حزب الله: استهدفنا برشقة صاروخية "نوعية" قاعدة اسرائيلية جنوب حيفا
تحاول مناطق شرق ليبيا المنكوبة الخروج من تحت ركام أكثر الكوارث الطبيعية فتكًا في العالم خلال العام 2023 بعدما ضربها إعصار مدمر محا مناطق بأكملها، مخلّفا خسائر مالية تقدرها الشركة الأمريكية – البريطانية "أون" لإدارة المخاطر بنحو 4.3 مليار دولار، ووسط تأخر مشاريع إسكان النازحين تسارع السلطات في بنغازي إلى توزيع "كعكة الإعمار" من خلال مؤتمر دولي.
وأظهرت الصور المبكرة التي التقطتها الطائرات دون طيار والأقمار الصناعية أحياء في درنة بأكملها قد مُحيت من الخريطة جراء الإعصار "دانيال" في الـ10 من سبتمبر، ومباني تحولت إلى أنقاض، وشوارع وجسورًا محطمة بشكل لا يمكن إصلاحه، مع دمار في البنية التحتية الأساسية على طول ضفاف الوادي.
كما سجّلت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 43 ألف شخص إلى مناطق شرق وغرب ليبيا، وبينما يقترب موسم الشتاء ببرودته الموسمية ينتظر هؤلاء مأوى لهم.
وعاين رئيس حكومة الاستقرار الوطني الليبية أسامة حماد برفقة بلقاسم حفتر، نجل القائد العام للجيش الوطني الليبي خليفة حفتر مقر اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي لإعادة إعمار درنة والمدن والمناطق المتضررة، والاستعدادات والتجهيزات لاستقبال الوفود الدولية والعربية المشاركة في فعالياته والذي سيقام يومي الـ01 والـ02 من نوفمبر القادم، في تأكيد على اعتزام حكومته الالتزام بتنظيم المؤتمر.
في حين أعلن مجلس النواب الليبي عقب الكارثة تخصيص 10 مليارات دينار ليبي (ملياري دولار) لإعادة إعمار المدن المنكوبة، فيما رصدت حكومة الدبيبة 92 مليون دينار لصيانة مرافق تعليمية متضررة بالمدن المنكوبة، وملياري دينار لصندوق إعادة إعمار مدينتي بنغازي ودرنة.
وأعرب الباحث السياسي الليبي فرج فركاش، عن أمله في أن تتوحّد المؤسسات الليبية في موضوع إعادة الإعمار في مؤسسات واحدة تكون رقابتها بصورة مباشرة تحت سلطة المجلس الرئاسي والبعثة الأممية.
ويبدي فركاش في تصريحات لـ"ارم نيوز" أمله في أن تكون مصلحة درنة ومناطق الجبل الأخضر وسكانها المكلومين والمتضررين في أول سلم الأولويات".
وحول فرص المشاركة الدولية في مؤتمر إعمار درنة، يتوقع السياسي الليبي والمرشح الرئاسي السابق سليمان البيّوضي مشاركة دولية واسعة من خلال الشركات العاملة في قطاعات البنية التحتية وبناء المدن والإنشاءات، إذ يرى في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن مثل هذا المؤتمر فرصة جيدة للاستثمار، حيث تحتاج المناطق المنكوبة لإعادة تأهيل تمثل رقعة كبيرة ومركزها الأساسي مدينة درنة، لكن عند إعادة البناء ستحتاج الشركات التوسع وبناء مركز حضاري مهم على شاطئ المتوسط.
واعتبر البيّوضي، أن "هذا المؤتمر يعدّ معتمدًا قانونيًّا وبالتالي الانخراط في هذا الاستثمار سيكون مضمونًا من الناحية المالية، وهو ما يهم المستثمر الأجنبي في الأساس".
وكان المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى ليبيا بول سولير، خلال استقبال رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي له مساء السبت، عبّر عن دعم بلاده لـ"هيئة وطنية جامعة" لإعادة إعمار المدن المنكوبة جراء العاصفة المتوسطية "دانيال" تتوفر في عناصرها معايير الكفاءة، ويكون بينهم ممثلون محليون عن المناطق المتضررة.
ويشارك ائتلاف شركات عالمية تقوده شركة سكك الحديد الصينية، ومؤسسات متعددة الجنسيات في تنفيذ مشروع تنموي ضخم بمدينة بنغازي ومدن أخرى في المنطقة الشرقية والجنوبية، وأكد وزير الاستثمار في الحكومة المكلفة من البرلمان علي السعيدي، أن "ائتلاف الشركات الدولية الذي تقوده شركة سكك الحديد الصينية أبدى استعداده لإعادة إعمار درنة".