إعلام فلسطيني: قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف وسط مخيم جباليا شمالي قطاع غزة
قال خبراء سياسيون إن حركة حماس تستخدم خطابًا مزدوجًا لتمرير صفقة تبادل الأسرى المتوقع التوصل إليها مع إسرائيل برعاية الوسطاء الدوليين والإقليميين، في إطار المفاوضات الدائرة في العاصمة القطرية الدوحة.
وبالرغم من التقدم الإيجابي في مفاوضات التهدئة الجارية حاليًا، وتأكيد الولايات المتحدة والوسطاء الإقليميين أن هناك تفاهمات بشأن العديد من الملفات، إلا أن حماس تنفي ذلك، وتشير إلى أن إعلان الوسطاء يأتي في إطار الضغوط على الحركة للقبول بالمقترحات الجديدة.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن مسؤول أمريكي قوله، إن "مواقف حماس في العلن مختلفة تمامًا عن مواقفها في الغرف المغلقة"، داعيًا إسرائيل لعدم أخذ تصريحات قادة حماس في الإعلام على محمل الجد.
تنازلات جوهرية
ويرى المحلل السياسي يونس الزريعي، أن "حماس قدمت تنازلات جوهرية في مفاوضات التهدئة مع إسرائيل ما يدفعها لاستخدام خطاب مزدوج من أجل تمرير الصفقة، وإقناع الرأي العام الفلسطيني بها"، مبينًا أن الاتفاق سيكون مفاجئًا للجميع.
وقال الزريعي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن "الحركة تمارس المراوغة السياسية مع الفلسطينيين، فهي من جانب ترغب في التوصل إلى اتفاق تهدئة يضمن بقاء حكمها للقطاع، إلا أنها تدرك أهمية التوصل إلى اتفاق تهدئة خاصة بعد عمليات الاغتيال الأخيرة".
وبيّن المحلل السياسي أن "حماس هي الحلقة الأضعف في مفاوضات التهدئة مع إسرائيل، وتريد التوصل إلى اتفاق بأي ثمن كان"، مشيرًا إلى أن الحركة يمكن أن ترضى باتفاق مرحلي يبقي الوضع في غزة على ما هو عليه في الوقت الراهن، بما في ذلك الوجود العسكري الإسرائيلي في غزة.
وأضاف الزريعي، أن "الحركة تمارس التضليل الإعلامي ضد الفلسطينيين منذ سنوات، وهذا الأمر ظهر جليًا في مختلف الملفات بما في ذلك أحداث الانقسام الفلسطيني العام 2007"، مشددًا على أن حماس تعتمد بشكل رئيس على منظومتها الإعلامية للترويج لأفكارها وقراراتها السياسية والعسكرية.
وأوضح المحلل السياسي، أن "عمليات التضليل الإعلامي التي تمارسها حماس تمكنها من إحكام قبضتها العسكرية والسياسية على غزة، ويطيل أمد حكمها"، لافتًا إلى أن أي اتفاق ستعمل الحركة على الترويج له على أنه انتصار كبير لها.
تضليل إعلامي
من جانبه يرى الخبير في الشأن الفلسطيني، محمد هواش، أن "حماس تمارس التضليل الإعلامي فيما يتعلق بمفاوضات التهدئة، فهي ترغب في التوصل إلى اتفاق تهدئة، ولكن تخشى من ردود فعل الفلسطينيين على بنوده".
وقال هواش، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن "التصريحات المعلنة لحماس مختلفة تمامًا عن الواقع الذي تقدمه في المباحثات والغرف المغلقة، خاصة أن الحركة تسعى فقط في الوقت الراهن إلى الحفاظ على حكمها للقطاع، بعيدًا عن أي حسابات سياسية".
وأشار الخبير، إلى أن "الحركة لو كانت واضحة في موقفها من مفاوضات التهدئة لقدمت للجمهور الفلسطيني معلومات مفصلة حول المفاوضات والبنود الخلافية مع إسرائيل، إلا أن إبقاءها لكل هذه التفاصيل طي الكتمان يؤكد استفرادها بالقرار، ومراوغتها السياسية والإعلامية".
وتابع هواش، إن "الخطاب الإعلامي لحماس غير واضح، ويقوم على أساليب التشكيك بالأطراف الأخرى، وفي حال التوصل إلى اتفاق تهدئة ستفعّل جميع أجهزتها الإعلامية للترويج للاتفاق على أنه إنجاز غير مسبوق واستثنائي".
وختم المحلل السياسي، أن "حماس يمكنها استبدال خطابها الإعلامي في أي لحظة، وأن الأمر مرهون فقط بالتوصل إلى اتفاق تهدئة مع إسرائيل برعاية الوسطاء الدوليين والإقليميين، خاصة أنها تمتلك العديد من المؤسسات الإعلامية والناطقين".