أويحيى يعرض برنامج الحكومة الجزائرية أمام "مقاعد فارغة" (صور)

 فاجأ نواب البرلمان الجزائري بتسجيلهم غيابات بالجملة على جلسات مناقشة برنامج عمل الحكومة الجديدة التي يقودها رئيس الوزراء أحمد أويحيى، ما فجّر عاصفة من الانتقادات لممثلي الشعب الذين تأخروا في المرافعة عن انشغالات مواطنيهم.

وعبّر مدونون وإعلاميون جزائريون عن استيائهم من "غيابات النواب" عن جلسة مناقشة برنامج الحكومة الجديدة، رغم حساسية الظرف المُتّسم بانسداد سياسي سببه الخصومة مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بسبب "وضعه الصحي"، يضاف إلى ذلك الأزمة الاقتصادية وتآكل المخزون النقدي وتدهور القدرة الشرائية وتزايد التهديدات الأمنية على الجوار.

وساهمت "غيابات النواب" عن جلسات المناقشة في يومها الثاني، في تغييب النقاش الجدّي لمخطط عمل حكومة أحمد أويحيى والذي وجد الفرصة سانحة أمامه لتمرير بنود البرنامج المعروض على "الإثراء والمناقشة" بكل أريحية، حيث لم تجد أصوات المعارضة أيّ صدى مقابل "المديح" الذي كاله نواب التحالف الرئاسي على كثرتهم العددية وقلة حضورهم، للحكومة الجديدة.

وتشهد الجزائر منذ أسابيع جدلًا واسعًا بسبب قضايا سياسية واقتصادية، لكنّها ظلت رهينة التراشق بين قطاع من المعارضة وآخر من الموالاة، كما بقيت حبيسة لفضاءات التواصل الاجتماعي التي لم تقوَ على تغيير مواقف السلطة من ملفات مثيرة.

ويتكون مجلس النواب الجزائري وهو الغرفة الثانية للبرلمان من 462 نائبًا، ويُهيمن على غالبيته حزبا جبهة التحرير الوطني  الذي يرأسه رئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة بـ161 نائبًا والتجمع الوطني الديمقراطي الذي يقوده رئيس الوزراء أحمد أويحيى بــ100 نائب.

وتتوزع بقية المقاعد على كتل محافظة وإسلامية وأخرى علمانية ويسارية، بالإضافة إلى كتلة النواب المستقلّين، وقد فشلت كل المساعي في إجبار نواب البرلمان المتغيبين عن الجلسات مع تعالي الأصوات المطالبة بحرمانهم من الراتب الشهري والامتيازات الخيالية التي يحصلون عليها "دون القيام بأيّ جهد".