أدان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، واصفاً إياها بـ"العدوان الجديد".
وفي تصريح أدلى به من نيويورك، أكد ميقاتي أن هذه الهجمات تثبت أن "العدو الإسرائيلي لا يأبه لكل المساعي والنداءات الدولية لوقف إطلاق النار"، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في "ردع هذا العدو ووقف طغيانه وحرب الإبادة التي يشنها على لبنان".
وأكد ميقاتي أن الغارات الأخيرة تمثل "انتهاكًا واضحًا للسيادة اللبنانية"، وأن استمرار إسرائيل في شن الهجمات على لبنان يتطلب موقفًا حازمًا من المجتمع الدولي.
وطالب الأمم المتحدة وجميع القوى الكبرى بالتدخل الفوري لوقف ما وصفه بـ"حرب الإبادة" التي تتعرض لها بلاده، داعيًا إلى تحمل المسؤولية تجاه حماية المدنيين والبنية التحتية في لبنان.
جاءت الغارات الإسرائيلية بعد تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، حيث استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية عدة مواقع في الضاحية الجنوبية أبرزها القمر الرئيسي لحزب الله.
ووصف مراقبون هذه الغارات بأنها الأقوى منذ حرب يوليو 2006، حيث شملت مناطق تمتد من أطراف مخيم برج البراجنة إلى محيط مطعم الساحة وصولاً إلى منطقة حارة حريك.
وأدت الغارات إلى دمار كبير وانهيار عدد من المباني، وأعلن الصليب الأحمر اللبناني عن توجيه 10 فرق طوارئ إلى مكان الهجمات لتقديم المساعدة والإغاثة.
وقد جاءت هذه التطورات في ظل تزايد التصعيد بين حزب الله وإسرائيل بعد سلسلة من الأحداث والتوترات على الحدود الجنوبية للبنان، مما ينذر باحتمال اندلاع مواجهة واسعة النطاق في المنطقة.
من جهتها، رفعت إسرائيل حالة التأهب تحسبًا لإمكانية رد من حزب الله على الهجمات.
كما أفادت تقارير بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، غادر مؤتمرًا صحفيًا في الأمم المتحدة فور تلقيه تحديثًا عن الغارات، مما يشير إلى خطورة الوضع.
وأثار هذا التصعيد موجة من القلق في الأوساط الدولية، وسط دعوات لتهدئة الأوضاع ومنع انزلاق المنطقة نحو صراع مفتوح.