غارة إسرائيلية استهدفت جرود الهرمل عند الحدود اللبنانية السورية
يترقب السودانيون مساعي دولية أكثر حزما للضغط على قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وذلك بعد انتهاء محادثات جنيف التي استمرت 10 أيام، لإجباره على اللجوء إلى لغة الحوار لإنهاء الحرب.
ولم تخرج محادثات جنيف بنتائج حيال الأزمة السودانية في ظل مقاطعة الجيش السوداني لها، رغم حضور وفد يمثل قوات الدعم السريع، والوسطاء الدوليين.
وكان الشركاء الدوليون في محادثات جنيف، المخصصة لمناقشة الوضع في السودان، ممثلين بأمريكا وسويسرا والإمارات ومصر والسعودية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، قد عبروا عن أسفهم لغياب وفد القوات المسلحة السودانية عن المحادثات.
وقال الشركاء في المحادثات إن غياب الجيش السوداني حد من قدرتهم على إحراز تقدم أكبر، خاصة في القضايا الرئيسة، وأهمها وقف الأعمال العدائية في كامل البلاد.
واختلف الساسة السودانيون حول إمكانية تصعيد المجتمع الدولي من ضغوطه على البرهان، بعد محادثات جنيف، إذ يرى البعض أن التصعيد في ممارسة الضغوط تجاه حكومة بورتسودان، في إشارة إلى البرهان، قادم، ولكن بمحاذير لا تسمح بفتح جبهة حرب جديدة في الشرق الأوسط.
فيما عبر البعض الآخر، عن فقدان الثقة بالمجتمع الدولي للقيام بدوره، لا سيما في ظل فضح تعنت الجيش وحلفائه في أي مفاوضات قد تصل إلى إنهاء الحرب.
وقاطع الجيش السوداني محادثات جنيف، بحجج متنوعة، تراوحت بين ما ادعاه بضرورة تقديم دعوة المشاركة من جانب "الوسطاء" باسم الحكومة، وليس القوات المسلحة، وبين ضرورة تنفيذ اتفاق إعلان جدة.
وتزامن ذلك مع تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، عقب صدور بيان جنيف، حيث قال إن البرهان كان منفتحًا على مشاركة الجيش في محادثات سويسرا، لكن هناك "قوى سياسية سلبية للغاية تعيقه"، دون أن يذكرها بالاسم.
واختتمت محادثات جنيف أعمالها يوم أمس الجمعة، بتشكيل مجموعة مشتركة بين الدول والهيئات المشاركة لمتابعة عمل وقف الحرب وإحلال السلام والاستقرار في السودان.
ومن زيورخ، يتوقع الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور عبد الباقي علي أزرق، تصعيدًا من قبل المجتمع الدولي تجاه حكومة بورتسودان والجيش السوداني، عبر ممارسة الضغوط.
واستبعد أزرق، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إنزال البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة في الوقت الحالي، وأن الضغوط من الممكن أن تذهب إلى تلويح بحظر الطيران، لا سيما العسكري، في سماء السودان.
ويرى أزرق أن لدى المجتمع الدولي، وخاصة أمريكا، تخوفا من فتح جبهة حرب جديدة في الشرق الأوسط، وسط تعقيدات حرب غزة، فضلًا عن أن أي تدخل خارجي في السودان بالوقت الراهن، قد يكون له انعكاسات سلبية تؤزم المشهد أكثر مما هو عليه.
وأشار إلى أن بيان جنيف أوضح أن الجيش تعامل دبلوماسيًا بشكل جيد مع المحادثات، لكن هناك قوى سياسية، في إشارة إلى "الإخوان المسلمين"، يقفون عقبة بعد الانسحاب من جدة، وعدم الإيفاء بما تم الاتفاق عليه، وأيضًا منبر المنامة.
ولفت أزرق إلى أنه بعد الانتهاء من اتفاق يحتوي على بنود "ممتازة"، على حد وصفه، بين نائب قائد الجيش السوداني شمس الدين كباشي، ونائب قائد قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، اتضح أن هناك ضغوطًا مورست من قبل أمين عام الحركة الإسلامية في السودان، علي كرتي، على الجيش السوداني.
وأكد أن المشهد الواضح حاليًا، يتمثل في أن الجيش و"الإخوان المسلمين" لا يريدون تحقيق سلام، مصممين على تفتيت القوة الضاربة لقوات الدعم السريع، وسط ظن البرهان و"الإسلاميين" بأنه مع مرور الوقت قد تتغير الأوضاع لصالحهم.
بدوره، يعتقد السياسي السوداني، عيسى القوني، أن المجتمع الدولي لن يفرض أي عقوبات على الجيش الذي تسيره "الحركة الإسلامية"، رافضًا الاعتماد على آمال بتعامل المجتمع الدولي مع معاناة الشعب السوداني، التي يراها واضحة منذ أكثر من عام ونصف، ولم يحرك ساكنًا.
وقال القوني، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن العالم يرصد قصف المواطنين بالبراميل المتفجرة من قبل الجيش، الذي أشعل هذه الحرب، ليصبحوا ما بين قتلى وجرحى ومشردين، ولم يفرض عليه حتى الآن عقوبات حقيقية، واكتفى بعقوبات فردية ليس لها أي تأثير حيال إنهاء معاناة الشعب السوداني.
ويستبعد القوني قيام المجتمع الدولي بفرض عقوبات مستقبلية على "الإخوان" التي تحرك "الجيش"، أو حتى على حركات الارتزاق المسلحة، رغم الرفض العلني لقادة الجيش لأي مفاوضات لوقف الحرب، لا سيما أنهم لا يخسرون أي شيء بعد أن هرّبوا أموالهم خارج السودان.
وعبر القوني عن أسفه بأن يرى المجتمع الدولي حركات المرتزقة تحت ما يسمى "الجيش"، تعيث في الأرض فسادًا، ثم يكتفي بالمشاهدة، ولا يحرك ساكنًا للحد من قدرات الطرف "المتعنت" لوقف الحرب، وفق تعبيره.
وأكد أن هذا دليل على وجود رغبة دولية في استمرار الحرب، من خلال وجود هذا الطرف "المتعنت".