تقرير: سنة العراق يائسون من المستقبل ومناطقهم يتقاسمها الشيعة والأكراد
تقرير: سنة العراق يائسون من المستقبل ومناطقهم يتقاسمها الشيعة والأكرادتقرير: سنة العراق يائسون من المستقبل ومناطقهم يتقاسمها الشيعة والأكراد

تقرير: سنة العراق يائسون من المستقبل ومناطقهم يتقاسمها الشيعة والأكراد

كان فواز صالح أحمد يتسلل سرًا إلى قريته في شمال العراق لزيارة منزله، ولكن في آخر زياراته ظل يبكي لساعات، وهو يتجول بين غرف منزله المدمر جزئيًا.

وعندما جفت دموعه، عاد إلى مخيم "خازير" القريب، حيث يعيش مع أهله، منذ عام تقريبًا، وقال إن ما يثير الإحباط، هو أنه يمكن أن يرى منزله من هناك، لكن القوات الكردية التي تسيطر على قريته لا تسمح له بالعودة للعيش فيه.

ووفق صحيفة "نيويورك تايمز" فإن فواز ينتمي للأقلية العربية السنية التي كانت مهيمنة في العراق، ومأساته هي جزء من الكارثة الأوسع التي يواجهها السنة في العراق، فبعد 3 سنوات من الحرب تدمرت العلاقات الاجتماعية بالبلاد، وأصبح السنة يشعرون بالضياع، واليأس من مكانهم في مستقبل البلاد، بالإضافة للقلق من أن الشيعة والأكراد يهدفون إلى تغيير التركيبة الديمغرافية لفرض سيطرتهم على بعض المناطق السنية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه قد تم منع السنة من العودة إلى ديارهم في العديد من القرى والبلدات التي استولى عليها الأكراد خلال القتال مع مقاتلي تنظيم داعش في حزام من الأراضي عبر الشمال يمتد إلى الحدود الشرقية للعراق.

ومن جانبهم، يردّد المسؤولون الأكراد أن هناك دواعي أمنية تدعو لعدم السماح للسكان بالعودة، على الرغم من أن تنظيم داعش طُرد من المنطقة في أواخر العام الماضي، وفي الوقت نفسه، قال الأكراد مرارًا وتكرارًا إنهم يعتزمون إدماج الأراضي التي تم الاستيلاء عليها مع منطقتهم المتمتعة بالحكم الذاتي، حتى وإن كانوا يخططون لإجراء استفتاء من أجل الاستقلال التام في وقت لاحق من هذا الشهر، وهذا يثير تساؤلات حول مستقبل القرى العربية السنية مثل قرية أحمد فواز المعروفة باسم حسن الشامي.

وفي الجنوب، منعت الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والتي استولت على الأراضي السنية، السكان السنة، من العودة إلى المناطق الإستراتيجية بين بغداد والحدود الإيرانية أو المناطق الأخرى التي يعتبرها الشيعة حيوية.

ووفقًا للصحيفة، يواجه العرب السنة عمق محنتهم وحجمها، إذ إن هناك مخاوف بين السلطات العراقية والسنة أنفسهم من أنه من المحتمل ظهور جماعات مسلحة جديدة، ما لم تتحسن حالة المجتمع.

ودُمرت مدن السنة وبلداتهم من القتال ضد داعش لطردهم من الأراضي التي استولوا عليها في عامي 2013 و2014، من شمال العراق، وعبر مركز البلاد وحتى الأراضي السنية في محافظة الأنبار الغربية، كما تم احتجاز آلاف السنة بسبب صلتهم المزعومة بالجماعة الإرهابية.

عانى المجتمع السني من نزوح جماعي، إذ بلغ عدد النازحين 3.2 مليون مواطن معظمهم من العرب السنة.

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من مليونين آخرين نزحوا في السابق ولكنهم عادوا منذ ذلك الحين إلى بلادهم. وتشكل هذه الأعداد مجتمعة نسبة عالية بشكل مذهل من مجموع السكان العرب السنة في البلاد، والتي يقدر عمومًا بأنها تشكل 15 -20 % من العراق البالغ عدد سكانه 37 مليون نسمة.

ويجب على أولئك الذين عادوا إلى الأنبار، إعادة بناء المنازل والمجتمعات المحلية، بمساعدة قليلة من الحكومة حتى الآن، ولا يزال أولئك الذين لا يزالون مشردين؛ فهم إما يتدافعون للعثور على مسكن أو عمل أو يقبعون في المخيمات.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض السنة يتحدثون عن محاولة تشكيل منطقتهم المستقلة مثل كردستان، ولكن الكثيرين قلقون من تلك الفكرة، نظرًا لأن المناطق ذات الأغلبية السنية لديها موارد أقل بكثير.

وقال "عدنان أبو زيد"، معلم بمدرسة في الموصل: "نحن السنة أضعف حلقة في العراق اليوم، ولكن ثق بي عندما أقول إن هذا البلد لن يكون مستقرًا وقويًا مرة أخرى ما لم نتول دورًا قياديًا في إدارة البلاد".

ولكن الصحيفة تدّعي أن هذا النوع من الحديث الشجاع يخفي اليأس المنتشر على نطاق واسع، إذ قال "غازي حمد" الذي غادر الموصل: "في عام 2003، أردنا الديمقراطية والحريات وانظر أين نحن الآن، لقد خفضنا توقعاتنا، فأي حكومة جيدة بالنسبة لنا، طالما أنها تجعلنا نشعر بالأمان، سنعيش بسعادة على الهامش".

وتحدث حسام أحمد 24 عامًا وهو طالب نازح من الموصل، مبديًا حنينًا لحكم صدام، رغم أنه كان يبلغ من العمر 11 عامًا عندما تمت الإطاحة بالرئيس السابق، وقال "انا أحب صدام حسين، فعندما كان في السلطة، كان شعب الموصل يتمتع بالأمن الكامل"، وأضاف: "العراق انتهى عندما سقط صدام".

وفي إشارة إلى انعدام الثقة بالشيعة، يقوم بعض زعماء قبائل العرب السنة في الشمال بحملات علنية من أجل انضمام مناطقهم إلى المنطقة الكردية؛ فالأكراد هم من الغالبية السنية، ولكن الشكوك والانقسامات تستند إلى أسس عرقية بين السنة.

وفي مخيم "الخازر"، قال فواز أحمد، وهو أحد موظفي وزارة الصحة: "هناك سؤال واحد يطرح نفسه: لماذا لا يمكنني العودة إلى دياري؟".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com