الجيش الإسرائيلي: رصد إطلاق صاروخ من اليمن
تثير العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، والتي تسببت بنزوح عشرات العائلات الفلسطينية، وسط مطالبة بهدنة إنسانية، التساؤلات حول إمكانية تكرار سيناريو قطاع غزة في مخيم المدينة.
وأُجبرت عشرات العائلات الفلسطينية على النزوح من الحي الشرقي بمدينة جنين، أمس الجمعة، بعد مطالبات من قوات الجيش الإسرائيلي تشبه ذات المطالبات التي أُطلقت في غزة، وأدت لنزوح آلاف العائلات إلى وسط وجنوب القطاع.
ويواصل الجيش الإسرائيلي فرض حصار مشدد على الحي الشرقي بجنين، ويُداهم المنازل ويخربها بشكل متعمد، كما يجرف الشوارع والبنية التحتية، وذلك في إطار هجوم واسع نفذه على مخيمات شمال الضفة، وسط اشتباكات شديدة مع الفصائل الفلسطينية.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، إن "العمليات العسكرية في الضفة الغربية مستمرة"، مشيرًا إلى "استمرار الجهود الهجومية لإحباط الإرهاب، والجهود الدفاعية في المستوطنات والطرق ومنطقة التماس".
وفي هذا الصدد، يرى الخبير في الشأن العسكري، أحمد عبد الرحمن، أن "إسرائيل تعمل على تطبيق سيناريو غزة في مخيم جنين بشكل تدريجي"، لافتًا إلى أن الهدف الأول يتمثل في تدمير القدرات العسكرية للفصائل المسلحة بالمخيم.
وقال عبد الرحمن، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "الهدف الثاني يتمثل في إعادة تشكيل الخريطة العسكرية للضفة الغربية وقطاع غزة، وتثبيت قواعد اشتباك جديدة"، مشيرًا إلى أن هذا الهدف سيدفع إسرائيل لتكثيف عملياتها العسكرية بالضفة الغربية.
وأشار إلى أن "الهدف الثالث يتمثل بإجبار السكان على الهجرة الطوعية من الضفة الغربية، وهو الأمر الذي سيمكن الأحزاب اليمينية من تطبيق مخطط ضم الضفة"، مبينًا أن مطالبات النزوح قد تتوسع لتشمل مناطق واسعة من الضفة الغربية.
وأضاف عبد الرحمن: "بتقديري، سيعمل الجيش الإسرائيلي خلال الفترة المقبلة على تدمير مدن شمال الضفة الغربية، على غرار ما حدث في غزة"، لافتًا إلى أن ذلك سيؤدي إلى دخول المنطقة في موجة توتر أمني وعسكري غير مسبوقة.
وزاد: "الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل يحاول جر المنطقة لأوسع تدهور أمني وعسكري، وهو الأمر الذي يمكنه من تمرير مخططاته بشأن الضفة وغزة، كما يعمل على إطالة أمد حكمه"، محذرًا من خطورة المخططات اليمينية.
من جانبه، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، سهيل كيوان، أن "إسرائيل تستعد لاجتياح واسع لكامل الضفة الغربية، وأنها بصدد تطبيق سيناريو غزة في الضفة"، مؤكدًا أن الحرب في غزة فتحت شهية إسرائيل للتعامل مع التهديدات الأمنية على مختلف الجبهات.
وقال كيوان، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "المؤسستين الأمنية والعسكرية الإسرائيليتين تعملان في الوقت الراهن على استغلال حالة الصمت الدولي التي أفرزها هجوم عناصر حركة حماس في أكتوبر الماضي، من أجل تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق على مختلف الجبهات".
وأضاف: "بتقديري، سيهاجم الجيش الإسرائيلي جميع البؤر المسلحة بالضفة الغربية في سيناريو مشابه لما حدث في غزة"، مشددًا على أن ذلك سيؤدي إلى إحداث دمار كبير بمدن ومخيمات الضفة، ويقضي على المساعي الدولية للتوصل إلى حل سياسي.
وأشار كيوان إلى أن "إسرائيل قد تلجأ إلى إجبار آلاف العائلات الفلسطينية للنزوح من شمال الضفة إلى وسطها، وتطبق عليها ذات النظام العملياتي الذي نفذته في غزة"، مشددًا على أن ذلك سيؤدي إلى طول أمد الحرب الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية على حد سواء.
وتابع: "من الواضح أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة تأتي بموافقة أمريكية، كما أنها تأتي في إطار استعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وائتلافه الحكومي لعودة المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، وتنفيذ صفقة القرن".