مع انتهاء الهدنة الخامسة.. ما فرص نجاح مبادرة "إيغاد" لحل الصراع في السودان؟

مع انتهاء الهدنة الخامسة.. ما فرص نجاح مبادرة "إيغاد" لحل الصراع في السودان؟

تنتهي مساء اليوم الأحد الهدنة الخامسة بين طرفي الصراع في السودان، الجيش وقوات الدعم السريع، والتي جاءت كجزء من مبادرة طرحتها منظمة "إيغاد" الأفريقية لحل الأزمة في البلاد.

ورغم الهدنة فقد تواصلت الاشتباكات بين الطرفين، وتبادلا الاتهامات بخرقها، مع دخول المعارك أسبوعها الثالث.

مبادرة "إيغاد" لتسوية الصراع شملت أيضاً إيفاد ممثلين عن القوات المسلحة وقوات الدعم السريع إلى جوبا عاصمة جنوب السودان، لإجراء محادثات مباشرة.

وبموجب المبادرة، تخطط "إيغاد" إلى إرسال رؤساء ثلاث دول أفريقية إلى السودان في أقرب وقت ممكن لإجراء مصالحة بين طرفي الصراع هناك، وقد وافقت المنظمة على إرسال قادة كينيا وجنوب السودان وجيبوتي إلى الخرطوم، بانتظار تحسن الوضع الأمني هناك.

وقد أعلن طرفا الصراع وهما الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبولهما بالمبادرة، وأمام هذا المشهد الذي يبدو بالغ التعقيد، ما هي فرص نجاح المبادرة؟، وما هي التحديات التي قد تقف عائقاً في تحقيق نتائج ملموسة على الأرض؟.

لا يمكن تعليق آمال كبيرة على هذه المبادرة، في ظل غياب أدوات ضغط حقيقية على طرفي الصراع
أستاذ العلوم السياسية د. خالد شنيكات

مناخ تصعيد لا تهدئة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عامر السبايلة أن السودان اليوم في مرحلة تصعيد دموية لا مرحلة تهدئة، مشيراً إلى أن المبادرات السياسية قد تحظى بقبول مبدأي، إلا أنها تفشل لاحقاً دون تطبيق.

ويضيف في حديث مع "إرم نيوز" أنه منذ بدء الصراع في السودان لم تنجح أي هدنة بين الطرفين، إذ يجد كل منهما في الهدنة فرصة لكسب الوقت وتحقيق مكاسب على أرض الواقع.

ويتابع السبايلة أن المناخ السياسي في السودان في المرحلة الحالية، مناخ حرب وتصعيد، قد يقود إلى حدوث تقسيم في البلاد، وبالتالي تبدو فرص تحقيق حل سياسي للأزمة ضئيلة.

ويقول السبايلة إن نفوذ منظمة "إيغاد" نفوذ دبلوماسي، مؤكداً أنه لا يمكن التعويل على قبول طرفي الصراع بالمبادرة.

كما يؤكد السبايلة أن كلا الطرفين يعتقدان بقدرتهما على تحقيق إنجازات على الأرض، ومن المبكر الآن الحديث عن احتمالات حل النزاع بهذه السرعة.

ويضيف السبايلة أن الحل في السودان مرتبط بالعامل الزمني، وربما يكون بعد وصول الطرفين إلى مرحلة الاستنزاف، ونفاد خياراتهما.

ويردف السبايلة أن الطرفين يؤمنان بتحقيق الإنجازات العسكرية على الأرض، ومن ثم الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وهو الأمر الذي يحتاج إلى وقت ليس قصيراً.

أخبار ذات صلة
حمدوك: اندلاع حرب أهلية في السودان سيشكل "كابوسا" للعالم

لا آمال كبيرة

من جهته يرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور خالد شنيكات في جامعة البلقاء/ رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية أنه لا يمكن تعليق آمال كبيرة على هذه المبادرة، في ظل غياب أدوات ضغط حقيقية على طرفي الصراع.

ويوضح شنيكات في حديث لـ "إرم نيوز" أن أدوات الضغط تتمثل بوقوف المجتمع الدولي خلف هذه الجهود، عبر فرض عقوبات على كل من ينتهك أي تسوية، ووقف تدفق السلاح للطرفين من الخارج، واستخدام القوة إن لزم الأمر تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

ويرى شنيكات أن هذه الجهود تبقى ضمن إطار المساعي الحميدة دون فائدة، وخصوصاً في ظل مساندة أطراف إقليمية لطرف دون الآخر، وأمام هذه الظروف فإن احتمالات فشل مبادرة "إيغاد" كبيرة.

ويضيف شنيكات أن كلاً من طرفي الصراع يعتقد أن له الحق بفرض سطوته ورؤيته للحل على الدولة، وهو ما يضعف فرص الحل السلمي، مؤكداً أن أي مبادرة يجب أن تضمن وحدة السودان وسيادته على كافة أراضيه.

ويقول شنيكات إن المجتمع الدولي يعطي الأولوية حالياً لإجلاء رعاياه، رغم أن الأولوية هي لوقف المجازر بحق المدنيين وانهيار النظام الصحي والتعليمي في البلاد.

ويؤكد شنيكات أنه إذا لم ينظر المجتمع الدولي والدول الإقليمية إلى خطورة ما يحدث في السودان، وتأثيراته على الأمن الإقليمي ككل، فهو قد يؤثر على إثيوبيا وإريتريا وليبيا، فضلاً عن احتمالات تدفق الهجرة إلى أوروبا، وبالتالي الأمور ستتفاقم بشكل أسوأ.

ويتابع شنيكات أن الحل في السودان يجب أن يكون بدافع إلحاح حماية الأمن الإقليمي، وبغير ذلك فإن جهود حل الصراع لن تثمر.

و"إيغاد" التي تأسست عام 1996منظمة حكومية أفريقية شبه إقليمية، مقرها جيبوتي، وتضم المنظمة إثيوبيا وكينيا وأوغندا والصومال وجيبوتي وإريتريا والسودان وجنوب السودان.

وفي عام 2003 حاولت المنظمة إيجاد تسوية للحرب في دارفور، كما عملت "إيغاد" على تسوية النزاعات في جنوب السودان بعد انفصاله عام 2011.

كما تحاول المنظمة منذ عام 2019 تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف في السودان، بعد إسقاط حكم الرئيس المعزول عمر البشير.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com