الأمم المتحدة: قرارنا أن تبقى قوات اليونيفيل بمواقعها في لبنان
يمثل سيناريو انسحاب الوسطاء الدوليين والإقليميين من المفاوضات الدائرة بين حركة "حماس" وإسرائيل بشأن التهدئة في قطاع غزة، الخطوة المفضلة لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في حين تخشاه الحركة الفلسطينية.
وتتزايد المخاوف من إمكانية انسحاب الوسطاء من المفاوضات بين حماس وإسرائيل، خاصة وأنه لم يتم التوصل إلى أي تفاهمات بين الجانبين بالرغم من مرور عدة أشهر على المحادثات التي تجري بين القاهرة والدوحة.
وذكر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن "الوسطاء يعملون على وضع خطة نهائية وأخيرة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أشهر في غزة"، لافتًا إلى أن الخطة استخدم للتعبير عنها مصطلح "خذها أو اتركها"، بمعنى أنها نهائية.
وأوضح التقرير أن "مساعي الرئيس الأمريكي جو بايدن المستمرة منذ أشهر لوقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن واجهت إلحاحًا متجددًا، بعد أن استعاد الجيش الإسرائيلي جثث 6 رهائن من غزة بينهم رهينة يحمل الجنسية الأمريكية".
ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة حيفا، أسعد غانم، أن "انسحاب الوسطاء من مفاوضات التهدئة بين حماس وإسرائيل، سيدفع الأخيرة نحو توسيع وتكثيف عملياتها العسكرية في قطاع غزة والضفة الغربية أيضًا".
وقال غانم، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "مثل هذا القرار سيكون بمثابة الفرصة الذهبية لنتنياهو من أجل العمل عسكريًا وأمنيًا ضد حماس في غزة بشكل أكبر مما عليه بالوقت الحالي"، لافتًا إلى أنه سيعمل على تنفيذ مخططات شركائه اليمينيين.
وأوضح أن "انسحاب الوسطاء سيغلق الباب أمام نتنياهو بالنسبة للضغوط التي تمارس عليه داخليًا وخارجيًا للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حماس، وسيدفعه للترويج بأن الحل الوحيد للإفراج عن الرهائن هو مواصلة العمل العسكري في غزة".
وأشار إلى أن "ذلك سيزيد من الضغوط على حماس وقادتها في الداخل والخارج، وسيؤدي إلى ضعف قدرتها على العودة مجددًا لإدارة قطاع غزة والسيطرة عليه"، مبينًا أن الحركة ستبذل جهودًا من أجل منع هذا القرار.
وتابع أن "نتنياهو برفضه تقديم تنازلات منطقية للوسطاء من أجل التوصل إلى اتفاق مع حماس، يحاول دفعهم للانسحاب من هذه المهمة"، مؤكدًا أن ضغوط الولايات المتحدة هي التي تحول دون انسحاب الوسطاء، والسبب الرئيسي في استمرار المفاوضات.
مخاوف حماس
ويرى المحلل السياسي، مصطفى قبها، أن "مخاوف حماس من انسحاب الوسطاء تأتي لإدراكها أن الأطراف التي تدير المباحثات في الوقت الحالي هي الأقدر على الضغط على إسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق تهدئة ولو بشكل مرحلي".
وقال قبها، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "الوسطاء الحاليين، وتحديدًا مصر والولايات المتحدة، هم الأقدر على إجبار نتنياهو وائتلافه الحكومي على القبول باتفاق مرحلي للتهدئة، علاوة على أنهم الأقدر على ضمان أي اتفاق يمكن التوصل إليه".
وأضاف: "بدون الوسطاء الحاليين، فإن نتنياهو سيواصل استهداف حماس على مختلف الجبهات، كما أن ائتلافه الحكومي سيعمل من أجل توسيع المعركة لتشمل المنطقة بأسرها"، مؤكدًا أن نتنياهو يرفض أي صفقة مع حماس خوفًا من خسارة مستقبله السياسي.
وأشار قبها إلى أن "نتنياهو قد يزيد من تعنته في المفاوضات ليدفع الوسطاء للانسحاب منها، وهو ما يحقق له أهدافًا سياسية كبيرة وغير مسبوقة"، مشددًا على أن حكومة نتنياهو غير معنية بالتوصل إلى اتفاق تهدئة مع حماس.
وفقًا للمحلل السياسي، فإن "أي اتفاق سيفتح باب الحسابات السياسية الداخلية بين نتنياهو وخصومه السياسيين، كما أنه سيدفع نحو المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن أحداث أكتوبر/تشرين الأول، من القادة السياسيين والعسكريين والأمنيين، وهو ما يشكل خطرًا على الائتلاف الحالي في إسرائيل".