وكالة: الدفاعات الجوية السورية تتصدى لأهداف معادية في أجواء ريف حمص الغربي
سلّط المحلل الأمني والخبير الإستراتيجي أحمد صالح خلف، الضوء على الرد المتوقع من قبل إيران ووكلائها ضد إسرائيل على اغتيالاتها الأخيرة في طهران وبيروت، بالإضافة إلى توقيته وكيفيته، لافتا إلى أن تصعيد ميليشيا "حزب الله" لهجماته جزء من رد طهران.
وكانت إيران توعدت بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران قبل نحو 10 أيام، وتوعدت ميليشيا حزب الله بالرد على اغتيال رئيس أركانها فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ووفق الخبير أحمد صالح خلف، فإن "الهجمات النوعية الأخيرة التي شنتها ميليشيا حزب الله على أهداف في العمق الإسرائيلي قد تشكل بوادر أولية لسيناريو الرد والنهج الذي ستتبعه إيران وحزب الله تحديدًا في تنفيذ تهديداتها".
وقال إن "إيران تواجه تحديات إستراتيجية في رسم سيناريو الرد الأقل ضررًا، والذي يحفظ ماء الوجه لها، وبالوقت نفسه يجنبها الدخول في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، ومن خلفها الولايات المتحدة".
وأضاف: "من الواضح أنها أعطت الضوء الأخضر لحزب الله للبدء في رفع وتيرة العمليات، وتنفيذ ضربات غير مسبوقة من حيث كثافتها والمواقع التي تستهدفها".
وأشار إلى أنه "بتحليل الموقف الحالي يستنتج أن بدء حزب الله بعملية الرد، سيقود إلى "تخفيف الضغط عن إيران؛ نظرًا لتأخر عملية الرد، حيث تُعدُّ الميليشيا اللبنانية والهجمات التي تشنها ضد إسرائيل جزءًا لا يتجزأ من سيناريو الرد الإيراني".
وأردف أن إيران تظهر "جدية نياتها بالرد أمام الولايات المتحدة والأطراف المعنية، ما سيوجد أرضية أوسع لعمليات التفاوض التي تجري بين إيران وأمريكا خلف الكواليس".
وأشار إلى أنها تقدم "حزب الله قربانًا للضربات الإسرائيلية الاستباقية المحتملة عوضا عن استهداف إيران مباشرة".
وتابع خلف: "لا يمكن عدُّ استهداف ميليشيا حزب الله لإسرائيل، اليوم، بعشرات المسيّرات نحو الجولان والجليل ومناطق ما بعد صفد لأول مرة وصولًا إلى استهداف مهبط (روش بينا) قرب صفد عملية جس نبض، أو اختبار منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، ولكنها تشكل في حقيقة الأمر بداية لعملية الرد من قبل إيران وحزب الله تحديدًا".
وعدَّ هذا الأمر يقود إلى توقع "أن إيران وأذرعها في المنطقة اختارت سيناريو مختلفًا عن هجمات الثالث عشر من أبريل الماضي، والذي اكتفت فيه إيران بتوجيه ضربة واحدة مباشرة باتجاه إسرائيل".
وأردف: "السيناريو الأقرب للحدوث هو توجيه ضربات متعددة من عدة جبهات بتوقيتات مختلفة ومتفاوتة على مدار أيام، وقد تصل إلى أسابيع، استمرارًا للنهج الذي يتبعه حزب الله، طوال الأشهر الماضية، منذ بدء حرب غزة".
وبين الخبير الإستراتيجي أن: "اشتداد الضربات النوعية وغير المسبوقة المباشرة واستمرارها من جبهة حزب الله وقواعد إيران في سوريا أيضًا ضد أهداف في الداخل الإسرائيلي قد يعفي إيران (من وجهة نظرها) من ضرورة توجيه هجمات وضربات مباشرة ضد إسرائيل من الأراضي الإيرانية في حال تمكنت إيران من إمداد ميليشياتها وتزويدها بالأسلحة والصواريخ النوعية اللازمة لإحداث قوة في الهجمات مغايرة للهجمات السابقة التي كانت تشنها أذرعها في المنطقة بالوكالة عنها".
واستكمل حديثه: "عليه يبدو أن الخيار الإيراني يتجه إلى أن تقديم حزب الله رأسَ حربة في عملية الرد، والذي يعد الذراع الإيرانية الأبرز في المنطقة والأقوى تسليحًا، والأكثر تهديدًا لإسرائيل على حدودها الشمالية، وسينخرط هذه المرة انخراطًا كبيرًا ومباشرًا في عمليات الرد المنتظرة".
خيارات إسرائيل
وحسب المحلل الأمني أحمد صالح خلف، فإنه "حال اتضاح معالم سيناريو الرد الإيراني بالشكل الذي أشرنا إليه، فقد تذهب إسرائيل إلى أحد الخيارات الآتية أولها: "الدخول في مواجهة مباشرة مع حزب الله".
وأشار إلى أن "هذا الخيار قد يفرض على إسرائيل قبول نتائج وقف مفاوضات إطلاق النار في غزة للتفرغ للجبهة الشمالية مع حزب الله، حتى لو أعلن وقف عملياته في هذه الحالة، ذلك أن بنيامين نتنياهو وحكومته يعدُّون حزب الله يشكل التهديد الأكبر لإسرائيل".
أما السيناريو الآخر هو "استمرار الأوضاع على ما هي عليه من خلال استمرار العمليات والهجمات المتبادلة مع حزب الله، مع استمرار الحرب على غزة، ورفض وقف إطلاق النار".