إعلام إسرائيلي: نتنياهو يجري مشاورات الليلة لبحث الرد على الهجوم الإيراني
تتواصل الشكوك حول مصير محادثات جنيف المقررة من أجل وقف الحرب السودانية؛ بسبب عدم تأكيد مشاركة الجيش السوداني الذي يشهد صراعات داخلية، فيما رأى خبراء أن الجيش في نهاية المطاف سيشارك في المحادثات.
وحتى اليوم، يلوذ الجيش السوداني بالصمت حيال الدعوة الأمريكية لبدء محادثات مع قوات الدعم السريع في جنيف من أجل وقف إطلاق النار، على الرغم من قرب الموعد المقرر، وسط مخاوف من عرقلة صراعاته الداخلية جولة المحادثات المرتقبة.
وكانت الخلافات احتدمت داخل معسكر الجيش السوداني فور إعلان الولايات المتحدة دعوتها طرفي الحرب في السودان إلى جولة محادثات جديدة تبدأ في جنيف في الـ14 من الشهر الجاري.
ومن جهتها بادرات قوات الدعم السريع للترحيب بالدعوة منذ وقت مبكر، وأعلنت مشاركتها في المحادثات.
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أبوعبيدة برغوث، قال إنه "رغم الخلافات فإن الجيش لا خيار أمامه سوى الاستجابة للدعوة الأمريكية والذهاب إلى المفاوضات في جنيف".
وأشار برغوث في تصريح لـ"إرم نيوز" إلى أن المجتمع الدولي قدم إغراءات وضغوطًا في شكل "جزرة وعصا" ضيقت خيارات الجيش، وأنه لن يجد غير تلبية الدعوة مهما تأخر رده.
ولفت إلى تراجع حِدة التصريحات الرافضة للتفاوض بعد أن كانت عالية النبرة في بداية إعلان الدعوة، إذ حاولت مجموعة النظام السابق الضغط لتقديم الدعوة باسم الحكومة بدلًا من الجيش، ولكنها فشلت في ذلك ولاذت بالصمت.
وأضاف برغوث أنه "في حال ارتفاع صوت المجموعات المتطرفة داخل الجيش وضغطها لرفض الاستجابة للمحادثات، ستكون الخيارات مفتوحة أمام المجتمع الدولي، وربما يتدخل لحماية المدنيين وحقوق الإنسان، والقبض على المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية".
وأكد أن "هذه خيارات ليست في مصلحة المجموعات المتطرفة من أنصار النظام السابق داخل معسكر الجيش".
وكان السياسي السوداني مبارك الفاضل، وهو أحد أبرز الداعمين لمعسكر الجيش السوداني، قد تراجع عن موقفه المتطرف من الحرب، وبدأ يدعو لضرورة الذهاب إلى جنيف لحضور المحادثات مع قوات الدعم السريع.
وقال في تدوينة على منصة "إكس" الأربعاء إن "الذين يدعون الفريق البرهان إلى عدم تلبية دعوة التفاوض في جنيف يقفون ضد السلام، ولا يكترثون لحال الشعب السوداني، بل يعرضون الجيش والوطن لمخاطر جمة".
من جهته يرى المحلل السياسي، علاء الدين بابكر، أن الولايات المتحدة بدت أكثر جدية من أي مرة سابقة حيال محادثات جنيف المقبلة، إذ أعلنت أن المحادثات ستكون بحضور الأطراف الخارجية جميعها التي لها علاقة بالأزمة السودانية.
وقال لـ"إرم نيوز" يوجد تباينات حول الدعوة الأمريكية داخل الجيش السوداني بسبب تعدد مراكز اتخاذ القرار فيه، مرجحًا صعود الخلافات الداخلية إلى العلن خلال الأيام المقبلة.
وأوضح أن القرار داخل الجيش يتوزع بين ثلاثة مراكز هي "جماعة الإسلاميين من أنصار النظام السابق، والعساكر المهنيون، والجنرالات الطامحون في السلطة ممثلين في قادة الجيش الحاليين الذين يريدون أن يستمروا في السلطة بأي شكل".
وتوقع بابكر أن يذهب الجيش إلى محادثات جنيف، مهما تأخر رده على الدعوة؛ لأنه على الأرض يتراجع ميدانيًّا، ويفقد مواقع سيطرته لصالح قوات الدعم السريع، وبدأ يفقد حلفاءه، وبعض الدول تطابقت مواقفها مع واشنطن.
وكانت مصادر متطابقة قالت لـ"إرم نيوز"، إن الخلافات احتدمت داخل معسكر الجيش منذ إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن تقديم الدعوة إلى طرفي الصراع في السودان لبدء لوقف إطلاق النار في 14 أغسطس/ آب الجاري في سويسرا.