ميليشيات عراقية تعلن مهاجمتها بالمسيّرات "هدفا حيويا" في إيلات
تشير معطيات الصراع في غزة، وتفاصيل المفاوضات الجارية إلى أن العقبات التي تعترض التوصل إلى "اتفاق لوقف الحرب" ليست مجرد نقاط خلاف يمكن التوافق عليها في أمد قريب، بل إنها في صدارة الأهداف التي يسعى كل طرف إلى تحقيقه، ومن دون ذلك سيكون مهزومًا.
تلك العقبات تختصر باثنتين، إحداهما تتعلق باعتراض إسرائيلي على قائمة الأسرى الذين تطالب بهم حماس، يقابله اعتراض على إصرار إسرائيل بإبقاء سيطرتها على مناطق في قطاع غزة، خاصة محور صلاح الدين (فيلادلفيا) الفاصل بين قطاع غزة ومصر، فهل يمكن التوصل لاتفاق بشأنهما؟
رمز السيطرة
إصرار الحكومة الإسرائيلية على السيطرة على محور فيلادلفيا، يأتي من أهمية المحور الذي يمتد على طول 14 كيلومترًا ويفصل غزة عن مصر، إذ تقول إسرائيل إن السلاح يصل إلى حماس عبر ذلك المحور، وهو ما نفته مصر بشدة، واستنكرت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن التمسك بالمحور.
وكان نتنياهو أعلن أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من المحور، وشبّهه بأنه "شريان الحياة" لحماس.
ويثير الإصرار الإسرائيلي قضية أخرى تتعلق بالمعاهدة بين مصر وإسرائيل، وفي هذا السياق نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصدر مصري رفيع المستوى، أنّ "مصر تجدد تأكيدها على ثوابت أي اتفاق للسلام ومحدداته، وفي مقدمتها رفض الوجود الإسرائيلي بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح رفضًا قاطعًا".
ورغم الجدل والخلافات التي أثارتها التصريحات حتى ضمن الحكومة الإسرائيلية ذاتها، فإن ما يُسَرَّب عن بنود الاتفاق الجديد لا توحي أن إسرائيل ستغادره، فالبنود تشير إلى انسحاب إسرائيل من "المناطق المأهولة"، وهو ما لا يشمل فيلادلفيا، حين التنفيذ.
عقود في السجن
تطالب حماس بإطلاق أسرى صار بعضهم رموزًا بالنسبة للفلسطينيين، وصدرت بحقهم عدة أحكام بالسجن المؤبد، وكثيرون منهم قضوا عقودًا في السجون الإسرائيلية، وبينهم من مضى على اعتقاله 45 عامًا، (نائل البرغوثي الذي يعد أقدم أسير في العالم).
قائمة حماس، تضم أسرى سبق أن طالبت بهم في مفاوضات سابقة، وفي المفاوضات الراهنة، كانت إسرائيل تصر على عدم إطلاقهم، وبينهم شخصيات فلسطينية لا تنتمي لحماس، مثل مروان البرغوثي، المتهم بقيادة "كتائب شهداء الأقصى" الجناح العسكري لحركة فتح، وأحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية.
أبرز الأسرى:
محمود عيسى، المعتقل منذ نحو 31 عامًا، حُكم عليه بالمؤبد 3 مرات ومتهم بخطف جندي إسرائيلي وقتله، بعدما حاول إنجاز صفقة تبادل مع أسرى فلسطينيين كان على رأسهم مؤسس حماس أحمد ياسين.
الأخوان معاذ وعثمان بلال: اعتقلا عام 1995 بتهم تنفيذ عمليات أدت إلى مقتل عشرات الإسرائيليين.
عبد الله البرغوثي: اعتقل عام 2003، ويُعد صاحب حكم "تاريخي"؛ إذ حكمت عليه إسرائيل بالسجن 5200 سنة، وبحقه 67 حكمًا بالمؤبد، بتهم عمليات أدت إلى مقتل إسرائيليين.
الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات: اقتادته قوة إسرائيلية من سجن يتبع السلطة الفلسطينية في أريحا، وحكم عليه 30 عامًا سجنًا عام 2006، وذلك بتهمة المسؤولية عن عملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي التي نفذتها الجبهة عام 2001.
محمد الطوس: قيادي في فتح معتقل منذ 1985.
ومنهم أيضًا من يُعرفون بأسرى عملية "نفق الحرية"، وهم 6 أسرى ينتمون إلى حركتي فتح، والجهاد الإسلامي، تمكنوا من الخروج من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة، عبر نفق حفروه بأدوات بسيطة عام 2021، قبل أن يعاد اعتقالهم.
هل يوجد أفق لاتفاق؟
لا بوادر حتى الآن تشي بأن الطرفين قد يتوصلان لاتفاق بشأن عقبتي التفاوض، خاصة مع التسريبات التي ذكرت أن الولايات المتحدة تدرس إمكانية إجراء "صفقة أحادية الجانب" مع حماس، بشأن المختطفين الأمريكيين لديها.
نفذت حماس ما عرف بـ"طوفان الأقصى" كي تستعيد أسراها، وهي بالتالي ستخسر الحرب إن لم تستعدهم، على حين اجتاحت إسرائيل غزة كي "تقضي على حماس" وتضمن "أمن إسرائيل" وهو هدف لا يتحقق إلا بالسيطرة على القطاع، أو على النقاط المهمة فيه، بالتالي فهي تخسر إن خرجت من القطاع من دون ذلك.