الفصائل الشيعية الموالية لإيران تفقد الدعم الشعبي في العراق
الفصائل الشيعية الموالية لإيران تفقد الدعم الشعبي في العراقالفصائل الشيعية الموالية لإيران تفقد الدعم الشعبي في العراق

الفصائل الشيعية الموالية لإيران تفقد الدعم الشعبي في العراق

أثار الاتفاق الأخير بين حزب الله اللبناني، ومقاتلين من داعش موجة غضب واسعة النطاق ضد حزب الله والفصائل العراقية المقاتلة معه بدعم إيراني في الأراضي السورية.

سمح الاتفاق بإجلاء مقاتلي داعش من منطقة حدودية بين سوريا ولبنان إلى الحدود السورية العراقية.

وتم تنفيذ الاتفاق باستخدام 16 حافلة وسيارات إسعاف تابعة للحكومة السورية بالتعاون مع حزب الله.

وتقع منطقة البوكمال في النقطة المقابلة لمنطقة القائم العراقية، وتخضع المسافة بينهما بأكملها لسيطرة تنظيم داعش منذ 2014، وتعني عمليات الإجلاء هذه أن المقاتلين الملتحقين بقوات داعش في محافظة دير الزور سوف يشاركون في عمليات ضد القوات العراقية القادمة لتحرير القائم.

وانتشرت الانتقادات في العراق ضد صفقة حزب الله، وخاصة بين العديد من الرموز الدينية الشيعية وحكومة كردستان وزعماء السنة، كما أدت إلى خلق تمييز واضح بين القوات المؤيدة لإيران في العراق والقوات الوطنية المستقلة، فمن ناحية، أيد الاتفاق الفصائل المؤيدة لإيران داخل وحدات الحشد الشعبي، ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي والشيعة الموالون لإيران، ومن ناحية أخرى، رفض الاتفاق رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، والتيار الصدري وعدد من رجال الدين الشيعة العراقيين.

وفي العام الماضي حذر نصر الله أن الحكومة العراقية تشارك بمؤامرة أمريكية تهدف إلى فتح الطريق لمقاتلي داعش في الموصل لكي يتجهوا نحو سوريا، وأشاد بمواقف سابقة للقوات العراقية بعدم إتاحتها فرصة لمقاتلي داعش في الفلوجة للوصول إلى سوريا، بقصفهم والقضاء عليهم نهائياً.

وتابع: "الانتصار العراقي الحقيقي يعني قصف داعش واعتقال قادته ومقاتليه وزجهم في السجون ليحاكموا محاكمة عادلة، وليس فتح الطريق لهم للهرب إلى سوريا".

وأثارت صفقة حزب الله مع داعش غضب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قائلاً في 29 أغسطس، إن نقل هذه الأعداد من الإرهابيين عبر مسافات طويلة لأراضٍ مجاورة للحدود العراقية أمر غير مقبول ومقلق ويشكل إساءة للشعب العراقي، منتقداً عدم التنسيق مع الجانب العراقي في تلك الصفقات، مشيراً إلى أن العراق يقوم بالقضاء على داعش من خلال قتلهم داخل الأراضي العراقية ومنعهم من الدخول إلى سوريا، ولكن صفقة حزب الله ستسبب المزيد من الخسائر للشعبين العراقي والسوري، وأن داعش يلفظ أنفاسه الأخيرة وبالتالي لا يمكن تبرير الصفقات معه في مثل هذا الوقت.

واعتبر النائب عن التحالف الوطني علي البديري، الصفقة بأنها تآمر على الشعب العراقي، موجهاً رسالة إلى حزب الله قال فيها: "دماء شبابنا وشعبنا وحشدنا ليست أرخص من دماء اللبنانيين".

وأضاف: "إن شبابنا الذي ذهب للقتال في سوريا وقدم الدماء للدفاع عن المقدسات اليوم يُعاقب من الحكومة السورية بنقل داعش إلى حدود بلدهم".

وكتب الباحث والمختص في الشؤون الأمنية والجماعات المسلحة الدكتور هشام الهاشمي: "الحليف الأناني هو الذي يرمي بخطر داعش من لبنان على العراق، فبينما دمر العراقيون ثاني أكبر مدينة منع داعش من الهرب والاضرار بجارهم، لم يقبل اللبنانيون والسوريون التضحية بقرى من أجل العراق".

وفي تصريح معارض لموقف العبادي، قال المتحدث باسم هيئة الحشد الشعبي أحمد الأسدي وهو الأمين العام للحركة الإسلامية العراقية "كتائب جند الإمام": "إن انتقال المقاتلين إلى منطقة البوكمال لا يسبب مشكلة للعراق، حيث إن المنطقة أساساً تحت سيطرة داعش، كما أن هناك دواعش في الصحراء العراقية المقابلة للمنطقة"، مضيفاً أن العراق لا يحتاج سوى ساعات قليلة للقضاء عليهم.

وفي 30 أغسطس، أعرب مجلس محافظة كربلاء عن اعتراضه الشديد على اتفاق حزب الله لنقل مقاتلي داعش إلى البوكمال، مشيراً إلى أن هذا العمل يهدد أمن كربلاء والعراق بشكل عام، داعياً الحكومة إلى اتخاذ إجراءات لمعالجة هذا الوضع عسكرياً وسياسياً.

وفي السياق ذاته، قال محمد كربولي عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، إن عدداً من مقاتلي داعش الذين انتقلوا إلى البوكمال تسللوا إلى راوة وعانا في محافظة الأنبار.

الانتقادات الشعبية ضد التيار الموالي لإيران

وفي موقف مشابه آخر، انسحبت 3 من فصائل الحشد الشعبي المعروفة بولائها لإيران، وهي "عصائب أهل الحق"، و"كتائب حزب الله"، و"سرايا الخرساني" من قطاع عمليات تلعفر بسبب مشاركة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في عمليات تحرير المدينة من تنظيم داعش.

ورغم أن قيادة العمليات المشتركة نفت أنباء الانسحاب في بيان نشرته على موقعها الرسمي، إلا أنها حذفت التكذيب بعد ذلك دون توضيح الملابسات، وكانت الفصائل الثلاثة قد طالبت سابقاً بمنع مشاركة التحالف في عمليات تحرير تلعفر رسمياً.

وفي تلك الأثناء تابعت فصائل أخرى معروفة بولائها للزعيم الديني لشيعة العراق علي السيستاني، وهي فرقة "العباس القتالية"، وفرقة "الإمام علي القتالية" و"لواء علي الأكبر" مشاركتها في تحرير تلعفر بكامل قواها، وقد أثبتت الفصائل المذكورة التزامها بقوانين الحكومة العراقية وعدم ذهابها إلى سوريا للقتال، وهي الآن تتلقى دعماً كبيراً من الحكومة العراقية، وهو الأمر الذي من شأنه أن يجعلها أكثر نفوذاً وقوة من الفصائل الموالية لإيران.

واختتمت الصحيفة بأن مواقف الفصائل المقاتلة في العراق بدأت تنقسم إلى جبهتين واضحتين، فمن ناحية هناك الفصائل الموالية للنظام الإيراني، وفصائل تتبع سياسات العراق، مشيرة إلى أنه مع وضوح هذا التمايز، بدأت الانتقادات الشعبية ضد التيار الموالي لإيران تتزايد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com