الجيش الإسرائيلي: قتلنا محمود المبحوح قائد منظومة المسيرات بحماس في شمال غزة
أثيرت تساؤلات عدة عن كيفية حصول حركة حماس الفلسطينية على الأسلحة، وتطويرها بهذا الشكل والتدريب عليها، رغم خضوعها لرقابة إسرائيلية صارمة.
ورغم التفاوت الهائل في موازين القوى العسكرية بين الجانين، كشفت الحرب المتواصلة بينهما منذ 7 أكتوبر الماضي والصور المتداولة عن عمليات حماس العسكرية، وجود أسلحة قديمة ومتطورة مع مقاتلي الحركة، وامتلاكهم ترسانة متنوعة من الأسلحة التي وصل مداها إلى تل أبيب ومطار بن غوريون.
منظومة كورنيت
وعن حجم ترسانة حماس العسكرية وقدرتها على الصمود، يقول الخبير العسكري المصري، اللواء محمد الشهاوي، إن "الحركة تمتلك مجموعة متنوعة من صواريخ (أرض-أرض)، ومنظومة "كورنيت" للصواريخ روسية الصنع المضادة للدروع والدبابات يتراوح مداها بين 150 مترًا و10 كيلومترات".
وأشار في حديث لـ"إرم نيوز"، إلى أن "هذه الأسلحة كانت مُهربة عبر الأنفاق"، ولكنه يرى أن "الصواريخ المصنعة محليًّا أظهرت قدرات حماس على تصنيع سلاح متطور نسبيًّا التي حققت من خلالها بعض الانتصارات ميدانيًّا".
ووفق ما ذكر موقع "إنسايدر" الأمريكي، أثبتت صواريخ حماس الموجهة بالليزر فعاليتها ضد دبابات ميركافا الإسرائيلية، بالإضافة إلى نظام صاروخي مضاد للدبابات يُسمى "بولسي"، وهو فعَّال في التصدي للآليات والمدرعات الإسرائيلية.
وبحسب تقارير صحفية سابقة، حصلت حماس عبر شبكات التهريب على كميات من السلاح من مصادر مختلفة، مع آلاف البنادق الهجومية الروسية والصينية والكورية الشمالية.
أسلحة لم تستخدم بعد
وعن مدى قدرة حماس على استمرار المعركة عسكريًّا، يرى الخبير العسكري المصري، اللواء مصطفى سعد، أنه "لا يمكن تقدير حجم قدرات حماس العسكرية خصوصًا بعد إعلانها المتواصل أن لديها أسلحة لم تستخدم بعد موجودة داخل الأنفاق، فضلًا عن امتلاكها تكنولوجيا متقدمة تستطيع من خلال استهداف الجيش الإسرائيلي".
ووفق تقديرات الخبراء العسكريين، تُعدُّ الأنفاق مدينة تحت قطاع غزة، تستخدم في أغراض معيشية، وبها شبكة اتصالات ومواقع تدريب ومخازن للصواريخ والأسلحة، والتي تُعدُّ الهدف الرئيس لأي هجوم بري إسرائيلي قادم.
ويبدو أن حركة حماس تعي جيدًا أن العملية التي أطلقت عليها اسم "طوفان الأقصى" ستكون تداعياتها طويلة الأمد، لذا استطاعت تأمين المواد الغذائية والقدرات العسكرية التي تُمكّنها من استمرار الحرب، وفق حديث الخبير العسكري لـ"إرم نيوز".
ورغم التفاوت بين إسرائيل وحماس عسكريًّا، كشف الهجوم المفاجئ الذي نفذته الحركة يوم 7 أكتوبر الماضي، المستوى الجيد من التسليح والتدريب، بعد ظهور أسلحة نوعية، وفق ما يرى مراقبون.
وكشفت حماس خلال الفترة الماضية أسلحة نوعية جديدة، منها الطائرات المسيرة محلية الصنع، والطائرات الشراعية التي حملت مقاتليها إلى مسافة 25 كيلومترًا داخل البلدات الإسرائيلية، والقنابل التي دمرت آليات ودبابات إسرائيلية.
بالإضافة إلى صواريخ جديدة بعيدة المدى وصلت إلى تل أبيب، ومنظومة دفاع جوي محلية الصنع أطلقت عليها اسم "متبر 1"، غير أنَّ الصواريخ التي تحمل على الكتف أثبتت فعاليتها، علاوة على الصواريخ الأخرى التي أُطلقت من منصات أرضية.
استمرار المعركة
وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر عسكرية مصرية، رفضت ذكر اسمها، أن "حركة حماس لديها القدرة على الاستمرار في حرب طويلة مع الجانب الإسرائيلي، لامتلاكها قدرات عسكرية كبيرة، والاستعداد القوي لهذه العملية بمهارة كبيرة".
وأوضحت في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "امتلاك حماس مخزونًا كبيرًا من الطاقة والقدرات العلمية والذهنية، قد يُمكّنها من صناعة أسلحة محلية الصنع وتطويرها، ما يعزّز من قدرتها على الاستمرار لفترة أطول".
ورغم سيطرة إسرائيل على مساحة كبيرة من قطاع غزة، بعد السيطرة على حوالي 200 كيلومتر من شمال القطاع من واقع 360 كيلومترًا التي تُمثّل مساحة القطاع كاملةً، يرى الخبير العسكري المصري، اللواء عمر الزيات، أن "الحركة قادرة على استمرار المعركة بفضل قدراتها العسكرية والصاروخية".
ويشير الخبير المصري، في حديث لـ"إرم نيوز"، إلى أن "قدرات حماس العسكرية تجعل إسرائيل تستمر في حربها، وترفض الهدنة الإنسانية لإدخال المساعدات، وإنهاء صفقة تبادل الأسرى".