إعلام عبري: سقوط صواريخ أطلقت من لبنان في مستوطنة "كرميئيل" شمال إسرائيل
رأى محللون فرنسيون أن التدخل الدبلوماسي لفرنسا في الأزمة اللبنانية، يعد فرصة لإحياء نفوذ باريس في منطقة الشرق الأوسط.
وقال الباحث السياسي الفرنسي المتخصص في الشأن اللبناني، بيير بيدار، إنه إذا استطاعت فرنسا استغلال موقعها التاريخي وتعزيز إستراتيجياتها الدبلوماسية، فقد تتمكن من استعادة وزنها في لبنان.
وأضاف بيدار، لـ"إرم نيوز"، أن هذا يتطلب توازنًا دقيقًا بين المصالح المحلية والإقليمية والدولية، بالإضافة إلى رؤية واضحة تدعم الاستقرار والتنمية في هذا البلد الهش.
نقطة محورية في علاقات باريس
وأشار إلى أن لبنان تعدُّ نقطة محورية في العلاقات الفرنسية الشرق أوسطية، إذ تملك فرنسا تاريخًا طويلًا من النفوذ في المنطقة، موضحًا أن ذلك التاريخ يعود إلى الحقبة الاستعمارية.
ورأى بيدار أنه إذا نجحت فرنسا في ذلك، مع التحديات الراهنة، فإنها ستكون فرصة عظيمة لتستعيد الدبلوماسية الفرنسية وزنها من خلال لبنان.
من جانبه، أشار الباحث السياسي الفرنسي المتخصص بالشأن اللبناني، جورج مالبرنو، إلى جملة من التحديات التي تواجه فرنسا في استعادة دبلوماسيتها في لبنان، تتمثل في الأزمات المتعددة التي يعانيها لبنان، سواء أكانت اقتصادية أم سياسية أم أمنية، ما يجعل الوضع الداخلي هشًا، إضافة إلى النفوذ الإقليمي الذي يعد جزءًا من تلك التحديات.
تعقيد المشهد
وقال مالبرنو، لـ"إرم نيوز"، إن فرنسا تحتاج إلى إستراتيجيات فاعلة لمعالجة هذه الأزمات والمساهمة في الاستقرار، لافتًا إلى أنه تتنافس عدة قوى إقليمية ودولية على النفوذ في لبنان، ما يزيد تعقيد المشهد السياسي.
ويتطلب ذلك من فرنسا أن تكون أكثر حذرًا ومرونة في تعاملاتها، فضلًا عن توقعات المجتمع الدولي بشأن دور فرنسا في دعم لبنان، خاصة بعد الضربات الإِسرائيلية الأخيرة والأزمات الإنسانية المتزايدة، وفق مالبرنو.
وأكد أنه رغم وجود تحديات، فإن هناك فرصًا كي تستعيد فرنسا وزنها، أهمها التعاون مع الشركاء، موضحًا أنه يمكن لفرنسا أن تعمل على تعزيز شراكاتها مع الدول العربية والغربية، ما يسهم في دعم استقرار لبنان.
وأشار إلى أن المساعدات الإنسانية، والتدخل في إعادة الإعمار، يمكن أن يعزز صورة فرنسا بوصفها داعمًا رئيسًا للاستقرار في لبنان، فضلًا عن الدبلوماسية النشطة، إذ يتعين على فرنسا تبني دبلوماسية نشطة ومرنة، تعمل على الوساطة بين الأطراف المختلفة في لبنان، وتسهم في تشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات.
إلى ذلك، أفادت مصادر من الأركان العسكرية أن سفينة حربية فرنسية غادرت من جنوب شرق فرنسا متوجهة إلى المياه قبالة لبنان، بوصفه إجراء احترازيًّا تحسبًا لحالات إخلاء محتملة للرعايا الفرنسيين.
ومن المتوقع أن تستغرق السفينة، وهي حاملة مروحيات برمائية (PHA)، نحو خمسة إلى ستة أيام للوصول إلى المنطقة في البحر الأبيض المتوسط، بحسب محطة "فرانس.إنفو" التلفزيونية الفرنسية.
والسفينة مزودة بمروحيات ومجموعة تكتيكية مدمجة، يمكن تحريكها في حال اتُّخِذ قرار بإخلاء الرعايا الفرنسيين.
وذكر أحد كبار الضباط في الأركان العسكرية أن فرنسا "تعزز قدراتها لمواجهة تدهور الوضع"، مضيفًا أنه "في هذه المرحلة، لا توجد أي خطة لإجلاء الرعايا".
ولم يُكشف عن اسم السفينة، ولكن فرنسا تمتلك ثلاث حاملات مروحيات برمائية، هي: ميسترال، وديكسمود، وتونير.
وهذه السفن، التي تزن 21,500 طن وطولها 199 مترًا، تُعدُّ بمنزلة "موانئ عائمة"، وهي مزودة بمستشفى، وزوارق، ويمكنها استيعاب عدة مئات من الأشخاص في حظائرها.
وفي الربيع الماضي، اسْتُخْدِمَت سفينة تونير لإجلاء رعايا فرنسيين من هايتي.
ويوجد نحو 23,000 فرنسي أو لبناني-فرنسي مقيمين في لبنان.
وأنشأت السفارة الفرنسية في بيروت خلية استجابة هاتفية نشطة على مدار الأسبوع، وذكر وزير الخارجية، جان-نويل بارو، خلال زيارته إلى بيروت.