كشف المسؤول السابق في جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، ميخا كوبي، الذي كان أحد المحققين مع رئيس المكتب السياسي لحماس، يحيى السنوار، داخل السجون الإسرائيلية، تفاصيل جديدة عن أسلوب حياة زعيم الحركة السري.
وقال كوبي إن "وجود السنوار داخل أنفاق غزة تحت الأرض، يجعله قريبًا من أفراد عائلته الذين يشكلون جدارًا منيعًا حوله، ومما لا شك فيه أن السنوار يستمع إلى وسائل الإعلام والقنوات التلفزيونية الإسرائيلية، ويجمع مزيدًا من المعلومات الاستخباراتية المرئية، ويسعد عندما يرى خلافات داخل إسرائيل"، بحسب صحيفة "معاريف" العبرية.
وأضاف أن "السنوار يفهم اللغة العبرية جيدًا، ويستمع إلى الراديو، ويشاهد التلفاز، وبالتالي يتلقى أدق تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية، ويتحقق من المعلومات التي يتلقاها، والتقارير في وسائل الإعلام تزوده بالمعلومات الاستخبارية، ما يسهل عليه مسألة السيطرة على مقاتليه وإدارتهم في الوقت الحقيقي".
وتابع أنه "عندما يسمع السنوار التقارير الخاصة بعدد القتلى من صفوف حماس في مختلف مناطق القطاع، فهو يعرف كيف ينشط عملائه في الوقت المناسب، ولو أنه لم يكن لديه أي معلومات عما يحدث من وسائل الإعلام الإسرائيلية، لكان من الممكن أن يرتكب أخطاء كثيرة".
وبحسب كوبي: "يعتمد السنوار على أقرب الموالين له للتواصل مع كبار مسؤولي حماس، بمن في ذلك المقيمون في قطر، وتُمَرَّر قراراته بين المبعوثين، لذلك يستغرق الأمر يومين أو ثلاثة أيام كي نتلقى جوابه السلبي على مُقترح صفقة الرهائن منذ بداية الحرب، وأعتقد أن السنوار غير مهتم بإبرام صفقة الرهائن".
وخلال الأشهر الأولى من اندلاع الحرب في غزة، تمكنت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية من اعتراض بعض المكالمات الهاتفية لزعيم "حماس"، الأمر الذي كشف أنماط حياة السنوار، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وبحسب التقرير، يقدر مسؤولون داخل أجهزة الاستخبارات والجيش الإسرائيلي أنه عُثر على السنوار داخل شبكة أنفاق تحت مدينة غزة حيث اختبأ مع عائلته.
وخلال مداهمة شنها الجيش الإسرائيلي على أحد الأنفاق، اكتشف جنود الجيش مقطع فيديو الْتُقِطت، يظهر السنوار وعائلته وهم يفرون إلى مخبأ آخر، يقع أيضًا تحت مدينة غزة.
ويعتقد مسؤولو الاستخبارات الإسرائيلية أن السنوار بقي تحت الأرض مع عائلته خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب في غزة على الأقل.
وبحسب التقرير، استمر السنوار في استخدام الهواتف المحمولة التي تعمل عبر الأقمار الصناعية، التي كانت متاحة له بفضل الشبكات الخلوية المثبتة في الأنفاق، وكان يتحدث من حين لآخر مع كبار مسؤولي حماس في الدوحة.
وكانت هذه المحادثات مراقبة من قبل وكالات التجسس الأمريكية والإسرائيلية، ولكنها لم تتمكن من تحديد موقعه تحديدًا دقيقًا، وفق التقرير.