أبرزها الكوليرا والسل.. الحرب في غزة تنذر بـ "كارثة وبائية"

تتعالى تحذيرات المختصين من انتشار الأوبئة والأمراض الخطيرة بين سكان قطاع غزة، بسبب الأوضاع الصعبة التي يعيشونها إثر الحرب الإسرائيلية.

ففي حديث لـ"إرم نيوز" كشف المختص في الأوبئة والأمراض المعدية بوزارة الصحة في غزة، غسان وهبة، أن "هناك مخاوف من انتشار أمراض الكوليرا والسل بين سكان القطاع، خاصة في ظل الاكتظاظ السكاني بالمحافظات الجنوبية"، مشيرًا إلى أن الوزارة سجلت أرقامًا مخيفة بهذا الشأن.

وقال وهبة: "اليوم يعاني سكان القطاع من نقص في مياه الشرب الصالحة للاستخدام الآدمي، كما أن أكوام القمامة في الشوارع وبمراكز الإيواء، وكل ذلك سيؤدي لانتشار الأمراض المعدية والخطيرة وخاصة الكوليرا".

وأضاف "هناك حوالي 54 ألف حالة ظهرت عليها الأعراض المتعلقة بمرض الكوليرا، وأنه لا يمكن التعامل معها في الوقت الراهن بسبب نقص التحاليل والمعدات الطبية"، محذرًا من خطورة تفشي المرض.

 وتابع: "كما سَجلت وزارة الصحة إصابة أكثر من 82 ألف شخص بأمراض تتعلق بالجهاز التنفسي، ما ينذر بتطور تلك الأمراض، وانتشار مرض السل بين سكان القطاع، خاصة في ظل استنشاق السكان هواء غير نظيف وملوث بغبار الصواريخ والمتفجرات".

           

وبين المختص الطبي، أن "هذه الإصابات تنتشر أكثر بين الأطفال، وهو ما ينذر بكارثة صحية خطيرة على هذه الفئة"، مستكملًا: "سجلنا 14 ألف حالة إسهال مع دم معظمهم من الأطفال، وهذا أمر يستوجب تدخلا دوليا عاجلا".

وتابع: "كما سجلنا 13 ألف حالة تسمم غذائي في القطاع، و64 حالة التهاب السحايا، و605 حالات التهاب كبد وبائي جميعهم من الأطفال"، مستدركًا: "لكن هذه الأرقام قد ترتفع لاحقًا خاصة في ظل استمرار الوضع على ما هو عليه بغزة".

وأكد وهبة أن "هناك آلاف المصابين بالأمراض الجلدية التي انتشرت بالقطاع بسبب التكدّس السكاني، وانعدام النظافة بمراكز الإيواء، وعدم قدرة الناس على الحصول على الحاجات اليومية النظيفة"، مؤكدًا أن "الاكتظاظ السكاني بأماكن اللجوء سيُؤدي لانتشار العديد من الأمراض والأوبئة بشكل كبير".

           

وكشف المختص في الأوبئة غسان وهبة أن: "قطاع غزة يتجه نحو كارثة صحية غير مسبوقة، ونحن على أبواب تفشّي مرض الكوليرا، كما أن التطعيمات توقفت في القطاع خلال الحرب الإسرائيلية خاصة لشريحة الأطفال، وكل شيء ملوّث ولا يصلح للاستخدام".