صافرات الإنذار تدوي في شمال النقب بعد الاشتباه بتسلل طائرة مسيرة
أكد محللون سياسيون وعسكريون أن التنسيق العسكري الأمريكي الإسرائيلي مستمر وعلى أشده، رغم ما يُشاع أحيانًا عن تباين المواقف السياسية بين الحليفين حول أولوية وقف الحرب في قطاع غزة ولبنان.
ومع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية على عدة جبهات في المنطقة، تبرز في الأوساط السياسية الإقليمية تساؤلات حول حدود التنسيق بين تل أبيب وواشنطن، وفيما إذا كانت واشنطن لا تمانع بقيام حليفتها بخطوات تصعيدية ربما تنذر باشتعال حرب إقليمية.
وبخصوص ملف العلاقة بين واشنطن وتل أبيب وحدوده في المستقبل القريب، حاولت "إرم نيوز" الإجابة عنه عبر معرفة حدود المسارات العسكرية من جهة والسياسية من جهة أخرى، وفيما إذا كان هناك تباين حقيقي بين الحليفين أو توزيع للأدوار.
في المسار العسكري قال العميد المتقاعد من الجيش الأردني ضيف الله الدبوبي، إنه "لا يمكن لواشنطن أن تترك تل أبيب وحيدة في ميدان جبهات الحروب، التي تشهدها المنطقة".
أشار لـ"إرم نيوز"، إلى أنه من الملاحظ "أن مختلف المسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية يتحدثون بالنسق نفسه، وكأنها نشرة موزعة عليهم بأن أمن إسرائيل فوق كل اعتبار وأن من حقها الدفاع عن نفسها".
وبيّن العميد المتقاعد الدبوبي أن "بعد كل المجازر التي ارتكبتها إسرائيل يقول الأمريكان: "لإسرائيل الحق بالدفاع عن النفس"، وهو ما يؤكد مدى الترابط العضوي بين الجانبين، بحد تعبيره.
وأضاف أنه رغم ما يشاع أحياناً عن تباين المواقف السياسية بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول أولوية وقف الحرب في غزة ولبنان، إلا أن التنسيق العسكري بينهما لا يتوقف وهو على أشده.
ولفت العميد المتقاعد الدبوبي إلى أن هناك فرقاطات عسكرية أمريكية تتحرك باستمرار نحو الشرق الأوسط لمساندة إسرائيل بوجه أي خطر إيراني محتمل، مؤكدًا أن المنطقة العسكرية الوسطى الأمريكية المسؤولة عن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على علم وتنسيق بخصوص الغارات الإسرائيلية مؤخراً على ميناء الحديدة في اليمن.
ومضى قائلًا: "بخصوص الضربات المتوالية على حزب الله وآخرها، التي أدت إلى مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، فإن واشنطن على الأقل كانت على علم بتلك العملية إن لم تكن مشاركة بها أو قدمت المشورة والنصح بشأنها".
ونوه العميد المتقاعد الدبوبي إلى أن "هناك عشرات الخبراء العسكريين الأمريكان يقيمون في تل أبيب منذ أحداث السابع من أكتوبر من أجل تنسيق العمليات بين واشنطن وتل أبيب".
على الجانب السياسي يقول عضو البرلمان الأردني الأسبق جعفر الربابعة، إن التنسيق الأمريكي الإسرائيلي لم يتوقف لحظة منذ أحداث السابع من أكتوبر، ومن قبل فإن العلاقة بينهما ماثلة للجميع ولا تحتاج إلى تأكيد مستوى الترابط والتنسيق الهادف إلى جعل إسرائيل شرطي المنطقة الأول على حساب إيران.
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أنه "علينا أن نتذكر فقط ما قاله الرئيس الأمريكي جو بايدن أثناء زيارته التضامنية مع إسرائيل بعد أسبوع من أحداث السابع من أكتوبر، فقد قال بصريح العبارة "لو لم تكن هناك إسرائيل لعملنا على إقامتها".
واعتبر الربابعة أن قول بايدن وحده "كفيل بشرح وإيضاح شكل العلاقة بين الحليفين، حيث القوة الأمريكية تمد إسرائيل بكل أدوات الردع في المنطقة، فيما تقوم تل أبيب بدور الوكيل أو الشرطي الضابط لإيقاع المنطقة والمشرف على المصالح الأمريكية".
وبيّن أن "حديث بايدن يعكس موقف مراكز القوى في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى ذات الجانب رأينا كيف تسابق معه المرشح الجمهوري دونالد ترامب في محاولة كسب تأييد اليهود بانتخابات الرئاسة المقبلة حين قال إن "مساحة إسرائيل تبدو صغيرة على الخريطة، ولطالما فكّرت في كيفية توسيعها".
ولفت الربابعة إلى أن "هناك معادلة واضحة في المنطقة تفيد بوجود حلف داعم لإسرائيل على رأسه الولايات المتحدة ودول غرب أوروبا، وحلف إيران وما يتبعه لها من أذرع في مختلف الجبهات".
ومضى قائلًا: "حلف عربي يغيب عنه التنسيق والمشروع الواضح، وهو الذي يجب دعمه اليوم لما يمثله من صوت عقل واعتدال ولا يتاجر بالشعارت كما فعلت إيران، وهو حلف بإمكانه مواجهة مشروع توسع إسرائيل بعدة طرق عبر فرض طوق اقتصادي طارد لإسرائيل في حال تمسكت بنهج القوة الذي يتسيد المشهد اليوم".