سفينة تابعة للبحرية الإسرائيلية تعترض طائرة مسيرة أطلقت من لبنان
يُعد الرئيس الجزائري المنتهية ولايته عبد المجيد تبون المرشح الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية، التي تُجرى اليوم دون مفاجآت للجزائريين؛ إذ يسود اعتقاد واسع داخل البلاد وخارجها أن النتائج محسومة سلفا.
ووفق متابعين، فإن عامليْن اثنين على الأقل يخدمان مصلحة تبون، ويجعلان الطريق أمامه سالكة للفوز في هذا الاستحقاق، أحدهما داخلي والثاني خارجي.
ويستفيد تبون من ضعف المعارضة الجزائرية من جهة، ومن "تأييد دولي" لحفظ الاستقرار في الجزائر ضمانا لاستمرار إمدادات الغاز مع تواصل الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
رهان المشاركة
يود تبون ضمان مشاركة واسعة في الانتخابات الرئاسية الحالية، خاصة أنه انتخب عام 2019 بنسبة مشاركة منخفضة، ويريد اليوم أن يكمل ولايته الثانية رئيساً يحظى بإجماع.
وكانت السلطة الوطنية لتنظيم الانتخابات قامت بعملية غربلة واسعة لملفات المرشحين الـ 34 الذين تم الإعلان عنهم في البداية، ليتمكن 16 فقط من تقديم ملفاتهم، قبل إقرار 3 منهم، وملاحقة العدالة بعض المتهمين بالتدليس في جمع التوقيعات، وكان من المتوقع أن تعطي مشاركة عدد منهم، على غرار المعارضتين لويزة حنون وزبيدة عسول، الاقتراع طعما تنافسيا.
وانحصر تركيز المرشحين الثلاثة بشكل رئيس على الجوانب الاقتصادية، والتحديات الحالية التي تواجهها الجزائر، وهذا يشمل مختلف المسارات لتحقيق الانتعاش في مختلف القطاعات، فضلا عن تدابير لتشجيع رواد الأعمال الشباب والفاعلين الاقتصاديين الشباب، لكن لم تثرهم قضايا توسيع الحريات واستعادة نسق يتيح الحد من التضييق على الحقوق والحريات.
خيار الاستقرار
في المقابل، تحظى مساعي الحفاظ على الوضع الراهن بتأييد دولي، بعدما تمكن تبون من تعزيز علاقاته مع أوروبا منذ بداية الحرب في أوكرانيا، في حين لا يرغب الغرب ولا الدول الإقليمية في تغيير السلطة مفضلين الاستقرار الحالي لضمان استمرارية صادرات الغاز ومكافحة المتطرفين في منطقة الساحل، بحسب مراقبين.
وتستفيد السلطة الجزائرية أيضا من غياب صدى حقيقي للمعارضة الجزائرية في ظل تراجع دورها السياسي وفشلها في الميدان، لتكتفي في هذا الموعد بالدعوة إلى التصويت بورقة بيضاء في الانتخابات الرئاسية.
وعبّر المرشح الرئاسي السابق رئيس "جبهة العدالة والتنمية" عبد الله جاب الله عن قلقه من أن العملية الانتخابية الحالية وما صاحبها من ممارسات خلال الحملة دفعت مواطنين عدة إلى الشعور بالإحباط واليأس تجاه العملية السياسية برمتها.
أما رئيسة "الاتحاد من أجل الرقي والتغيير" زبيدة عسول، التي رفضت اللجنة المستقلة للانتخابات ملفها؛ بسبب فشلها في جمع التوقيعات اللازمة، فنشرت عبر صفحتها على "فيسبوك" صورة لها وفي أسفلها عبارة "صوّت بورقة بيضاء يوم السابع من سبتمبر".