تجدد الغارات الإسرائيلية على بلدة بوداي في بعلبك بالبقاع اللبناني

logo
العالم العربي

تراجع قصف إسرائيل بالصواريخ.. نضوب ترسانة حماس أم تكتيك استراتيجي؟

تراجع قصف إسرائيل بالصواريخ.. نضوب ترسانة حماس أم تكتيك استراتيجي؟
19 نوفمبر 2023، 6:27 م

شهدت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في الأيام الأخيرة انخفاضًا بأعداد الصواريخ التي يطلقها الجناح المسلح لحركة حماس والفصائل الفلسطينية على بلدات غلاف غزة والمدن الإسرائيلية، بما في ذلك مدينة تل أبيب.

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنت إسرائيل حربًا على قطاع غزة بعد هجوم نفذته حركة حماس على مستوطنات في غلاف غزة، الأمر الذي أدى لمقتل وإصابة الآلاف من كلا الجانبين، علاوة على التدمير الهائل للقطاع.

وشهدت المواجهات السابقة بين إسرائيل وحماس كثافة في إطلاق الصواريخ نحو جميع المدن الإسرائيلية؛ إلا أنها وبعد أكثر من 40 يومًا من الحرب الدائرة حاليًا، انخفضت وتيرتها بشكل كبير، وتكاد تكون معدومة مؤخرًا.

وأثار انخفاض إطلاق حماس للصواريخ تساؤلات حول نضوب الترسانة العسكرية لديها، أم أن ذلك تكتيك استراتيجي من جناحها المسلح، خاصة في ظل الاشتباكات المباشرة الدائرة بين الجانبين عقب الاجتياح الإسرائيلي البري لغزة.



حرب طويلة الأمد

وتباينت آراء المحللين العسكريين والسياسيين بشأن أسباب انخفاض وتيرة إطلاق الصواريخ من قبل حماس، مرجحين أن يكون ذلك لعدة أسباب، أبرزها استعداد الحركة لمواجهة طويلة الأمد مع الجيش الإسرائيلي.

ورأى الخبير في الشأن العسكري، جهاد حرب، أن "تقليص حماس لإطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل يأتي في إطار استراتيجية عسكرية خاصة بالحركة وجناحها المسلح، ولمواصلة القتال والصمود لأطول فترة ممكنة".

وأوضح حرب، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "حماس وجناحها المسلح يستعدان لحرب طويلة الأمد قد تمتد لعدة أشهر، بدون أية هدنة، أو وقف ولو مؤقت لإطلاق النار، خاصة مع استمرار القصف والاجتياح الإسرائيلي للقطاع".

وأضاف: "حماس وبعد مواصلة إسرائيل قصفها المكثف لغزة ولجميع المناطق العسكرية التابعة لجناحها المسلح، يبدو أنها اتخذت قرارًا بتخفيف وتيرة ضرباتها الصاروخية لغلاف غزة وتل أبيب وغيرها من المدن".

وأشار حرب إلى أن "ذلك يأتي بالتزامن مع عدم قدرة الحركة على تجديد الفاقد لديها من الصواريخ والأسلحة محلية الصنع"، مرجحًا أن تكون جميع مراكز التصنيع للحركة قد خرجت عن الخدمة بسبب كثافة القصف الإسرائيلي.

وبحسب حرب، فإن "كتائب القسام، وإن كان لديها مخزون كبير من الصواريخ والأسلحة، إلا أنه بدون استمرار وحدات التصنيع التابعة لها بالعمل فلن يكون بمقدورها مواصلة القتال وإطلاق الصواريخ على إسرائيل".

واستطرد: "بتقديري حماس لم تكن تتوقع استمرار الحرب لهذه المدة الطويلة، وتستعد الآن لأشهر من القتال، وبالتالي هي تدخر الصواريخ التي تمتلكها للرد على أحداث بعينها، ولتوجيه رسائل عسكرية وسياسية للإقليم والعالم".



الحد الأدنى من الصواريخ

ورأى الخبير بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فريد أبو ضهير، أن "طول أمد الحرب الإسرائيلية على القطاع أجبر حماس على اتباع استراتيجية عسكرية هي الأولى من نوعها، والمتمثلة في تقليص عدد إطلاق الصواريخ لحده الأدنى".

وأوضح أبو ضهير، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "وصول مخزون الصواريخ لدى الجناح المسلح في حماس حده الأدنى، خاصة نتيجة الإطلاق المكثف لها خلال الأيام الأولى من الحرب، تسبب بعجز كبير لدى القسام بهذا النوع من الأسلحة".

وأضاف: "حماس تعتمد على التصنيع الداخلي في زيادة مخزونها من الصواريخ، وهذا الأمر لم يعد ممكنًا في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل والمكثف للقطاع"، لافتًا إلى أن ذلك أضعف قدراتها العسكرية خلال الحرب الدائرة.

ووفق أبو ضهير، فإن "القصف الإسرائيلي العنيف على القطاع ربما تسبب بتدمير كبير لقوة حماس العسكرية ومخازن السلاح ومواقع التصنيع، الأمر الذي أثر بشكل كبير على إطلاقها للصواريخ تجاه إسرائيل".

وبين أن "الحرب الإسرائيلية كانت أطول من المتوقع، وأنه رغم التصريحات المتواصلة لقيادة حماس بشأن استعدادها لها، إلا أن الوضع الحالي يؤكد أن الحركة تتبع استراتيجيات عسكرية لضمان استمرارها بالمواجهة".

وأكد أبو ضهير أن "استمرار القتال لفترة أطول سيكون سببًا في عدم قدرة حماس على إطلاق أي صواريخ تجاه إسرائيل"، مبينًا أن حماس تعتمد في الوقت الحالي على الأسلحة الخفيفة والصواريخ الأقل تكلفة.

سببان محتملان

من جانبه، رأى المحلل السياسي، أيمن يوسف، أن "هناك سببين محتملين لتقليص حماس إطلاق الصواريخ من قطاع غزة تجاه المدن والبلدات الإسرائيلية"، مؤكدًا أن حماس لا يمكن لها الاستمرار بإطلاق الصواريخ بنفس الوتيرة طوال فترة الحرب.

وقال يوسف، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "السبب الأول لذلك هو نضوب الترسانة العسكرية للحركة، خاصة تلك الصواريخ التي تصل العمق الإسرائيلي، وبالتالي اضطرت الحركة لاتخاذ قرار بتقليص إطلاق الصواريخ لأدنى الحدود".



وأوضح أن "الجيش الإسرائيلي، وقبل الدخول بريًا، وجه ضربة قاسية جدًا لترسانة حماس العسكرية، وذلك من أجل الحيلولة دون تمكن الحركة من تزويد عناصرها بأسلحة جديدة"، مبينًا أن ذلك درس تعلمته إسرائيل من حرب عام 2014.

وأضاف يوسف أن "حماس خلال حرب عام 2014 كانت تطلق الصواريخ تجاه إسرائيل، وتقوم بذات الوقت بصناعة صواريخ بديلة عنها"، مبينًا أن ذلك أحد أسباب تمسك حكومة بنيامين نتنياهو برفض أية هدنة إنسانية بغزة.

أما السبب الثاني، بحسب يوسف، فإن "الضربات الإسرائيلية المكثفة على غزة أفقدت حماس القدرة على إطلاق الصواريخ والوصول لفتحات الأنفاق، خاصة وأن الطيران الإسرائيلي يضرب بقوة أي مكان يُرصد إطلاق صواريخ منه".

وأضاف: "بتقديري الجناح المسلح لحماس يراهن بالوقت الحالي على حرب الأنفاق، ويسعى لاستدراج الجيش الإسرائيلي إليها، وهو الأمر الذي يظهر في تركيز عناصر القسام على المواجهات المباشرة مع الجنود الإسرائيليين".

وأكد يوسف أن "حرب الأنفاق بين الجيش الإسرائيلي وحماس ستكون فصلًا جديدًا ومختلفًا من فصول الحرب بين الجانبين، وقد تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، إضافة إلى تدمير أكبر لقطاع غزة"، وفق تقديره.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC