بيان: قائد الجيش الإسرائيلي ورئيس جهاز الأمن الداخلي أجريا تقييما أمنيا في جنوب لبنان أمس الخميس
أكد مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون، أن الضربات العسكرية التي تلقتها ميليشيا حزب الله خلال الأيام الماضية، أعادتها إلى الوراء نحو 20 عامًا، ما يعني نجاح إسرائيل في إضعاف الميليشيا اللبنانية عسكريًّا، والتسبب بخسارتها لقدراتها التي عملت على تطويرها خلال الأعوام الماضية.
وشنت إسرائيل هجمات مكثفة ضد ميليشيا حزب الله في لبنان، واغتالت قيادات عسكرية بارزة في الحزب، ما تسبب بفقدانه لنحو 50% من قدراته العسكرية، وفق تقديرات إسرائيلية أولية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن "تسلسل الضربات التي تلقاها حزب الله في القيادة والمقاتلين ووسائل القتال خلال الأسبوع الماضي شديدة"، مضيفًا "نحن نعلم أن حزب الله ليس حماس، وأن ظروف القتال مختلفة".
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، أن "إسرائيل نجحت عبر الضربات المكثفة في تحجيم قدرات حزب الله"، لافتًا إلى أن الإستراتيجية الإسرائيلية باستهداف الحزب وقادته حققت نجاحًا غير مسبوق لإسرائيل.
وأوضح صباغ، لـ"إرم نيوز"، أن "الحزب عمل على مدار عقود من الزمن على تطويرات قدراته العسكرية لأوسع مواجهة مع إسرائيل وأطولها، إلا أن الضربات المكثفة لقادته العسكريين ومعداته أفشلت مخططات الحزب لتوجيه ضربات قاسية للإسرائيليين".
وأشار إلى أن "إسرائيل ركزت في ضرباتها العسكرية على استهداف قطاع الاتصالات والقادة العسكريين بميليشيا حزب الله، ما تسبب بخسائر كبيرة لها، وشل من قدرتها على مواجهة طويلة المدى"، مؤكدًا أن ضرب المراكز الإستراتيجية للميليشيا سيكون سببًا في خسارتها للحرب.
وأضاف "يبدو أن إسرائيل لا ترغب في مواجهة طويلة الأمد على الجبهة الشمالية، بقدر ما تسعى لتوجيه ضربات عسكرية تفقد الحزب قدراته، وتحيد تهديداته المستمرة.
لافتًا إلى أن التصعيد الحالي يمثل الفرصة الذهبية لإسرائيل للقضاء على التهديدات الأمنية على جبهتها الشمالية.
وتابع صباغ: "الجيش الإسرائيلي سيواصل تكثيف ضرباته العسكرية ضد ميليشيا حزب الله، ومن المرجح أن يصل بها إلى مدى أبعد من الحالي، لإنهاء أي تهديدات لها لعقود طويلة".
بدوره، يرى الخبير في الشأن العسكري، واصف عريقات، أن "الجيش الإسرائيلي لم يوجه مع تصاعد التوتر الأمني مع ميليشيا حزب الله أي ضربات عسكرية عشوائية، وإنما كانت ضرباته محددة لإيقاع أكبر ضرر عسكري للحزب".
وقال عريقات، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل اعتمدت اعتمادًا رئيسًا على معلومات أمنية وعسكرية دقيقة جمعتها خلال الأعوام الماضية عن الحزب، ونفذت عمليات متسلسلة في العمق اللبناني"، مبينًا أن زيادة مدى القصف الإسرائيلي كان عاملًا قويًّا في إرباك عناصر حزب الله وإضعاف قدراتهم.
وأضاف أن "وصول الضربات الإسرائيلية لمناطق لم تكن في إطار حدود العمليات العسكرية سابقًا، كان أحد أبرز الأسباب في إضعاف قدرات حزب الله، وتدمير جزء كبير منها، خاصة أن الجيش الإسرائيلي يواصل توسيع مدى القتال".
ورجح أن "يقدم الجيش الإسرائيلي على جعل المناطق اللبنانية جميعها ساحة للقتال، بما يمكنه من قطع أي خطوط إمداد قد يتجه حزب الله لشقها من أجل تعويض الخسائر العسكرية الفادحة التي تعرض لها".
وختم عريقات قائلًا: "ستنتهي هذه الحرب بخسائر عسكرية وبشرية كبيرة لدى حزب الله، الذي سيفقد الجزء الأهم من قدراته العسكرية، خاصة أن إيران لن تقاتل إلى جانبه، ولن تتمكن وفق المعطيات الراهنة بأن تكون طرفًا في المعركة".