استبعدت صحيفة "واشنطن بوست" أن ينجح الرئيس الأمريكي جو بايدن، في إقناع كل من إسرائيل وحركة حماس في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، مرجحة أن يغادر الرئيس منصبه، قبل إنهاء الحرب، الأمر الذي سيهدد إرثه.
وقالت الصحيفة، إن فرص بايدن في إنهاء الحرب التي استمرت 11 شهرًا في غزة وإعادة الرهائن المتبقين إلى الوطن قبل مغادرته منصبه تبتعد، ما يزيد من احتمالية إنهاء رئاسته دون التوسط لإنهاء الصراع الذي طغى على عامه الأخير في منصبه، ويهدد بتشويه إرثه.
وأوضحت بأن تعثر التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس، مرده طلب مفاجئ من الحركة الفلسطينية، حيث إن الحركة تقدمت بطلب جديد يتعلق بالسجناء الذين ستفرج عنهم إسرائيل.
وأفادت الصحيفة، بأنه في عدة مرات اعتقدت الولايات المتحدة، إلى جانب قطر ومصر، أن الاتفاق في متناول اليد، لكن كانت المحادثات تتعرض للعرقلة من قبل إسرائيل أو حماس بمطالب جديدة تعيد المفاوضين إلى الوراء أسابيع أو أشهرا.
ويخشى المفاوضون، بحسب "واشنطن بوست"، بشكل متزايد ألا يكون لدى إسرائيل ولا حماس دافع حقيقي للتوصل إلى اتفاق.
ويقول مسؤولو البيت الأبيض والمشرعين والدبلوماسيين، إن وقف إطلاق النار هو المفتاح ليس فقط لمعالجة الوضع الإنساني المأساوي في غزة وإطلاق سراح الرهائن المتبقين، لكن أيضًا لتجنب حرب إقليمية أوسع نطاقًا.
وفي وقت سابق، قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، إن العمل جارٍ على تقديم مقترح "أكثر تفصيلا" بشأن وقف إطلاق النار في غزة خلال الأيام المقبلة، وذلك خلال فعالية لصحيفة "فاينانشال تايمز" في لندن.
وذكرت "واشنطن بوست" أنه بينما كان المفاوضون الأمريكيون والقطريون والمصريون يعملون على التفاصيل النهائية لاقتراح يهدف إلى حل الخلافات المتبقية بين الجانبين، قدمت حماس المطلب الجديد الذي جعل الاتفاق في الوقت الحالي بعيد المنال.
وأضاف المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن هويته قائلا: "بالفعل، تعثرت المفاوضات سابقا أيضا بسبب المطالب التي قدمها نتانياهو قبل عدة أسابيع".
والجانبان اتفقا مبدئيًّا على أنه في مرحلة معينة، ستفرج إسرائيل عن فلسطينيين يقضون عقوبة السجن المؤبد مقابل إطلاق حماس سراح جنود إسرائيليين.
لكن هذا الأسبوع، قالت حماس إن الرهائن المدنيين سيكون من الضروري أيضًا تبادلهم بهؤلاء السجناء القدامى، وهي الفكرة التي أطلق عليها المسؤول "السم في العسل".
ووفقا للمسؤول، فإن السؤال الأكبر والأكثر إزعاجًا الذي يخيم على المحادثات، هو الرهائن البالغ عددهم حوالي 100 في غزة الذين ما زالوا على قيد الحياة.
ويعتقد المسؤول بأن عددا من الرهائن الأمريكيين السبعة المتبقين في غزة، ما زالوا على قيد الحياة، ويمكن إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من صفقة مكونة من ثلاثة أجزاء.
وأوضحت الصحيفة أن بعض مستشاري بايدن يريدون منه أن يفرض المزيد من الضغوط على نتنياهو، الذي اتهمه حتى بعض المسؤولين الإسرائيليين بتخريب المفاوضات.