رئيسة المكسيك تدعو للاعتراف بدولة فلسطين مثل إسرائيل لتحقيق السلام في الشرق الأوسط
في ظل التصعيد المتزايد في منطقة الشرق الأوسط، كشف قيادي في الفصائل المسلحة العراقية "الشيعية" عن إعلان حالة الطوارئ والاستنفار، تحسبًا لأي هجمات محتملة من قبل الطائرات الإسرائيلية والأمريكية في سوريا.
يأتي هذا الإعلان بعد سلسلة من الضربات الجوية التي استهدفت مواقع الفصائل المسلحة الموالية لإيران في ريف دير الزور، في وقت تصاعدت فيه التوترات الإقليمية إثر تهديدات إسرائيلية بتوسيع نطاق عملياتها العسكرية لتشمل العراق وسوريا واليمن.
في وقت نفت مصادر متطابقة تسجيل أي إصابات في صفوف الفصائل العراقية بالضربات الجوية التي استهدفت ريف دير الزور الشرقي.
تغيير مواقع
وقال القيادي، لـ"إرم نيوز" شريطة عدم ذكر اسمه، إن "القيادة الموحدة للفصائل العراقية العاملة في الجانب السوري والمنتشرة على طول الحدود السورية العراقية، وجهت عناصرها بتغيير أماكنها واتخاذ أقصى درجات الحذر في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة، خشية استهدافهم من قبل الطائرات الإسرائيلية والأمريكية".
وأضاف أن "المعلومات التي تملكها الفصائل تؤكد أن إسرائيل والولايات المتحدة لديهما بنك أهداف تابع للفصائل المسلحة العراقية، وهذا ما تدركه الفصائل بشكل محقق، وتعمل على تجنب الوقوع في أخطاء ميليشيا حزب الله في لبنان عبر كشف مقارها وقياداتها، وبالتالي تمكين العدو من إلحاق خسائر كبيرة في جسد الفصائل إن حدث الاستهداف".
إثر مقتل نصر الله
وكانت طائرات حربية ومسيرة لم يُعرف مصدرها، يعتقد أنها أمريكية أو إسرائيلية، قد شنت سلسلة هجمات، في ساعة متأخرة من ليلة الأحد، استهدفت مواقع عدة للميليشيات الموالية لإيران في مدينة دير الزور وريف مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي قرب الحدود السورية العراقية.
وشاعت أنباء عن مقتل وإصابة عدد من عناصر ميليشيا "كتائب سيد الشهداء" العراقية خلال القصف، لكن "الكتائب" نفت استهداف أي من قواتها العاملة في سوريا.
وقال المتحدث باسم الكتائب، كاظم الفرطوسي، إن "الأنباء عن استهداف الكتائب في سوريا عارية عن الصحة، ولو كنا قد قدمنا شهيدًا أو أي مصابين لكنا أعلنا عن ذلك دون تردد، لأننا نعتبر ذلك شرفًا لا غير".
وأضاف الفرطوسي أن مقتل "الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله غير خريطة العمليات لفصائل المقاومة، والمعركة اليوم لن تتوقف، بل ستزداد ضراوة، خاصة بعدما تجرأت إسرائيل على استهداف العراق والفصائل العاملة فيه".
وتتعرض القواعد الأمريكية في شرق سوريا لهجمات بواسطة الصواريخ والطائرات المسيرة الانقضاضية، والتي تتبناها بشكل دائم ما تسمى "المقاومة الإسلامية في العراق"، في وقت ترد فيه القوات الأمريكية بين الحين والآخر على تلك الهجمات.
ورغم نفي كتائب سيد الشهداء تعرض عناصرها في سوريا لأي استهداف، إلا أن مصادر أمنية مطلعة أكدت مقتل عنصرين تابعين لفصيل مسلح لم تسمه، وإصابة 2 آخرين بضربة جوية استهدفت عجلة تحمل أسلحة كانت قادمة من العراق.
تعزيز قدرات
وقال مصدر لـ "إرم نيوز" إن "الفصائل العراقية ومنذ أكثر من شهرين تعزز قدراتها البشرية في سوريا، تحسباً لأي مواجهة مباشرة مع إسرائيل أو القوات الأمريكية، من خلال نقل جنود وأسلحة نحو سوريا".
وأضاف المصدر أن "الفصائل يمكنها فتح جبهة في سوريا لما تملكه من عناصر بشرية كبيرة هناك وقربها من الحدود اللبنانية"، مشيراً إلى أن "العجلة التي تم استهدافها كانت قادمة من العراق نحو سوريا، وهي تحمل أسلحة وعتاداً متنوعاً بما فيها صواريخ قصيرة المدى".
وكانت إسرائيل قد لوحت بتوسيع ضرباتها لتشمل العراق واليمن وسوريا بعد سلسلة هجمات بطائرات مسيرة انطلقت من العراق باتجاه عدد من المناطق داخل الأراضي المحتلة، في الجولان وحيفا وحتى تل أبيب.
رد إسرائيلي عنيف
ويرى الخبير في الشؤون العسكرية، ماجد البرزنجي، أن "استهداف الميليشيات العراقية للأراضي الإسرائيلية سيولد رد فعل عنيفا من قبل الجانب الإسرائيلي، والذي سيستهدف بشكل رئيس عددًا من الفصائل المعروفة بشنها عمليات عسكرية ضد القواعد الأمريكية والإسرائيلية".
وتوقع البرزنجي في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن "يبدأ الاستهداف لكل الفصائل المسلحة عند الحدود العراقية السورية، وخصوصاً العاملة في الجانب السوري، والتي تعمل جنباً إلى جنب مع مجاميع حزب الله اللبناني".
وأضاف الخبير أن "هناك أكثر من 9 إلى 10 فصائل مسلحة تعمل في الساحة السورية منذ عام 2012، وتنتشر من الشرق السوري المحاذي للعراق في محافظة دير الزور وبلدة البوكمال ومحيط منطقة التنف".
وأوضح البرزنجي أن من بين أهم الفصائل العاملة في سوريا هي "كتائب حزب الله العراقية، وحركة النجباء، وأنصار الله الأوفياء، وعصائب أهل الحق، كتائب سيد الشهداء وغيرها، لكن تبقى الكتائب هي أهم تلك الفصائل لما تتمتع به من قدرات عسكرية واستخبارية عالية الدقة، نظراً لقربها الوثيق من الحرس الثوري الإيراني".