الجزائر.. ملاسنات حادة داخل البرلمان بسبب صحة "بوتفليقة"
الجزائر.. ملاسنات حادة داخل البرلمان بسبب صحة "بوتفليقة"الجزائر.. ملاسنات حادة داخل البرلمان بسبب صحة "بوتفليقة"

الجزائر.. ملاسنات حادة داخل البرلمان بسبب صحة "بوتفليقة"

اختتم مجلس النواب الجزائري، اليوم الثلاثاء، جلسات مناقشة خطة الحكومة الجديدة بعد ثلاثة أيام من الملاسنات الحادة بين نواب المعارضة والمولاة حول مسألة غياب عبدالعزيز بوتفليقة عن النشاط الميداني وتسيير الشأن العام.

وانقلبت كتلة جبهة التحرير الوطني في البرلمان الجزائري، من النقيض إلى النقيض، خلال مرافعتها لبرنامج حكومة رئيس  الوزراء السابق عبد المجيد تبون ثم امتداحها لبرنامج خليفته أحمد أويحيى، رغم أنّ "تبون" ينتمي سياسيًا إلى جبهة التحرير الحائزة على 161 نائبًا، بينما ينتمي رئيس الوزراء الحالي إلى حزب "غريم" وهو التجمع الوطني الديمقراطي.

وفاجأ السعيد لخضاري رئيس الكتلة النيابية للحزب الحاكم في الجزائر، اليوم الثلاثاء، بكيله تُهمًا بالفساد والانحراف عن برنامج رئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة من طرف رئيس الوزراء السابق الذي لم يخلد بمنصبه سوى 80 يومًا، رغم أن "تبون" يشغل عضوية اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني، وقد كان على حزبه أن يتجنّب جلده إن لم يكن بإمكانه الدفاع عنه.

بوتفليقة بصحة وسلامة.

واعتبر لخضاري في آخر يومٍ من جلسات مناقشة النواب لبرنامج الحكومة الجزائرية الجديدة، أنّ إنهاء مهام "تبون" وتعيين "أويحيى" بديلاً له ثم ترؤّس بوتفليقة لمجلسي وزراء في ظرفٍ لا يتجاوز 3 شهور، " دليل دامغ على سلامة صحّة الرئيس الجزائري ودحض لتشكيك المعارضة في قدرته على تسيير الشأن العام".

وتعززت مرافعة المسؤول البرلماني ذاته بتصفيقات أعضاء الحكومة الجديدة وزملائه النواب في الكتل الحزبية الموالية لرئيس البلاد والتي صبّت كلها في مدح "بوتفليقة" والإشادة بإصلاحاته وسياساته، إذ بدا أنّ ذلك يندرج ضمن محاولةٍ سياسيةٍ لإرباك الخصوم وإظهارهم في موقع الضعف، ردًّا على "مرافعات نارية" لرؤساء الكتل النيابية المعارضة.

سطوة رجال الأعمال.

وعلى نقيض ذلك، هاجم النواب المعارضون بشدة رئيس الوزراء الحالي أحمد أويحيى واتهموه بــ "تغييب إجراءات مكافحة الفساد والحدّ من سطوة رجال الأعمال على صناعة القرار السياسي في البلاد"، مطالبين السلطات بتقديم حلول ناجعة لمشاكل سياسية، واقتصادية، واجتماعية، متراكمة منذ 18 عامًا حكم فيها بوتفليقة الجزائر".

واعتبرت المعارضة التي استغلت منبر البرلمان لتوجيه سهام النقد اللاذع للسلطة، أن "التحوّل" في خطة الحكومة من "الفصل بين رجال المال والسياسةّ" زمن رئيس الوزراء السابق عبد المجيد تبون إلى "تغييب هذه القضية" في توجه أحمد أويحيى لا يخدم سوى "أقلية متحكمة برقاب الجزائريين".

وقال الأخضر بن خلاف رئيس الكتلة النيابية لتحالف "العدالة والبناء والنهضة" الإسلامي:"إنّ برنامج حكومة أويحيى غارق في العموميات ويشكل انقلابًا على توجهات سابقة، وهو مخطط يفتقر إلى تحديد آجال الإنجاز وآليات التّقييم، وهو طوارئ اقتصادية اعتمد على سياسات فاشلة ومسؤولين غير نزهاء".

وتابع "بن خلاف":"لأوّل مرّة في تاريخ الجزائر المستقلّة تختتم دورة البرلمان بالمصادقة على مخطّط حكومة وتفتتح مرة أخرى بدراسة مخطّط جديد بعد شهرين ونصف الشهر من المصادقة على الأول".

مصدر واحد لمحتوى مختلف.

ويقول تبون وأويحيى عن الخطّتين إنهما مستمدّتان من البرنامج الرّئاسي لبوتفليقة، ولكنّهما مختلفتان وأحيانًا متناقضتان إلى الحدّ الذي يجعلنا نعتقد أن هناك برنامجين وإرادتين، وأنّ مواقف السلطات في البلاد قد انتقلت في ظرف ثلاثة أشهر من وضع الحسن إلى الأسوء".

 وبدوره، شنّ شافع بوعيش رئيس كتلة جبهة القوى الاشتراكية هجومًا حادًا على أويحيى، مبرزًا أنّ الحكومات المتعاقبة وعددها 19 حكومة منذ وصول بوتفليقة للحكم، همّها الوحيد هو استمرار النظام الحالي والذي لا يقوم على أيّة شرعية".

وذكر "بوعيش" أن "الأزمة، أولاًّ وقبل كل شيء هي أزمة سياسية، يعني أزمة ثقة، وأزمة تسيير، وأزمة حوكمة، وأزمة منظومة حكم، والدليل الصارخ على هذا هو أنّنا موجودون اليوم هنا لمناقشة مخطط عمل حكومة أويحي ثلاثة أشهر فقط بعدما صادق مجلسنا النيابي على مخطط عمل حكومة تبون، وكل ما عشناه خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، صورة معبّرة عن عدم استقرار القرار داخل أركان الدولة ومؤسساتها".

 ورفع رئيس مجلس النواب، السعيد بوحجة، جلسات المناقشة التي استغرقت ثلاثة أيّام، في انتظار جواب رئيس الوزراء أحمد أويحيى على انشغالات أعضاء البرلمان ورؤساء الكتل النيابية، الخميس، قبل المصادقة على البرنامج الحكومي في الجلسة المسائية لذلك اليوم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com