إذاعة الجيش: إسرائيل تواجه نقصاً في صواريخ الاعتراض
تشهد حركة الملاحة في البحر الأحمر تطورات لافتة، خاصة بعد الإعلان عن غرق السفينة "روبيمار"، وما تلاه من إعلان القيادة المركزية الأمريكية عن أن هجوم ميليشيا الحوثي على ناقلة البضائع "ترو كونفيدنس"، أدى إلى مقتل 3 من طواقمها، وإصابة 4 على الأقل، ثلاثة منهم في وضع حرج.
وشنّت ميليشيا الحوثي، أمس الأربعاء، هجومًا صاروخيًا على ناقلة بضائع سائبة جديدة، في مياه خليج عدن، ما تسبب بإخلاء طاقمها عقب وقوع أضرار جسيمة، وهو ما يجعلها مرشحّة للغرق قبالة السواحل الجنوبية لليمن، في وقت تطالب فيه البلاد مساعدة المجتمع الدولي، لتلافي الأضرار البيئة الناجمة عن غرق السفينة "روبيمار" جنوبي البحر الأحمر.
ومنذ انطلاقها ضد السفن في ممرات الملاحة الدولية في الـ19 من نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم، لم تكن هجمات ميليشيا الحوثي الصاروخية، على هذا القدر من التأثير الذي يتسبب بإغراق أهدافها، كما حدث مع السفينة البريطانية "روبيمار" المحملة بأكثر من 20 ألف طن من المواد الكيميائية الخطيرة.
وتكرر ذلك ضد ناقلة البضائع "ترو كونفيدنس"، وهو ما قد يشير إلى تطور في هجمات الحوثيين، تزامنًا مع تهديدات زعيمهم عبدالملك الحوثي، أواخر الشهر الماضي، بـ"مفاجآت كبرى قادمة".
ولا يستبعد الخبير العسكري، العقيد وضاح العوبلي، أن تكون هذه الصواريخ موجّهة بتقنية صواريخ "كروز" البحرية، التي قال إنه يمكن التحكّم بها بعد إطلاقها، للوصول إلى هدفها وإن كان متحركًا.
وأضاف العوبلي، لـ"إرم نيوز"، أن "الكثير من المعطيات والنتائج تدفعنا للاعتقاد بأن تكون هذه الصواريخ عبارة عن نسخة مطوّرة من الطائرات المسيّرة الانتحارية، وهذا بالنظر إلى ما تحدثه من أضرار محدودة في أسطح وأجسام السفن المستهدفة، بالاعتماد على نوع وحجم حشوة التفجير".
وقال إن صواريخ "كروز" تكون عكس ذلك؛ إذ يكون دمارها هائلًا، لا سيما في السفن التي يمكن أن يؤدي الصاروخ إلى نثرها أو شطرها إلى نصفين أو أكثر، مقارنة بالأضرار المحدودة التي طالعناها في العمليات البحرية المنفّذة أخيرًا.
وأوضح أن توجيه صاروخ "كروز" لا يعني تمكّن المتحكم به من اختيار نقطة الإصابة بدقة متناهية، "نظرًا لسرعته العالية التي تجعل من التحكم به في اللحظات الأخيرة، قبل وصوله إلى الهدف، محكومة بثوان معدودة بعد ظهوره على الهدف في المرحلة الأخيرة".
وذكر أن الأمر مختلف بالنسبة للمسيّرات الانتحارية، التي قال إن سرعتها في الغالب تكون بحدود 350 كم في الساعة، "وهي سرعة منخفضة، تمكّن العنصر البشري المتحكم بها من الحصول على وقت كاف لدراسة الهدف قبل اتخاذ قرار توجيهها بالدقة المطلوبة، وهنا يكون الضرر الناجم عنها متناسباً مع ما أعدت له، من خلال معايرة حشوتها التفجيرية قبل تنفيذ العملية".
وعقب الهجوم الأخير، رفعت ميليشيا الحوثي كلفة هجماتها إلى خسائر بشرية، وهو ما جعل واشنطن، تتوعّد عبر المتحدث باسم خارجيتها "بمواصلة محاسبة الميليشيا على هجماتها"، ودعوة العالم إلى القيام بالأمر ذاته.
وقال المحلل السياسي، صالح البيضاني، إن "كل يوم يمرّ دون أن يتمكن المجتمع الدولي من بلورة موقف حقيقي متبوع بإرادة حاسمة لمواجهة التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وخليج عدن، ترتفع فاتورة الخسائر التي سيدفعها العالم من حرية الملاحة البحرية وأمن التجارة الدولية التي باتت اليوم رهينة الابتزاز الإيراني!".
ويعتقد خبير الشؤون الإستراتيجية والعسكرية، علي الذهب، أن قيمة الحوثيين ومكانتهم – حتى اللحظة – في أجندات الدول الكبرى، لا تزال ترجّح الخيارات الأخرى كافة، على الرغم من مزاعم ارتباط هجماتهم بما يجري في غزة.
ويرى الذهب أن خطورة الحوثيين حتى اللحظة، "لم تصل بشكل مباشر إلى القوى الكبرى، ولكنها تمسّ مصالح فاعلين ما دون الدول، وهم ملاك ورجال أعمال وشركات مشغّلة أو مالكة للسفن".
وأضاف أن الحوثيين لا يستهدفون بشكل مباشر وحقيقي المصالح الإستراتيجية لهذه الدول "كاستهداف سفن حكومات الدول الكبرى، وليس مهاجمة السفن التجارية حتى وإن ارتبطت بشكل أو بآخر مع الحكومات، إلا أن ارتباطها ليس مباشرًا بالحكومات، إلى جانب عدم ملاحظتنا لهجمات ضد السفن الحربية بشكل فعلي؛ لأن هذه السفن مزودة بمنظومات دفاع ذاتي ومنظومات دفاعية محيطة بها".