حزب الله يعلن الاشتباك مع قوة مشاة إسرائيلية أثناء محاولتها التسلل إلى بلدة رب ثلاثين جنوبي لبنان
قال مصدر خاص في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إنه رغم التهويل الإسرائيلي، والضخ الإعلامي المتواصل، بانطلاق الهجوم البري على حزب الله، فإن الوقائع - حتى الآن - تشير إلى أن إسرائيل غير مستعجلة في تنفيذ العمل البري.
ولفت إلى أن إسرائيل تفضل استخدام الخيار الجوي بأكبر قدر ممكن، كما تنص على ذلك عقيدتها العسكرية، وكما فعلت في غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 عندما انتظرت ثلاثة أسابيع قبل الدخول برًا.
واعتبر المصدر الخبير في الشؤون العسكرية، أن لا شيء يجبر إسرائيل على الانتقال سريعًا لعمل بري (لعدم وجود رهائن مثلًا). وخاصةً أن القطعات الإسرائيلية ما زالت تجري تدريباتها في الشمال استعدادًا للعمل البري.
ثلاثة احتمالات
يشير المصدر إلى أن إسرائيل قد تغير حساباتها بالتحول السريع إلى الهجوم البري الواسع عند بروز معطيات أو احتمالات جديدة.
أبرز هذه الاحتمالات وفقًا للمصدر، بأن تكون عمليات الاستطلاع الإسرائيلية الأخيرة قدمت معطيات حول وجود نافذة فرصة للتقدم سريعًا في ظل إعادة انتشار لمقاتلي "حزب الله".
ويشار هنا إلى أن قائد القيادة الشمالية الإسرائيلية، الجنرال أوري غوردين، عندما طرح فكرة إقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان تحدث عن وجود فرصة متمثلة ببقاء 20% فقط من قوات "حزب الله" جنوب الليطاني بالمقارنة مع الوضع في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
أما السبب الثاني الذي قد يدفع إسرائيل لتسريع عملية التوغل، فهو رغبتها بالحرب على حساب الحلول الدبلوماسية.
ويشير المصدر في هذا السياق إلى ما أعلنه كل من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حليف حزب الله، ونجيب ميقاتي، رئيس الحكومة اللبنانية، بقبول لبنان بتطبيق القرار 1701 بما يعنيه من انتشار الجيش اللبناني والأمم المتحدة وحدهما جنوب نهر الليطاني وسحب "حزب الله" لانتشاره العسكري.
قطع الطريق على أي حلول
ومن هنا - يقول المصدر - يمكن أن يكون التحرك الإسرائيلي المبكر هو لقطع الطريق على الحلول الدبلوماسية التي ترفضها إسرائيل تمامًا حتى تحقيق أهدافها.
السبب الثالث للتحرك السريع يندرج، وفقًا للمصدر، ضمن سياق الحرب النفسية أو بهدف خلق فخ لمقاتلي "حزب الله" كما حاولت إسرائيل أن تفعل في مايو/أيار 2021 عندما سربت إعلاميًا أنباء بدء عبور قواتها برًا إلى داخل قطاع غزة، لدفع مقاتلي "حماس" نحو الأنفاق والمواقع الدفاعية المقابلة للحدود؛ ومن ثم قصفها جوًا. يومها أعلنت إسرائيل مقتل المئات من عناصر "حماس" ثم عدلت الأرقام لاحقًا إلى بضع عشرات بعد أن ظهر أن الخدعة لم تنطلي على مقاتلي "حماس" يومها.
ويختم المصدر بأن العمل البري الواسع ما زالا مستبعدًا، إلا في حال بروز تطور ما في المعطيات السابقة يعطي الإسرائيليين أهدافًا تستحق "تسريع" الهجوم قبل الأوان.