رئيس المجلس الأوروبي: استهداف إسرائيل قوة اليونيفيل في جنوب لبنان "غير مقبول"
قال مسؤول في قوات "الدعم السريع"، إن الجيش السوداني يسعى إلى الحصول على أسلحة "بأي ثمن"، لتعويض النقص في عتاده، كاشفاً أن منطقة "الفاشر" تشهد تواصلا مستمرا بين المخابرات السودانية والحركات الإرهابية، وأشهرها "بوكو حرام"، من أجل تجنيد المقاتلين واستقدامهم من ليبيا عبر تشاد.
وأوضح إبراهيم مخير، عضو المكتب الاستشاري لقائد الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو "حميدتي"، في حوار مع "إرم نيوز"، أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، يحاول بالوسائل كافة الحصول على أسلحة من أي مصدر كان، خاصة من روسيا وإيران.
وتالياً نص الحوار:
لدينا معلومات مؤكدة أن حكومة "الإخوان المسلمين" التي يقودها البرهان، واتخذت من بورتسودان عاصمة لها بعد هروب قواته من الخرطوم قبل شهور أمام قواتنا، تسعى بالوسائل كافة للحصول على أسلحة من أي مصدر كان، خاصة من روسيا وإيران.
وهذا بعد أن سقطت مصانع الأسلحة الرئيسة في الخرطوم المعروفة بـ"اليرموك" في قبضة قوات الدعم السريع، وهي من أضخم مصانع الأسلحة في أفريقيا، وكان الإيرانيون قد عملوا على تطويرها في أثناء فترة الرئيس السابق عمر البشير.
وبجانب هذه المصانع، سيطرت الدعم السريع على العديد من مخازن الأسلحة السرية في مناطق مختلفة من السودان، وخاصة في "نيالا" التي كان بها المخزون الإستراتيجي للحرب في جنوب السودان التي استمرت 20 عاما من فترة عمر حكم الحركة الإسلامية للسودان، وانتهت بفصل جنوب السودان في صفقة معروفة كي يحافظوا بها على سلطتهم.
تبلغ مساحة دارفور تقريبا مساحة فرنسا، وتحاذي دولة تشاد.. وقوات الدعم السريع اليوم تسيطر على إقليم دارفور تماما ما عدا جيوبا قليلة في عاصمة الإقليم "الفاشر".
لقد صعب على الدعم السريع تحريرها سريعا، وذلك لأن قوات البرهان والمجموعات المتحالفة معها اتخذت من المواطنين رهائن ودروعا بشرية بعد انسحابها من مراكزها الإستراتيجية في وسط الفاشر.
ومع ذلك، ما زال البرهان يعتقد أنه في الإمكان فك الحصار الحديدي حول المواقع المتبقية من مدينة الفاشر، وهو لذلك ما زال يجند المرتزقة المنتشرين في بعض المناطق في ليبيا، ويمدهم بالسلاح ويسربهم للسودان من خلال التهريب مخالفا بذلك اتفاقيات حسن الجوار ومعرضاً اللاجئين الأبرياء إلى خطر الترحيل للشبهة من تلك البلاد التي استقبلتهم بقلوب وأذرع مفتوحة.
وهنالك جانب آخر لا بد من الإشارة إليه هنا، وهو أن تلك المنطقة تشهد تواصلا مستمرا بين المخابرات السودانية والحركات الإرهابية هناك، وأشهرها "بوكو حرام".
ويسعى البرهان إلى إثارة الفوضى في المنطقة عن طريق نشر الرعب والهلع نتيجة الفظاعات التي تقوم بها تلك الجماعات من قطع الرؤوس والتمثيل بالجثث وأكل أكباد الناس، كما حدث في غرب أفريقيا.
وهذا السلوك الغريب المنافي للإنسانية شاهدناه صدر من القوات الخاصة للبرهان في وسط السودان، مما يؤكد تغلغل تلك الجماعات في السودان.
قيادة الدعم السريع لا تسعى إلى تأجيج الحرب، بل على العكس تماما، يستجيب القائد حميدتي لأي مبادرة جادة للتفاوض، فقد كنا أول من حضر إلى مفاوضات جدة، وأيدنا مبادرة "الإيقاد" ووقعنا على وثيقة المنامة، كما حضرنا مسرعين إلى اتفاقية جنيف الأولى والثانية، ولم يحضر الجيش.
وكل ذلك بغرض تحقيق حماية المدنيين ورفع المعاناة عنهم عبر الوصول إلى هدنة عاجلة نتمنى أن تتحول إلى وقف دائم لإطلاق النار يوفر للسودانيين فرصة أن يسترجعوا أنفاسهم، ويجلسوا للحوار لتشكيل دولة يجد الجميع أنفسهم فيها.
المواطنون في الفاشر لا يختلفون عن المواطنين في مناطق سيطرة الجيش، برغم أن البرهان يقول ويتصرف بغير ذلك تماما، فقد منع وصول الإغاثة إلى 72% من السودان؛ لأنها تقع تحت سيطرة الدعم السريع، كما قام بقصف المصانع والجسور والمستشفيات والأسواق بالطائرات دون هوادة، وسقط عشرات الآلاف من المدنيين قتلى وجرحى.
كل ما نطلبه أن يتوقف البرهان والجيش عن التصرفات العدائية، ولا مانع لدينا أمام فتح باب لقوات البرهان المتبقية بالخروج من الفاشر بأمان، وقد وفرنا مسارات آمنة من قبل لأسر الضباط والجنود، كما حدث في سلاح المهندسين في الخرطوم في مبادرة لا تقوم بها إلا قوات تتمتع بقدر كبير من المسؤولية والقيم الإنسانية والأخلاقية الرفيعة.
لقد وعد الوسطاء في جنيف أن يستمروا في بذل الجهود لمواصلة المفاوضات والوصول إلى سلام. ونحن نصطف معهم في هذه الدعوة، لكن يبدو أن المعضلة الحقيقية هي رفض البرهان قبول آليات للرقابة تحدد حقيقةً من الذي يرتكب الانتهاكات، ويسعى إلى تجويع الناس ومنع وصول الإغاثة، ويعمل بهمة لتدمير البنية التحتية ومراكز خدمات المواطنين.
نحن نعتقد أن حكومة البرهان فقدت السند الدولي وكذلك الجماهيري بعد أن تكشف للعالم الزيف الذي كانوا يتدثرون به والأكاذيب التي كانوا يطلقونها حول الدعم السريع وقادته بأننا لا نريد السلام.
وباتت تلك الحكومة فاقدة تماما للمصداقية، وتناور في مساحات ضيقة جدا، وكل ذلك مبشر بخضوعها العاجل لرغبة محبي السودان في توصل بلادنا إلى السلام.
قوات الدعم السريع كانت ولا تزال مؤسسة عسكرية قومية وطنية تقف من الجميع على مسافة واحدة.
لقد كانت "الدعم السريع" دوما جناح الجيش السوداني، بينما كان الجناح الثاني هو القوات المسلحة السودانية بقيادة "البرهان" اليوم، والآن وقد انشق الجيش، لا سبيل إلا في النظر إلى أسباب هذا الانقسام ومحاولة معالجتها جذرياً.
لقد كانت هناك على ما يبدو دوما عقيدتان يتنازع عليهما الجيش والمجتمع السوداني عموما، عقيدة تنادي بالتغيير والذهاب تجاه احترام التنوع الثقافي والعرقي في السودان، وآخرون يعتقدون أن الأمر يمكن أن يمضي كما كان في نفس الطريق.
وعلى البرهان أن يختار إما أن يكون جزءا من الحل أو طرفا للسرطان الذي سوف نستأصله طال الزمن أم قصر.
اليوم نشعر بأن هناك تفهما أعمق من المجتمع الدولي حول قضية السودان بعدما تكشفت الحقائق بالأدلة أمامهم لما يحدث في السودان، وبات المجتمع الدولي في اعتقادنا أكثر تماسكا حول قضيتنا التي هي قضية الشعب السوداني.
قوات الدعم السريع وجنودها جزء لا يتجزأ من الشعب السوداني، وليس اعتباطيا أن جنودنا بلغوا مليون مقاتل اليوم، وهذا بعكس تأييد شعبي كبير لما نقوم به، ولن نتخلى عن مسؤولياتنا التي أقسمنا عليها عندما تأسست قوات الدعم السريع قبل 10 أعوام، وهي حماية الشعب السوداني وأراضيه.