مع استمرار الحرب المُدمرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، أصبح الجوع خطرا لا يقل فتكا عن الصواريخ، خاصة على الأطفال الذي يواجهون أشد أزمة إنسانية في التاريخ الحديث.
وترك الجوع في غزة 50 ألف طفل بحاجة للعلاج من سوء التغذية الحاد في ظل أزمة طبية أيضا، وهو مسؤول عن وفاة عشرات الأطفال، وسط شح في الإمدادات الإنسانية التي تدخل إلى القطاع المحاصر منذ أكثر من ثمانية أشهر.
وسجّلت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة 32 وفاة ناجمة عن سوء التغذية، 28 منها تعود إلى أطفال دون سن الخامسة.
ومصطلح "سوء التغذية" يشير إلى أوجه القصور أو الزيادات المفرطة أو الاختلالات في مدخول الفرد من الطاقة أو المغذيات، بحسب المنظمة الأممية.
وذكرت المنظمة أن أكثر من ثمانية آلاف طفل دون سن الخامسة في قطاع غزة عولجوا من سوء التغذية الحاد، 1600 منهم يعانون سوء التغذية الشديد.
ويعد سوء التغذية الشديد سببا رئيسا لوفيات صغار السن في غزة، خاصة بعد أن أصبح الغذاء والمياه الصالحة للشرب عملة نادرة للغاية في القطاع، فيما تنتشر الأمراض؛ مما يعرض تغذية الأطفال ومناعتهم للخطر.
ولا تعد أضرار قلة الطعام والشراب حكرا على الأطفال، إذ إن معظم سكان غزة، يواجهون مستوى كارثيا وظروفا قريبة من المجاعة.
ودفعت هذه الظروف القاسية دولا عربية وأجنبية ومنظمات دولية إلى مطالبة إسرائيل بعدم استخدام "سلاح التجويع" ضد الفلسطينيين في غزة، بعد أن استهدفت البنية التحتية للغذاء، مثل المخابز وطواحين الدقيق، فضلا عن منعها دخول كميات كافية من المساعدات.
وقالت الأمم المتحدة في تقرير سابق، إن جميع سكان غزة يواجهون مستويات توصف بالأزمة في انعدام الأمن الغذائي أو أسوأ، مع نفاد الإمدادات الغذائية لمعظم السكان.
وفي مارس/ آذار الماضي، أعلنت الأمم المتحدة أن قطاع غزة يحتضن أكبر عدد من الأشخاص على الإطلاق الذين يواجهون جوعا كارثيا.