18 قتيلاً وعشرات الجرحى في قصف على مدرسة تؤوي نازحين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

logo
العالم العربي

بعد رفض محادثات جنيف.. هل تلجأ واشنطن لسياسة "الترهيب" ضد البرهان؟

بعد رفض محادثات جنيف.. هل تلجأ واشنطن لسياسة "الترهيب" ضد البرهان؟
البرهان يحضر حفل تخرج قرب بورتسودانالمصدر: أ ف ب
15 أغسطس 2024، 7:21 ص

توقع ساسة سودانيون لجوء واشنطن لسياسة "الترهيب" مع قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وحلفائه، بعد رفضه المشاركة في محادثات جنيف التي دعت إليها الخارجية الأمريكية، لحل الأزمة السودانية. 

وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان، توم برييلو، كشف مؤخرًا خيارات أخرى لواشنطن يمكن أن تدفع إلى إنهاء العنف في البلاد، وذلك على خلفية رفض البرهان التعاطي مع المساعي الأمريكية لبدء مفاوضات لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.

 وكانت الخارجية الأمريكية دعت، الخميس الماضي، أطراف النزاع في السودان إلى الانخراط في محادثات جنيف، للتوصل إلى حلول سلمية تُنهي الحرب في السودان، وسط تأكيد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أنه لا يمكن أن يكون هناك نصر عسكري لطرف في هذه الحرب، وأن كل يوم يمر يضيف مأساة أخرى للشعب السوداني، معربًا عن أمله في أن تقرّر القوات المسلحة السودانية المشاركة في المحادثات بعد أن وافقت قوات "الدعم السريع" على الحضور.

أخبار ذات علاقة

سيناريوهات "مخيفة" تنتظر السودان.. هل "أجهض" البرهان محادثات جنيف؟

 سياسة "العصا"

ويذهب عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، علاء عوض نقد، إلى أن مماطلة البرهان و"الإسلاميين" في حضور مفاوضات جنيف في ظل تفاعل "الدعم السريع" مع الدعوة، سيقابله توجه أمريكا نحو استخدام سياسة "العصا" مع الجيش وحلفائه.

ويضيف نقد، أن هذه السياسة تكمن في شقين، الأول من خلال الاتفاق مع "الدعم السريع" على دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تسيطر عليها، وعدم التعامل مع حكومة "الأمر الواقع" في هذا الصدد، في إشارة إلى سلطة "البرهان"، ما يضع الأخير تحت ضغوط أكبر.

 ويوضح نقد في تصريح لـ"إرم نيوز" أن الشق الثاني يكمن في فرض عقوبات، وهو الأمر الذي ستظهر ملامحه بشكل كبير مع تطبيق سياسة إدخال المساعدات من خلال "الدعم السريع" دون التعاون مع حكومة البرهان.

 ولفت نقد إلى أن عدم مشاركة البرهان في مفاوضات جنيف بحضور الدول المؤثرة و"الإيغاد" والاتحاد الأوروبي، يفضح موقف حكومة "الأمر الواقع" بشكل علني للمجتمع الدولي، الذي عانى "ضعف نظر"، على حد وصفه، في رؤية ما يتعرض له السودان وأهله من حروب ومجاعات بسبب تعنت البرهان وحلفائه، وانسحاباته المتكررة من المفاوضات.

وذكّر نقد بانسحاب "القوات المسلحة" من الجولة الأولى من مفاوضات جدة، وعدم الإيفاء بإجراءات بناء الثقة، وتوالي انسحاب "الجيش" من عدة منابر أو تعطيلها، ليكون الرد الذي جاء مؤخرًا على حضور مفاوضات جنيف من خلال "الخارجية" السودانية "المختطفة" على حد قوله من "الإسلاميين" بالرفض؛ ما يوضح الرغبة في العودة إلى السلطة على حساب وحدة البلاد ودماء الشعب.

بين الترغيب والترهيب

ويتفق المختص في الشأن الأمريكي هاني مكادي، مع ما قاله "نقد" بصيغة "الترهيب والترغيب"، مشيرًا إلى أن واشنطن تستخدم حتى الآن "الترغيب" في التعامل مع "البرهان" وحلفائه "الإسلاميين" في السودان، في ظل ما وصلت إليه البلاد، ورفض الدخول في أي مفاوضات خوفًا من خروجهم من المعادلة في السودان.

وأشار مكادي إلى أن واشنطن، حتى فترة قريبة، تتعامل عبر قنواتها مع البرهان على أن هذه المفاوضات قد تأخذ الأوضاع إلى عملية سياسية تضمن مشاركة الجميع في السلطة في الفترة المقبلة، وهو ما يرفضه البرهان، ليكون المنتظر هو سياسة "الترهيب".

وأوضح مكادي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن سياسة "الترهيب" تكمن في عدة طرق في صدارتها فرض عقوبات على الجيش السوداني وأيضًا مع مصالح "الإسلاميين" السودانيين الاقتصادية التي لها وُجود ونشاط في بضع نقاط خارج السودان، بالإضافة إلى فرض حظر جوي على الطيران التابع للقوات الجوية للجيش السوداني، فضلًا عن مسارات أخرى قد تعطي أفضلية لقوات "الدعم السريع" أكثر مما هي عليه في المرحلة المقبلة.

أخبار ذات علاقة

ما خيارات واشنطن لدفع البرهان إلى الحوار وإنهاء حرب السودان؟

 جدية واشنطن

فيما يرى عضو المؤتمر التأسيسي لـ"تقدم"، بله مسعود، أن تعامل الإدارة الأمريكية مع ضرورة إتمام محادثات "جنيف" يتحدث عن مؤشرات بأنها جادة في التعامل مع الأزمة السودانية.

وأضاف بله في تصريح لـ"إرم نيوز" أنه بات مكشوفًا للإدارة الأمريكية، ما يقوم به نظام "الحركة الإسلامية" من تحد لواشنطن للاستمرار في السلطة، وذلك بممارسة ضغوط تتعلق بفتح المجال للوُجود الروسي ثم الإيراني في السودان، لا سيما على سواحل البحر الأحمر.

ويخلص بله، إلى أن "البرهان يستخدم السودان ليكون ساحة مواجهة دولية بين أمريكا وروسيا وإيران، وتحويل أرض السودان إلى منطقة صدام دولي، مدركًا أهمية البحر الأحمر في ظل التوتر الدولي القائم والدفع بهذا التوجه لصالح بقائه كقوة في السودان".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC