الرئيسان التركي والإيراني في لقاء أرشيفي
الرئيسان التركي والإيراني في لقاء أرشيفي

"المونيتور": حرب غزة تفتح المجال أمام تقارب تركي إيراني

قال تحليل لموقع "المونيتور" الأمريكي، إن دبلوماسية أنقرة تجاه الحرب في غزة وسعيها لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين أدت إلى تنشيط علاقاتها مع إيران.

ورأى التحليل أن رفض الرئيس التركي وصف حماس بأنها منظمة "إرهابية" أسعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وبدلاً من ذلك وصف رجب طيب أردوغان، حماس بأنها "حركة تحرر ومجموعة مجاهدين تكافح من أجل حماية وتحرير أرضها وشعبها".

وأضاف أن "تركيا وإيران تبدوان مستعدتان أيضاً لمعرفة ما إذا كان تقاربهما بشأن غزة يمكن أن يساعد في حل الملفات الثنائية الشائكة".

وأشار إلى أنه من المتوقع أن يقوم الرئيس الإيراني بزيارة تركيا في وقت لاحق من هذا الشهر، في أعقاب زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إلى أنقرة لإجراء محادثات في أوائل نوفمبر الجاري.

وأفاد الموقع بأن "تقاربا مماثلا بين إيران وتركيا حدث في السابق بعد غضب أردوغان على الرئيس الإسرائيلي الأسبق شيمون بيريز في دافوس عام 2009 وبعد انهيار العلاقات التركية الإسرائيلية في أعقاب الغارة الإسرائيلية القاتلة على أسطول الحرية الذي كان يحمل نشطاء مؤيدين للفلسطينيين باتجاه غزة في عام 2010".

وبين أن "هذا التقارب المؤقت بالكاد يزيل حالة عدم التوافق بين سياسات تركيا وإيران بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أو يحل الخلاف الأساسي في علاقاتهما الثنائية".

وتابع: "بينما تستشهد وسائل الإعلام الإيرانية بموقف تركيا والذي يدعي أن إيران ليست وحدها في سياستها تجاه القضية الفلسطينية، إلا أن أردوغان لم يسمح لغضبه تجاه الصراع بأن يصل إلى حد قطع العلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة".

ولفت إلى أن "أردوغان مارس ضبط النفس لعدة أيام " بعد هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي خوفاً من تعريض حالة التطبيع الأخيرة بين تركيا وإسرائيل أو آماله في لعب دور الوسيط في الصراع للخطر".

وأضاف: "لكن مع تفاقم الوضع في غزة، وتضاؤل احتمالات قيام أردوغان بالوساطة، والكشف المحرج عن أن زعيم حماس إسماعيل هنية طُلب منه مغادرة إسطنبول في أعقاب توغل حماس في إسرائيل فقد عاد أردوغان إلى وضعية "استعادة ضبط المصنع".

وبحسب بعض التقارير فقد عاد هنية إلى تركيا هذا الشهر لإجراء محادثات مع أردوغان بعد مكالمات هاتفية بين الاثنين، في المقابل استمرت اتصالات أنقرة مع إسرائيل.

 البحث عن دور

ورأى "المونيتور" أن "دبلوماسية تركيا بشكلٍ عام في غزة لم تحقق أي شيء حتى الآن على الرغم من عشرات الاتصالات والزيارات بين الطرفين".

وأضاف: "لقد فشل أردوغان في التوصل إلى بيان ختامي  يروق له حتى في قمة منظمة الدول التركية التي انعقدت في الثالث من نوفمبر، والتي علق عليها أهمية كبيرة". 

واعتبر أن أنقرة باتت تركز حاليا على ثلاثة أهداف رئيسة أولها إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة حيث غادرت عشر طائرات محملة بالمساعدات التركية إلى مصر، لكن الإمدادات لم تدخل غزة بعد.

وثانيها: "ضغط أردوغان من أجل وقف فوري لإطلاق النار".

وفي هذا الصدد رأى التحليل أن واشنطن هي الطرف الأول الذي يحتاج أردوغان إلى إقناعه للضغط من أجل وقف إطلاق النار لكن ومن خلال محادثات وزير الخارجية أنتوني بلينكن في أنقرة هذا الأسبوع رأينا أنها لم تسفر عن شيء بهذا المعنى.

وتابع الموقع: "لقد حظي بلينكن باستقبال متواضع في المطار، ولم يكلف أردوغان نفسه عناء مقابلته".

وأثارت تصريحات بلينكن في أنقرة حول "التأكد من إمكانية استمرار الناس في الخروج من غزة" تكهنات بأن إخلاء غزة كان على جدول أعماله.

وأعقب ذلك شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي مفادها بأن تركيا ستستقبل 750 ألفًا من سكان غزة. وهو الأمر الذي نفته أنقرة.

أما ثالث الأهداف التركية بحسب المونيتور فهو حديث أردوغان مرارًا وتكرارًا عن رغبة بلاده في لعب دور الضامن للفلسطينيين في مرحلة ما بعد الصراع.

وفي هذا الصدد أفاد "المونيتور" بأن الخيارات التي تمت مناقشتها بين إسرائيل والولايات المتحدة لا علاقة لها بهذا الطرح والذي يتضمن أيضًا حل الدولتين، وقد طرح أردوغان نموذج "الدولة الضامنة" لجزيرة قبرص، وأثار الاقتراح ضجة إعلامية، لكن من غير المرجح أن يتم قبوله.

 وردا على سؤال صحفي حول هذا الموضوع أجاب وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته إلى أنقره بأن إيران تدعم “جميع المبادرات السياسية التي من شأنها منع انتشار الحرب وضمان حقوق الشعب الفلسطيني” لكن موقع المونيتور اعتبر أن الدعم الإيراني لهذا الطرح  ليس له أي أهمية.

وأضاف: "في المحادثات حول مستقبل غزة، أفادت التقارير بأن الولايات المتحدة وإسرائيل ناقشتا تشكيل قوة دولية لمنع عودة حماس مرة أخرى بعد الإطاحة بها في نهاية المطاف وهذه ليست الفكرة ذاتها الموجودة في أذهان الأتراك والإيرانيين والمتعلقة بتشكيل قوة حفظ سلام".

وأشار "المونيتور" إلى أن تركيا كانت على اتصال مع حماس بشأن إطلاق سراح الرهائن الذين اختطفتهم الحركة في إسرائيل، لكن قطر "تظل القناة الرئيسة في هذه القضية، تليها مصر".

وتقول مصادر فلسطينية إن تركيا يمكن أن تلعب دوراً تسهيلياً في أحسن الأحوال.

وأردف الموقع: "يتساءل البعض عما إذا كان بإمكان تركيا أن تعمل كقناة بين واشنطن وطهران. وعلى الرغم من أن أنقرة تمتلك مثل هذه القدرة، إلا أن مصدرين إيرانيين قالا للمونيتور إن الرسائل الأمريكية وصلت حتى الآن عبر قطر والعراق". 

روابط واختلافات مشتركة

ورأى تحليل "المونيتور" أن أكثر إنجازات الدبلوماسية التركية في عزم حتى الآن هي إحياء الاتصالات بين كل من أنقرة وطهران وحسب.

وقد سعت القوتان الإقليميتان غير العربيتين إلى توحيد أصواتهما لدعم الفلسطينيين، لكن رؤاهما تختلف بشكل كبير.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com