غارتان على منطقة الشويفات بالضاحية الجنوبية لبيروت

logo
العالم العربي

بعد الحرب.. هل تتغير نظرة سكان غزة لحركة حماس؟

 بعد الحرب.. هل تتغير نظرة سكان غزة لحركة حماس؟
26 أكتوبر 2023، 5:18 م

اعتبرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية في تقرير لها، أن الحجة الإسرائيلية القائلة إن سكان غزة يتحملون المسؤولية عن تصرفات حركة حماس سرعان ما تفقد مصداقيتها عندما ينظر المرء إلى الحقائق، التي تظهر الإحباط الشعبي من حكم الحركة.

وذكَّر التقرير بقول بعض كبار المسؤولين الإسرائيليين إن كل سكان غزة يشكلون جزءاً من البنية التحتية "الإرهابية" لحماس، وبالتالي فهم أهداف مشروعة للانتقام الإسرائيلي.

وأشارت المجلة إلى دراسة أجرتها شبكة "البارومتر العربي" البحثية في غزة والضفة الغربية قبل أيام من اندلاع الحرب، وكشفت أن الغالبية العظمى من سكان القطاع المستطلعة آراؤهم قالوا إنهم أصيبوا بالإحباط بسبب "الحكم غير الفعال" لحماس.

وبينت الدراسة أن أغلب سكان غزة لا يؤيدون أيديولوجية حماس، حيث فضل غالبية المشاركين في الاستطلاع حل الدولتين الذي يشمل قيام دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل.

وأشارت المجلة إلى أن سكان غزة الأكثر فقراً أقل ميلاً إلى دعم حماس وبأن الأشخاص الأكثر تضرراً من الظروف الاقتصادية وأولئك الذين يتذكرون الحياة قبل حكم الحركة كانوا أكثر رفضا للحرب.

رؤى للمستقبل

ورأت المجلة أن أسلوب القيادة ليس الشيء الوحيد الذي يجده سكان غزة غير مقبول في حكم حماس، بل إنهم عموما لا يشاركونها الهدف المتمثل في القضاء على إسرائيل.

وأشارت إلى أنه عندما عُرضت على المشاركين قبل اندلاع موجة العنف الحالية حلول محتملة للصراع، فضل غالبيتهم (54%) حل الدولتين المنصوص عليه في اتفاقيات أوسلو لعام 1993.

وخلصت المجلة إلى أن نتائج الاستطلاع ترسم صورة قاتمة، وأنه نتيجة لعجز حكومة حماس عن معالجة هموم المواطنين الحيوية، فقد فقدت ثقة الجمهور.

وكان عدد قليل من سكان غزة يؤيدون هدف حماس المتمثل في تدمير إسرائيل، الأمر الذي ترك قادة غزة وسكانها منقسمين حول الاتجاه المستقبلي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

كسر الحلقة المفرغة

وأفادت المجلة بأن الغالبية العظمى من سكان غزة فضلت التوصل إلى حل سلمي بقوة وكانوا يتوقون إلى وجود قادة قادرين على تقديم مثل هذا الحل وتحسين نوعية حياة سكان غزة بشكل عام.

وشددت على أن السياسات الإسرائيلية التي تلحق الألم بغزة من المرجح أن تؤدي إلى إدامة دائرة العنف، وأنه لكسر هذه الحلقة المفرغة، يتعين على الحكومة الإسرائيلية الآن ضبط النفس.

وختمت بالقول: "يتعين على إسرائيل والولايات المتحدة أن تدركا أن الشعب الفلسطيني شريك في إيجاد تسوية دائمة، وليس عقبة (..) وإذا كان البلدان يسعيان للحلول العسكرية فقط، فمن المرجح أن يدفعا سكان غزة لأحضان حماس".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC