية لها.
وقال أبو زايدة، لـ"إرم نيوز"، "إن الحزب سيفقد معظم قدراته العسكرية، وسيحتاج إلى وقت طويل قبل استعادة تلك القدرات أو جزء منها، إلا أنه لن يغيب عن المشهد السياسي والعسكري، خاصة أن لديه القدرة على فرض قراراته السياسية بلبنان".
وأوضح: "الوضع الإقليمي للحزب سيتأثر، ولكنه لن يغيب عن المشهد، ومع نهاية هذه الحرب سيكون هناك خريطة جديدة للتوازنات الإقليمية والدولية، وهو ما سيكون له تأثير كبير على حزب الله"، مبينًا أن القيادة الجديدة للحزب ستكون ضعيفة.
وأشار إلى أن "إسرائيل ستعمل على استغلال الضعف الكبير للقيادات السياسية والعسكرية بالحزب من أجل تحقيق أهداف سياسية وعسكرية أكبر بعد الحرب"، مؤكدًا أن التأثير الداخلي لوضع الحزب في لبنان هو ما يثير قلقه وقلق حلفائه.
وختم بالقول: "حزب الله لن يتمكن من إعادة بناء قدراته العسكرية، والحل الأمثل للبنانيين سيكون السعي لإصدار قرار من مجلس الأمن، والتوصل لاتفاق سياسي مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة، ينهي القتال المستمر بين الجانبين".