"الدب الروسي" يتقارب مع الأردن لتثبيت هدنة الجنوب السوري
"الدب الروسي" يتقارب مع الأردن لتثبيت هدنة الجنوب السوري"الدب الروسي" يتقارب مع الأردن لتثبيت هدنة الجنوب السوري

"الدب الروسي" يتقارب مع الأردن لتثبيت هدنة الجنوب السوري

تُظهر زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى العاصمة الأردنية، عمان، اليوم الإثنين، الدور المتعاظم لـ"الدب الروسي" في الأزمة السورية، بعد أن نجحت موسكو في فرض نفسها لاعبًا رئيسيًا على الساحة بتدخلها عسكريًا لصالح النظام السوري.

وقد جاءت تصريحات لافروف خلال مؤتمر صحفي عقد في عمان ظهر اليوم الإثنين للتأكيد على أهمية هذا الدور قائلًا إن "روسيا وعمان اتفقتا على تعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب، وإن كلّ من يتواجد في سوريا دون موافقة دمشق يخرق القانون".

واعتبر الوزير الروسي أن أطرافًا بالائتلاف السوري يحاولون حماية "جبهة النصرة"، مشددًا على أن اتفاق إطلاق النار، الذي جاء نتيجة التعاون الأردني الروسي الأمريكي، هو الأنجح بين جميع اتفاقات إطلاق النار السابقة.

ووصف لافروف الأردن بأنه "شريك في عملية وقف إطلاق النار في سوريا".

صاحبة اليد الطولى

الكاتب والمحلل السياسي الأردني، فهد الخيطان، أكد أن الصورة اتضحت للجميع ولم يعد يخفى على أحد أن روسيا هي صاحبة اليد الطولى في سوريا، وأن الأزمة السورية بدأت بنقل الملفات للمنطقة بأكملها باتجاة الدب الروسي باعتباره صاحب النفوذ المتعاظم باقترابه من العديد من الحلفاء الاستراتيجيين في المنطقة.

وقال الخيطان لـ"إرم نيوز" إن "روسيا ستبقى اللاعب الرئيس على الساحة الشرق أوسطية في بعض الملفات لمدة تقارب 25 عامًا، وهنا تندرج زيارة لافروف لعمان للتأكيد على عمق الشراكة الثنائية بين الجانبين من خلال اتفاق مشترك لخفض التصعيد في سوريا وتوسيع دائرة هذا الاتفاق سياسيًا وجغرافيًا والعمل على تثبيت الأوضاع في الجنوب السوري".

وأشار المحلل السياسي الأردني إلى أن أهمية الاجتماع تأتي لانعقاده قبل ساعات من اجتماع أستانا والترتيبات الجديدة لإقامة منطقة آمنة رابعة في إدلب، وإنهاء الترتيبات الأردنية السورية على الحدود لاستعادة حرارة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية لما قبل 2015".

ولفت إلى أن العلاقة السورية الروسية ليست وليدة الساعة، وهي ذات طبيعة سياسية وعسكرية ترتبط بالاتحاد السوفياتي سابقًا، ولن تحظى أمريكا بمثلها، خاصة مع انحيازها العلني لإسرائيل.

وشدد على أن روسيا تدرك أهمية العلاقة الأردنية السورية والاتصال الجغرافي والاقتصادي، وحتى الديمغرافي.

ورجح الخيطان عودة العلاقات الأردنية السورية خلال الفترة القادمة إلى سابق عهدها، مع وجود استعداد أردني لتوثيق هذه العلاقات، التي لم تنقطع رغم وجود بعض التجاذبات السياسية، وستبدأ هذه العلاقات بالتجدد من خلال العلاقات الاقتصادية وإعادة فتح معبر نصيب.

توقيت الزيارة

الكاتب والمحلل السياسي الأردني، فيصل ملكاوي، أكد أهمية الزيارة من ناحية التوقيت مع اقترابها من الجولة السادسة لمباحثات أستانا الشهر الجاري ومباحثات جنيف الشهر المقبل، عقب إنشاء مركز الإشراف والمراقبة لمناطق جنوب غرب سوريا في العاصمة الأردنية عمان، بحضور أمريكي روسي أردني.

وقال في مقال في صحيفة الرأي الأردنية إن "أهمية الزيارة تتمحور في تزامنها مع اقتراب مرحلة الحسم في معركة محاربة داعش في العراق وسوريا، واكتمال مناطق خفض التوتر الأربع، ووضع القوى الدولية والإقليمية آخر اللمسات على مواقفها، بما فيها المعارضة السورية لمقاربة واقع الأزمة الجديد بشقية السياسي والعسكري لإمكانية أن تكون سوريا الجديدة ممكنة لأول مرة منذ اندلاع الأزمة قبل أكثر من ست سنوات".

ولفت ملكاوي إلى أهمية الدور الروسي في الأزمة السورية في نصرة النظام السوري منذ العام 2015 بعد تدخله عسكريًا لصالح النظام ونجدته من وضعه الصعب آنذاك، واستخدام موسكو لحق "الفيتو" لأكثر من سبع مرات في مجلس الأمن الدولي، وتعطيل أي إمكانية للتدخل الدولي في سوريا، في وقت كانت تمارس فيه إدارة الرئيس الأمريكي السابق، بارك أوباما، سياسة الانسحاب من الأزمة السورية، ومن المنطقة برمتها، لتملأ موسكو الفراغ بسرعة غير متوقعة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com