الجيش الإسرائيلي يقول إنه شن غارات تستهدف حزب الله جنوب بيروت
فاقمت تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، بشأن الرهائن في قطاع غزة، الأزمات التي تحاصر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بالتزامن مع احتجاجات داخلية كبيرة، وانتقادات من الأصدقاء والحلفاء، وهو ما يضع بنيامين نتنياهو أمام منعطف لم يواجهه في حياته السياسية.
وذهبت صحيفة التلغراف، إلى أن إعدام الرهائن، وفق الرواية الإسرائيلية، يُمكن أن يطيح بالحكومة الائتلافية الهشة في إسرائيل، ويفرض في النهاية اتفاقًا ينهي الحرب.
وتوقعت أن تخلق هذه الأحداث "هزات في إسرائيل يتردد صداها لسنوات عديدة قادمة".
وفي الوقت الذي أكد فيه الرئيس الأمريكي، الاثنين، تقدم المباحثات بشأن عقد صفقة بين إسرائيل وحماس تعيد الرهائن إلى ذويهم، وجه انتقادات إلى نتنياهو، ورأى أنه لا يبذل ما يكفي من الجهد لضمان التوصل إلى ذلك.
وسارعت الحكومة الإسرائيلية إلى الرد على تصريحات بايدن باستغراب بأنه يضغط على نتنياهو، وليس على زعيم حماس يحيى السنوار، بشأن الجهود الرامية للتوصل لاتفاق في غزة.
وجاءت التصريحات، بعد أن أعلنت إسرائيل استعادة جثث ست رهائن من غزة، قالت حماس إنهم قتلوا بقصف على غزة، في حين اتهم نتنياهو الحركة بإعدامهم بالرصاص.
وأظهرت الحادثة درجة الغليان التي يواجهها الشارع الإسرائيلي، بعد أن استجابت قطاعات واسعة إلى إضراب دعي إليه تضامنا مع الرهائن، وللضغط على الحكومة بقبول صفقة مع حماس.
وأثارت الاحتجاجات مخاوف من اشتعال الشارع مجددا ضد نتنياهو وائتلافه اليميني، بعد أن شهدت احتجاجات الاثنين، شعارات ولافتات مشابهة لتلك التي رفعت خلال مظاهرات التعديلات القضائية قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
في مقابل ذلك، أرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي إشارات برفضه الاتفاق مع حركة حماس، بعد أن قال في مؤتمر صحافي إنه لن ينسحب من الشريط الحدودي بين غزة ومصر (محور فيلادلفيا)، وهو نقطة خلاف بارزة في المفاوضات، مبررا ذلك بأنه لن يسمح لحماس بإعادة بناء قدراتها العسكرية مجددا.
وحاول نتنياهو امتصاص غضب الرأي العام، بعد أن طلب الصفح لعدم إنقاذهم، وتعهد بـ"تدفيع" حماس الثمن.
إلا أن تصريحات رئيس الوزراء لم ترض عائلات المحتجزين، التي اتهمته بتقديم "خطاب مليء بالأكاذيب والتضليل"، وهددت بالتصعيد لإعادة آخر رهينة إلى دياره، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
بالتزامن مع ذلك، كشف الجناح المسلح لحركة حماس، أنه أصدر منذ يونيو/حزيران، تعليمات جديدة لحراس الرهائن بشأن التعامل معهم في حال اقتراب قوات إسرائيلية من مواقع الاحتجاز في غزة.
ولم تذكر الحركة تفاصيل هذه التعليمات، لكنها زادت مخاوف الشعب الإسرائيلي، ومن الانتقادات تجاه نتنياهو، بحسب الإعلام الإسرائيلي.
وشن زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، هجوما على نتنياهو، وقال إنه لا يريد إنهاء الحرب في غزة، ولا يريد عقد صفقة تبادل محتجزين.
وطالب لابيد رؤساء الأحزاب في الائتلاف، بالضغط على رئيس الوزراء، ودفعه نحو قبول صفقة.
ولم تقف انتقادات رئيس الحكومة على معارضيه، إذ دعا عضو فريق التفاوض الإسرائيلي اللواء نيتسان ألون، إلى "التدخل السريع لإنقاذهم (الرهائن)"، وقال إنهم يواجهون "خطرا داهما".
ورأى موقع "والا" العبري أن هذه التصريحات انتقادات لنتنياهو من صديقه ألون.
وأفردت وسائل إعلام إسرائيلية وغربية مساحات واسعة لانتقاد عدم التوصل إلى صفقة بعد مقتل الرهائن، وإنهاء الحرب المشتعلة منذ 11 شهرا.
وفي مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست"، حمل الكاتب فريد نايدر، "تكتيكات نتنياهو الفاشلة المسؤولية عن مقتل الرهائن"، مشيرا إلى أن الحادثة الأخيرة كثفت التدقيق في أسلوب تعامل الحكومة مع الحرب.
وقال نايدر إن "الحزب الحاكم الحالي، باستثناء الأيام الأولى من الحرب، يعاني التنافر والاقتتال الداخلي، وبدلا من إعطاء الاهتمام الكامل للرهائن وعائلاتهم وأكثر من 60 ألف إسرائيلي نزحوا من ديارهم، ينشغل رئيس الوزراء بالمشاحنات بين وزرائه".
ورأى الكاتب أن حكومة بلاده فشلت في تحقيق أهداف الحرب التي حددتها يوم السابع من أكتوبر، خاصة مع استمرار مقاومة حماس، كما يقول.